الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

ترجمة حسن حسني عبد الوهاب / بقلمه

Share

في شهر شعبان ١٣٨٨ ه الموافق ٩ نوفمبر ١٩٦٨ م انتقل الى رحمة الله تعالى ، العلامة اللغوي الضليع والمؤرخ الكبير احد العلماء الأعلام بتونس عن عمر نيف على الثمانين عاما . . قضاها في رفع شان التاريخ العربي والاسلامي بتونس وفي شان رفع مستوى اللغة العربية . . فكانت الخسارة بفقده جسيمة . . وقد نعته صحافة تونس ، واثرنا ان ننشر ترجمته في هذه المجلة كاملة بقلمه ، نقلا عن الزميلة مجلة ( الفكر ) التونسية مساهمة فى التعريف باعلام امتنا الراحلين وتقديرا لجهودهم في حقول احياء التراث الاسلام وانمائه . .

الاسم : حسن حسنى عبد الوهاب وهو اللقب العائلى - نسبة الى جدى عبد الوهاب بن يوسف الصمادحي التجيبي الذي كان يدير الحرس الاهلي للبلاد وهم الحوانب ) ويراس التشريفات في مدة البايات الحسينيين من عهد الباي محمود بن محمد الرشيد بن حسين بن علي الى ايام المشير احمد باي الاول .

وتقلب بعده ابنه والدي ( صالح بن عبد الوهاب ) في عدة وظائف ، وكان في عصره من الافراد التونسيين القلائل ، اذ انه تعلم العربية بجامع الزيتونة ودرس بعد ذلك اللغة الفرنسية بمكتب الرهبان الواقع منهج الزيتونه ( Ecele des Fres ) ( نهج الكنيسة سابقا ) حتى اتقنها جيدا ، فاضافه ( الفريق حسين ) وزير الخارجية -

اليه ، وصار الوالد يصاحبه كمترجم في السفارات المتنقلة التى كانت ترسلها الدولة التونسية الى اوروبا كلما حصل خلاف مع الممالك الافرنجية ( ايطاليا قبل الوحدة ، وفرنسا وانكلترا وغيرها ) فى عصر كانت رحلة التونسيين الى تلك البلاد قليلة جدا من ١٨٦٩ الى ١٨٨٠ م - وكان الوالد المرحوم مولعا بفن التاريخ ( والعرق دساس كما فى الحديث النبوى ) وله تأليف فى اخبار مملكة المغرب الاقصى لم يطبع بعد .

وتقلب الوالد بعد الحماية في جملة وظائف منها عمل الاعراض ( قابس ) والمهدية وتوفى آخر سنة ١٩٠٤ م .

اما ابنه حسن حسنى فانه ولد آخر شعبان ١٣٠١(٢١ يونية ١٨٨٤ ) بنهج عبد الوهاب رقم ٢٥ ، ووالدته ( حنيفة بنت على بن مصطفى آغة قيصرلى ) كان ابوها اكبر اعوان ( معين أول ) للوزير خيرالدين باشا .

واول دراستى في كتاب بنهج سيدي الموحد - بين نهج الوادي ونهج بوخريص حسب العادة المتبعة حينئذ لصغار التونسيين ثم تحولت الى المدرسة الابتدائية بالمهدية وتلقيت هناك حفظ الربع الاخير من القرآن الكريم ، كما ابتدات تعلم اللغة الفرنسية .

ولما انتقل الوالد من المهدية إلى تونس دخلت أول مكتب فرنسي لاتكى بالحاضرة ( نهج السويد ) ونلت شهادة العلم الابتدائية ١٨٩٩ فالتحقت ( بالمدرسة الصادقية ) وزاولت بها العربية والترجمة ثم قصدت باريس وانتظمت في سلك تلاميذ ( مدرسة العلوم السياسية ) وتابعت التعلم بها . ومن اساتذتي بها ( دمنتاى De MONTEIL) وفي الاثناء كنت احضر محاضرات الحكيم

شاركو _ Charcot  في تحليل الاخلاق والنحائز والطبائع .

وتوفى الوالد آخر سنة ١٩٠٤ فعدت الى البيت فى حظيرة تونس ، وانخرطت بعد فى سلك موظفى ( ادارة الفلاحة والتجارة ) فى قسم " املاك الدولة " اخر سنة ١٩٠٥ - وبعد خمس سنوات عينت رئيسا لإدارة ( غابة الزياتين للشمال التونسي ) سنة ٠١٩١٠

وفي اثناء الحرب الكبرى الاولى التحقت بادارة المصالح الاقتصادية . .  فى سنة ١٩١٦ ( Services Economiqes )

بصفة رئيس قسم ، وفارقتها لرئاسة ( خزنة المحفوظات التونسية في سنة ١٩٢٠ ( Arcnives generles وقد استفدت كثيرا من هذا العمل حيث اتيح لي الاطلاع على مجرى احداث التاريخ التونسي منذ الفتح التركي وبعده - ولا يخفى ان خزنة المكاتيب الدولية - كما كانت تسمى - هي من محاسن مؤسسات الوزير خير الدين حين مباشرته لشؤون الدولة التونسية .

اهم عمل قمت به هناك هو اني وضعت لها جهازا تاما لفهرست محتوياتها فى جذاذات محفوظة في صندوق خاص ( Fichiers ) وهو المعمول به إلى الآن ، ولم يكن ذلك موجودا بها .

وفي سنة ١٩٢٥ عينت عاملا ( واليا ) على المثاليث ، ومقر الادارة " بجبنيانة " وكانت تلك الناحية تابعة لولاية صفاقس ، ولم يعتن بمصالحها منذ احقاب توالت عليها ، فسعيت جهدى في اقرار اهاليها بالارض لتعميرها وبايجاد عدة مكاتب ابتدائية واحداث طرقات معبدة ، وتزويد القرى

بالماء الصالح للشراب وتنوير مركز العمل ليلا

وفي آخر سنة ١٩٢٨ نقلت واليا الى المهدية الفاطمية فاجتهدت في نشر التعليم فى القرى والمداشر وكنت القي في كل اسبوع محاضرات في التاريخ الاسلامى وبخاصة فى احداث تلك الجهة فى محل ناديها ونادى الشبيبة ، واوقفت كتبا كثيرة على مكتبات المدينة الفاطمية .

وفي سنة ١٩٣٥ سميت واليا ( عاملا ) على الوطن القبلى ( نابل وناحيتها ) فاهتممت بمصالح العمومية بقدر الجهد ، واوقفت كذلك من الكتب العربية كثيرا على مركز الولاية وعلى القرى الكبيرة والصغيرة .

وفي سنة ١٩٣٩ عدت للحضرة التوسية بصفة وكيل ( للادارة المحلية والجهوية ) يعنى شؤون الإدارة الداخلية للبلاد ، وفي اثناء مباشرتي لهذا المنصب " احلت على التقاعد لبلوغي السن القانونية - بعد اربع وثلاثين عاما من العمل المنهك - لكن الإدارة المركزية ابت الا ان تعينني رئيسا ( لمصلحة الاوقاف ) فاجتهدت في الذب عن مصالحها ومنع ايدى الطمع من الامتداد الى املاك الاوقاف واراضيها الخصبة .

وبمجرد انتهاء الحرب الكبرى الثانية من البلاد التونسية انتخبت وزيرا ( للقلم ) وهو وظيف يشمل الاشراف على ادارة الشؤون الداخلية للبلاد ، والقيام بتحرير المهم من المكاتب الدولية ومخاطبة ملوك الخارج وذلك في ٣ ماي سنة ١٩٤٣ ، فشغلت هذا المنصب مع اخر البايسات الحسينيين : محمد الامين .

وتخليت عن هذا المنصب نهائيا فى شهر  يوليه سنة ١٩٤٧ ، ومن ذلك الحين

انقطعت عن الاشغال الأدارية واقبلت على العمل في تأليف الكبير " كتاب العمر " (١)  وكذلك السفر الى الاقطار الشرقية والغربية .

ولما نالت البلاد التونسية الاستقلال وفارق الموظفون الفرنسيون المصالح الإدارية دعيت من جانب الحكومة التونسية الجديدة لرئاسة ما سمى ( بالمعهد القومى للأثار والفنون ) .

وفي سنة ١٩٥٧ باشرت هذه المهمة الى عام ١٩٦٢ ، فاقبلت على العمل بها بجد نادر مدة خمس سنوات متوالية ، وقد هيأت بعض الشباب للمعاضدة حيث لم يبق من الموظفين الفرنسيين السابقين احد ، ويسر الله فى تلك الفينة ان نقلت مصلحة الاثار من محلها القديم ( ساباط سوق الفكة الى دار حسين ) الفريق التى كانت مقرا لقائد الجيش الفرنسي ولاركان حربه بساحة القصر وبعد ترميم الدار كما يجب ، اتخذت بقسمها الا على مكاتب الادارة وبقسمها الاسفل متحفا للفنون الاسلامية . التونسية .

ومن منن الله ان اسست في مدة رئاستي ولم يكن لهذه الفنون ادنى حظ بين الآثار للآثار خمسة متاحف منها اربعة للاعلام

الاسلامية ( متحف على بورقيبة ) فى رباط المستير ومتحف اسد بن الفرات برباط سوسة ، ومتحف ابراهيم بن الاغلب في القيروان ، ومتحف دار حسين الاسلامي المتقدم الذكر ، ثم مستودع للآثار الكلاسيكية (Antiari ) بقرطاجنة في نفس بيت احد اعيان الرومان .

وقد زودت المتاحف العربية السالفة الذكر بكل ما جمعته لخاصة نفسي منذ الصغر من الاعلاق النفيسة والتحف الاسلامية النادرة سواء اكانت مقتناة من تونس ام مشتراة من المشرق ومن عواصم اوروبا .

وفي تلك المدة نشرت في مختلف الجرائد والمجلات فصولا كثيرة وحرضت الباحثين عن الآثار لأخراج ما كتبوه بالعربية والفرنسية ، كما قدمت لمصنفاتهم ببعض تمهيدات تاريخية وفلسفية وبمقدمات مناسبة ، وهي نحو العشرة مؤلفات فى شتى الاغراض الاثرية .

اما الحياة العملية :

فقد تم لى المشاركة في غالب " مؤتمرات المستشرقين " ابتداء عن عام ١٨٠٥ بعاصمة الجزائر وقدمت فيه بحثا عن " الاستيلاء العربى لصقلية وتعرضت هناك بثلة من العلماء المشاركين عربا كانوا او افرنجا ، منهم ( محمد فريد بك ) رئيس الحزب الوطني المصر)، المشهور ، وهو تونسي الاصل ، وصارا من حينئذ من اكبر الاصدقاء و ( جورج براون ) الانكليزى ، وكذلك المستفن و ( امروروز ) و ( فولارس  ) و (نلدكى ) الالماني

و ( كوديرا ) و ( ربيرا ) وميقال آسين بالاثيوس وثلاثتهم من اسبانيا - و ( لويس مسينيوس ) و (وليم مرسى ) وصديقي المرحوم ( محمد بن ابي الشنب ) وغيرهم كثير جدا وامتدت علاقتى بجميعهم بعد ذلك .

وفي سنة ١٩٠٨ شاركت في مؤتمر ( كبنهاكن ) عاصمة الدنمارك ، ومن وجوه العلماء الذين تعرفت بهم هناك : اولا : جلالة الملك ( قستاف ادولف ) والبارون ( ماكس اوبنهائم ) الالمانى و ( قول زيهر ) العالم النمساوي المشهور ، والاب (لامنس) والاب ( لويس شيخو ) اليسوعيين وقد قمت بمعارضتهما فيما قدما من البحث حيث وصفا النبي العربي الكريم بما لا يليق وافتريا عليه ، والملاحظ اني كنت المسلم الوحيد في حضور هذا المؤتمر ، ولذا تجاسرا بابداء الطعن على الاسلام جهارا ، وكان البحث الذى عزمت على تقديمه هناك باللغة الفرنسية : ( مختلف العناصر التى يتكون منها الشعب التونسي ) وقد طبع بعد ذلك بتونس سنة ١٩١٧ فعدلت عن القاء بحثي لمعارضتهما وكان لمعارضتي للراهبين المتقدمين رنة كبيرة بين المؤتمرين وتابيد من جانب عظيم منهم .

وفي عام ١٩٢٢ شاركت في مؤتمر باريس للمستشرقين الفرنسيين ، ثم المؤتمر المنعقد برباط الفتح بالمغرب سنة ١٩٢٧ ثم مؤتمر كمبريدج بانكلترا ، واسطنبول ومونيخ في المانيا ، وفي جميعها كنت النائب عن الحكومة التونسية ودعيت لحضور الندوات العلمية التى دارت بالبندقية ( فى معهد comto cini) ملتقى فيورينسة (بايطاليا ) للتقارب بين

المدنيات والاديان برئاسة الامير الحسن المغربي الشرقي ، وغير ذلك مما يطول تعداده .

ونبت عن الحكومة التونية في مؤتمر الموسيقى الشرقية  المنعقد في القاهرة في افريل سنة ١٩٣٢ ، وقد كنت تعرفت قبل ذلك فى سنة ١٩١٤ بالامير أحمد فؤاد نجل الخديوي ى اسماعيل فى نابلى بايطاليا قبل ان يصير ملكا لمصر .

وفي نظري ان الملك فؤادا ، كان - بلا نزاع - من أجل ملوك المسلمين ومن اقواهم عزيمة وحبا لجمع كلمة العروبة والرغبة الصادقة فى الدفاع عن الحضارة الاسلامية مع الذكاء الوقاد الذي خصه الله به ، والثقافة الواسعة ، ولا يخفى انه من حين استقر ابوه اسماعيل باشا في بلاد ايطاليا بعد التنازل عن الملك ، انخرط البرنس ( أحمد فؤاد ) في المدارس الحربية هناك ودرس بها الى ان نال بكد يمينه رتبة اميري الاى ( كولونيل ) في الخيالة ، بلا محاباة ولا مراعاة لاصالته ، وكان يحسن اللغة الإيطالية كاحد ابنائها ، وكذا اللسان الفرنسي مع نبرة ايطالية واضحة للسامع .

وقد سألني - مرة تغمده الله برحمته - ونحن نتغدى على مائدته بقصر القبة بمحضر وزيره الاكبر ( محمد محمود ) عن حالة المغرب وتقسيماته ونظامه الاداري ، فاخذت فى الوصف بما يناسب المقام ، واشتغلت بالكلام عن الطعام فالتفت الى وقال : حملتك مشقة الكلام كثيرا فلم تاكل الا قليلا .

فاجبته بقولى :

- يا افندينا . موائد الملوك انما هي شرف لا للعلف فانبسط منها كثيرا .

وسالني مرة اخرى : - كيف وجدت مصر ؟ فكان جوابي :

- يا افندينا . سئل ابو العباس المقري المغربي مصنف كتاب - نفح الطيب - عما شاهده بمصر حين زارها فأجاب : ( من لم يزر مصر لا يعرف عز الاسلام ) وانا اقول بقوله ولا احيد عنه . ولا ننسى ان الملك فؤاد الاول كانت له مواقف حاسمة للحصول على الاستقلال بمصر وكذا فى الدفاع عن العروبة جملة ، وليس هنا محل بسطها وشرحها ، وحمة الله عليه وجزاه الجزاء الاوفى ، وفي المثل المطروق : ( النار تترك الرماد ) .

وهو الذي عينني عضوا دائما فى ( مجمع اللغة العربية ) لأول تاسيسه آخر سنة ١٩٣٢ ، وانا اليوم آخر من بقى من الاعضاء الاولين للمجمع ، وكنا في البداية عشرين عضوا لا غير ، عشرة من المصريين ، وخمسة من الشرقيين وخمسة من المستشرقين وقد شاركت بقدر الاستطاعة في الابحاث والمناقشات الدائرة في المجمع منذ التاسيس  ولا سيما عندما اثيرت الدعوة لابدال الحروف العربية بغيرها .

اما اللغات التى احسنها فهي اولا وبالذات العربية لغة أهلى وقومي ثم الفرنسية ، وقليلا من الايطالية ، وكذا من التركية .

اما عنايتي بالثقافة وبث وسائلها داخل البلاد التونسية ، فقد درست التاريخ العام وخاصة التونسي في الخلدونية عن سنة ١٩٢٤ بعد المرحوم البشير صفر ، وكذا في المدرسة العليا للغه والآداب العربية " بسوق العطارين"  من سنة ١٩١٣ على آخر ١٩٢٤) .

ومنحتني جامعة العلوم بالقاهرة لقب الدكتوراه الفخرية فى سنة ١٩٥ كما منحت ذلك اللقب من ( جامعة العلوم الجزائرية ) ودعيت للحضور بنفسي سنة ١٩٦٠ فلم اجب حيث كانت حرب التحرير قائمة ، على ساق حينئذ .

وسميت عضوا مشاركا في ( المجمع الفرنسي للنقائش والفنون الجميلة ) منذ سنة ١٩٣٩ ، وكذا في المعهد المصرى وعضوا مراسلا ( للمعهد التاريخي الاسباني ) منذ أربعين عاما وعضوا في كل من ( المجمع العلمي العربي بدمشق ) منذ تأسيسه ، وكذا فى ( المجمع العلمي العراقي ) في بغداد ، وغير ذلك .

اما اسفاري :

فالى جميع القارة الاوروبية بادخال البلاد الروسية حيث دعيت من مجمعها العلمي فزرت علاوة عن موسكو جمهورية الازبكستان ، ( تاشقند ) وهي بلاد الشاش قديما وسمرقند حيث ضريح الصحابي الفاتح ( قتم بن العباس بن عبد المطلب )ابن عم الرسول و ( بخارى ) حيث ضريح الامام محمد بن اسماعيل البخاري .

وفيما عدا ذلك تجولت في ممالك الشرق الادنى في سائر اقطار اوروبا جنوبا وشمالا وشرقاوغربا . كما طفت بجميع اقطار شمال افريقية من المحيط الاطلنطي الى قناة السويس .

وحججت ثلاث حجات ، أولها سنة ١٩٣٥ ، وتعرفت مليا بالملك المرحوم عبد العزيز آل سعود وقد انابتني في المرة الثانية الدولة التونسية لتقديم رسالة عن الباي احمد الثاني مع اوسمة مرصعة

بالحجارة الكريمة وهدايا اهلية معتبرة فقابلني بحفاوة زائدة واقمت ضيفا على السعودية واستفدت من محادثات الملك بكثير من اخباره وقيامه بالدعوة لاسرته وفتوحه وتوحيده للمملكة العربية الشمالية وكانت حجتى الاخيرة فى خلال سنة ١٩٥٠ ( وانا رئيس للاوقاف في تونس ) *

وفي اثناء احدى تلك الحجج تعرفت بالمستعرب الانكليزى المسلماني  (عبد الله فيلب ) ولا انسي انه كان افادني كثيرا عن جولته العلمية فى الربع الخالي والاحفاف من الجزيرة العربية تلك الجولة التى قطع معظمها فى سيارة وعلى الجمال ، وقد ادرج فيها كتابا مفيدا جدا ، هو عمدة الباحثين عن خفايا الجزيرة وجهاتها المجهولة .

واني لاعتذر كثيرا اذ اني اطلت في ذكر حياتي وملابساتها ، وما هي باحسن من غيرها .

ولكن البلاد اذا اقشعرت

                 وصوح نبتها رعي الهشيم

ويعلم الله كم يخجلني ان اكون مثل بعض الاحباب وهو الآن من الاموات كان يكتب على بطاقة زيارته اسماء كل الجمعيات التى كان مشتركا فيها . ويرسم باخر البطاقة ( انظر محوله ) لان وجه الورقة غير كاف لاحتواء جميع الجمعيات والمؤسسات التى هو عضو فيها .

ولو اردت احصاء احبابي في الشرق والغرب للزمني دفتر خاص ذو صفحات عديدة ، وفيما ذكرت كفاية ، بل ربما كان من التطويل الممل .

وما اثره نفسي فان النفس امارة بالسوء ، والبه سبحانه اضرع ان يتفمدني برحمة منه . وان يستر عيوبى ما ظهر منها وما بطن . بفضله تعالى وكرمه .

مؤلفات باللغة العربية :

( بساط العقيق ، في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق ( طبع تونس ١٩١٢ ( خلاصة تاريخ تونس ) طبعة اولى : تونس ١٩٦٤ - وثانية ١٩٣٠ وثالثة بتونس سنة ١٩٥٣ .

( المنتخب المدرسي من الادب التونسي ) ط اولى ١٩٠٨ بتونس : وثانية في المطبعة الاميرية المصرية سنة ١٩٤٤ .

( الارشاد الى قواعد الاقتصاد ) طبعة تونس ١٩١٩

( شهيرات التونسيات ) - تونس ط اولى ١٩٣٤ - وثانية بتونس ١٩٦٦ .

الامام المازري - ترجمة حياته مع بحث عن تسلسل السند العلمي في تونس منذ الفتح العربي ) طبعة تونس ١٩٥٣

ورقات عن الحضارة العربية بافريقية التونسية جزء أول  ط تونس ١٩٦٥

ورقات عن الحضارة العربية التوسية جزء ثان  ط تونس ١٩٦٦ .

نشريات محققة :

( رسائل الانتقاد مقامات فى النقد الادبي ) لمحمد بن شرف القيرواني ، طبع دمشق ١٩١٢ .

( ملقي السبيل ) في الوعظ والحكم ) لابي العلاء المعرى .

اعمال الاعلام ( قسم تاريخ افريقية وصقلية ) لابن الخطيب الاندلسي طبع بلرمو بصقلية ١٩١٥

كتاب (يفعول ) بحث لغوى للصاغاني طبع تونس سنة ١٩٢٤

التبصر بالتجارة  للجاحظ - ط اولى بدمشق ١٩٣٣ - وثانية بمصر ١٩٣٤ - وثالثة ببيروت ١٩٦٦

( الجمانة في ازالة الرطانة ) في اللهجة الاندلسية والتونسية  لمجهول ، ط المعهد العلمي بمصر

( آداب المعلمين ) هو ما دون محمد بن سحنون عن أبيه - ط تونس ١٩٣٤( ١٣٥٠)

(رحلة التجاني  ) في البلاد التونسية وطرابلس  لعبد الله التجاني ط تونس ١٩٥٨

مصنفات وابحاث باللغة الفرنسية :

( الاستيلاء الاسلامي على صقلية ) ط تونس ١٩٠٥

( امتزاج العناصر التى يتألف منها الشعب التونسي ) - ط تونس ١٩١٧

تقدم الموسيقى العربية بالمشرق والمغرب والاندلس ط تونس ١٩١٨

مشاهد عيان لفتح الاندلس - ط تونس ١٩٣٢

منعرج في تاريخ الاغالبة  ثورة الطنبذي ط تونس ١٩٣٧

بحث دينارين نرمانيين ضربا بالمهدية ط باريس

الجهة الوسطى من البلاد التونسيه  (قمودة ) في القرون الوسطى - ط تونس عن مجلة )( الفكر ) التونسى

اشترك في نشرتنا البريدية