تصبتك العيون القيروانية
بسحر لم يكن في البال
كنانية نزارية معديه
تقاصر دونها الآمال
نأت بي في القرون . وهدهدتني رواجع الألحان
ردتني الى أيامها وأنا العميد بها إلى الأبد
ملاحم أمتي وعبير أجدادى . وغيل مرابض الأسد
تخبر عن سماء حجبتها خيول عقبة بالغبار
وعن حشود مالها عدد
أولاك النصر والإرهاص والايمان والعدد
فسامير ليلهم قرآن
وسائر يومهم فتح لكل مغالق البلدان
تغنى مزهرى بالمسجد ألمحه على الأسوار
تطاول فى غروب الشمس
وبالتنمية أعيى حجتى حتى
تقرته يداي بلمس
وبالتاريخ أبصره يحدق
ليس يفنه الزمان . وليس يبليه
فيجذبني إليه لأنني فيه
أشرع مغلق الأبواب
وأقرأ في ظلال الصمت ألف كتاب
فتوحات المعز ومجد رقادة
نجوم لم تزل رغم اختلاف الليل وقادة
هنا يغفو الخيال وتعذب الذكرى
وينطلق الجناح الى فضاء ليس بالمحدود
ويمضي الفكر في تهويمة كبرى
وتصحو العين بعد نعاسها المكندود
لتنعم بالشذى واللون بين مياه فسقيه
وبالنقش المنمنم فوق زربية
وبالأركان يعبق عطرها المسكوب
ليومض مثل برق من خلال الغيم ثم يغيب
ويحكي قصة الأمجاد
لقوم غالبوا الأيام وانتصروا
كأنهم القضا في الأرض والقدر
وجئتك بالحروف وبالتهاويل الجنوبية
لأقرأ فى رحابك شعرا
لان الشعر خاط رداءه فى ظل واديك
وساق الناس من خمر ولا كالخمر
" فليل الصب " بعض من أغانيك
وقافلة من الأبعاد تضرب في أراضيك
ولحن دائم الترديد
ترجعه شفاه الغيد
