الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 6الرجوع إلى "الفكر"

تعليق الاستاذ خليل رامز سركيس، على مقال " ادونيس "

Share

القضايا الجذرية التي اثارها ادونيس فى تقريره تثير بدورها قضايا جمة تتعلق بالشعر العربى ومشكلة التجديد . وعندى من الراى ، فى هذا الصدد ، ان فى الشعر العربى ، قديمه وحديثه ، روائع تتشوف الى عوالم ذات اصالة وغنى . وهذا ما يجب ان يعنينا قبل سواه لانه يمثل انساننا بالكلمة حية قد اديت .

وما احسب الميل عن الماضى ، حتى الغربة والانقطاع ؛ هو السبيل الى الخلق الشعرى ، ولاسيما فى ادبنا . ولكن يغلب على الاعتقاد ان الانفتاح هو ، بعد الموهبة ، عماد العالم الشعرى - الانفتاح على الماضى واليوم الحاضر فعلى المستقبل ان امكن ، الانفتاح على التراث فى شرق وغرب . الانفتاح على الانسان من كل ارض ، شرط ان نعنى ، اولا ، بالانسان الذى هو فينا ومنا قبل عنايتنا بالانسان بعيدا عنا بعد زمن او بعد مكان . فاذا استطاع الشعر ، عندنا ، ان يرود هذه الآفاق ، ارتفع من النحو الانسانى الخاص الى النحو الانسانى العام ، بما للخاص من معانى الحصر وبما للعام من معانى الشمول .

على ان الوفاء للتراث لا يعنى التحجر فى الماضى الموات ، بل هو يعنى ، فى الارجح ، الوفاء للماضى الحى ، الى العيش فى الزمن الحاضر . وهذا ما يبتغيه ادونيس على ما اعرف ادونيس الذى فيه قلت ذات مساء : مولد الشاعر ، كمولد النجم عيد فى عمر الكواكب .

اشترك في نشرتنا البريدية