-2-
المنازل الثابتة اعمدة التاليف
ان الجموع الموسيقية اذا اختلفت عن بعضها بعض فى مقادير الابعاد الصغار السبعة التى يكتنفها طرفا البعد ذى الكل فانها اذا قوبلت بعضها ببعض يتبين انها تشترك فى بعض المنازل ، ذلك لان أصوات " الثمانية " الثمانية - المنحصرة بين طرفى البعد ذى الكل - لم تكن جميعها متبدلات ، بل منها ما هو ثابت عن نسبة واحدة لا تتغير مهما اختلفت الجموع وتغيرت بتغير نسب بعض اعادها الصغار السبعة أو تنوعت أوضاع تركيبها - أى أوجه ترتيبها - وسبب هذه القاعدة الموسيقية هو كون هذه الاصوات الثوابت على نسبة اتفق تام مع طرفي الجمع - أى مع حدى البعد الذى بالكل
والمنازل " الثوابت " أربع : أهمها طرفا البعد الذى بالكل ونسبتها نسبة الضعف ، وقد ذكرنا أن أصحاب الموسيقى عندنا يسمون أحد طرفى هذا البعد جوبا بالنسبة للاثقل : واثقلهما قرارا بالنسبة للاحد ، وأما عند الافرنج فالطرف الاحد يسمى " الثامن الاحد " Octave aigue ويسمى الطرف الاثقل " الثامن الاثقل " Octave grave
وثالثة الثوابت هى المنزلة الخامة من جانب الثقل وهى ثابتة على نسبة 3/2 مع طرف الذى بالكل الاثقل وعلى نسبة 4/3 مع طرفه الاحد ، وتعرف هذه المنزلة فى الموسيقى الغربية باسم " السائد " لكثرة ورودها فى الالحان
ولبروزها فيها ، وكأن اليونانيون القدماء يسمونها "الوسطى" (Mese ) لانها مركز مدار اللحن ودليل يضبط به موقع المنازل ، ولم يميز العرب هذه المنزلة هذه المنزلة فى الموسيقى الغربية باسم " السائد " لكثرة ورودها فى الموسيقى باسم خاص ، وهى تعرف فى بلاد ايران اليوم باسم " الشاهد " يستعمل فى معنى الدليل الذي " يسترشد " .
واما رابعة الثوابت فهى المنزلة الرابعة من المنازل الثمانية التى يشملها البعد الذى بالكل ، وهذه المنزلة ثابتة على نسبة 4/3 مع طرف الذى بالكل الاثقل ، وعلى نسبة 3/2 مع طرفه الاحد ، ولهذه المنزلة شأن فى الموسيقى العربية اذ ان مطلع الصيغة اللحنية يتم فى الالحآن العربية مع بلوغ هذه المنزلة ومع بلوغها تبرز شخصية اللحن .
ولما كان البعد الذى نسبة طرفيه نسبة 4/3 يشتمل على أربعة من منازل البعد الذى بالكل الثمانية سمى من أجل ذلك " ذا الاربع " وسميت مجموعة المنازل التى يكتنفها طرفاه " رباعية " وكذلك البعد الذى نسبة طرفية نسبة 2 /3 سمى " ذا الخمس " لاشتماله على خمسة أصوات وسميت مجموعة المنازل التى يكتنفها طرفاه " خماسية " .
وفى الالحان العربية جموع لا تبلغ من البعد ذى الكل حده الاحد ، وفيها جموع لا يجتمع فيها صوت رابع وصوت خامس على نسبتهما المعهودة (4/3 و 3/2 ) مع طرف الجمع الاثقل ، وهذا نادر وأمره أمر الشاذ عن القاعدة .
ويتكون من المنازل الثوابت الاربع تركيبا ملتئما متينا تعتمده الاصوات الاخرى المتجمعة فى ديوان الثمانية مثلما تعتمد عضلات جسم الحيوان هيكله العظمى ، ويعتمد جدران البيت وسقفه الدعائم والاعمدة المقامة فيه .
وكان اليونانيون القدماء يعدون تركيب ثوابت الجموع اللحنية التركيب الذى كنا نبينه من عجائب الطبيعة ومن أروع مظاهرها حتى فلاسفتهم اتخذوا من هذا التركيب رمزا لالتئام الكون ، فشيدوا بذكر مكتشفه ومن فسر واول أسراره المكنونة فيثاغورس الحكيم الذى كان يسمى هذا التركيب : " النطق الموسيقى " Logos mausikes وقد سمى أصحاب افلاطون مجموع الاعداد الاول التى تمثل نسب هذا التركيب باسم " الرباعى المقدس "
وجعلوا من تلكم الاعداد الاربعة (6-8-9-12 ) رمزا لمنبع الطبيعة
الخالدة ، وكان ارسطو يسمى هذا التركيب " البنية اللحنية " او " مركب الاتفاق والملاءمة " .
واذا تأمل ناظر فى مركب الملاءمة يتبين له أن البعد ذا الكل - أو الديوان كما يسميه أرباب الصناعة الموسيقية عندنا اليوم فى البلدان العربية - تقسمه المنازل الثوابت على ثلاثة أوضاع من القسمة :
1 ) فمركب الملاءمة يعتبر اما مركبا من بعد ذى الاربع ممثلا فى جانب الثقل يليه بعد ذو الخمس ممثلا فى جانب الحدة هكذا :
2 ) واما يعتبر مركبا من ذى الخمس ممثلا فى جانب الثقل يليه ذو الاربع ممثلا فى جانب الحدة هكذا :
3 ) واما يعتبر مركبا من ذى الاربع أول ممثلا فى جانب الثقل وثان ممثلا فى جانب الحدة وبين البعدين بعد صغير فأصل نسبته نسبة 9/8 وهى نسبة
طرفي البعد الذى يمثل الفرق بين ذى الكل ومضعف ذى الاربع وكذلك الفرق بين البعد ذى الخمس والبعد ذى الاربع : وكان علماء العرب يطلقون على هذا التركيب اسم " الجمع المنفصل " لاشتماله على بعدين من الابعاد ذوى الاربع يفصل بينهما بعد صغير .
هذا وللبعد الصغير الذى نسبته نسبة 9/8 الفاصل بين البعدين ذوي الاربع الممثلين فى طرفى ذى الكل شأن عظيم فى تطورات صناعة الموسيقى اثناء العصور ، فان هذا البعد مع كونه غير متفق فى ذاته حسب الاعتبارات النظرية البحتة قد انزل منزلة المتفق لانه الفرق بين بعدين متفقين اتفاقا كاملا تاما مطلقا اعني بذلك يعدى ذى الخمس وذى الاربع : وقد جعل من هذا البعد منذ ظهور علم الموسيقى المعيار الذى تقاس عليه الابعاد اللحنية التى هى دون البعد ذى الاربع سعة ، وكان اليونانيون الاقدمون يطلقون على هذا البعد اسم " طونوس " TONOS وأخذ عنهم علماء العرب هذا الاسم وعربوه فجعلوه " طنينى " وقد انفرد من بينهم الفارابى بنقل هذا الاسم مترجما الى العربية اذ استعمل عوضه اسم " المدة " وهى تؤدى معنى اللفظة اليونانية بكامل الدقة
وقد اردف الفارابي اسم " المدة " باسم آخر هو لفظة " العودة " يستعمله في بعض الاحيان عوض اسم " المدة " وذلك لانه متى يضاف الى مضعف ذي الاربع بعد المدة كان طرف المدة الاحد اعادة للصوت الاول الذى بدأ به التركيب لما بيناه من قبل من طرفا البعد ذى الكل يوهم لمستعملهما كأنهما صوت واحد بعينه يكرر .
كان اليونانيون القدماء يحافظون فى تركيب جموعهم اللحنية على بقاء أعمدة " بنية الملاءمة " ثابتة فى أماكنها مهما كان التركيب ، وان هم لازموا ذلك النظام فالفضل فى ذلك يرجع لطبيعة آلتهم المعهودة المحظية وكانت المعزفة مطلقة الاوتار المعروفة عندهم باسم " الليرا " (Lyre ) وفي هذه الالة كل وتر معد لاخراج صوت واحد معين من أصوات الثمانية المحيط بها طرفي البعد ذى الكل ، فكانوا أول ما يسوون من أوتار العزفة الطرفان ، ثم الرابع والخامس يقررونها على تسويتها ولا يتصرفون بالتغيير - أى بالحزق وبالارخاء - الا فى غير هذه الاوتار الاربعة ، فكانت رسوم " مركب الملاءمة " دائما مشخصة لديهم ثابتة على مقدار واحد من الحدة والثقل .
واما العرب فبما أن الآلة المفضلة عندهم هى العود وكانوا وما زالوا يسوون أوتاره على نسبة البعد ذى الاربع (4/3 ) فهم مضطرون بطبعة الوضع لجمع بعدى ذى الاربع فى بداية الثمانية ولاقصاء بعد المدة المتمم لبعد ذى الكل فى الجانب الاحد . ذلك ما اعتبره الفارابى لما استعمل كلمة " العودة " مرادفة الكلمة " المدة " للدلالة على البعد الذى نسبة طرفيه نسبة 9/8 : وكان علماء العرب يطلقون على هذا الوضع من قسمة ذى الكل اسم " الجمع المتصل" لورود بعدى ذى الاربع فيه متصلين يحد بينهما صوت واحد هو نقطة اتصالهما
وقد يرتب بعد العودة فى بداية الثمانية وبعدا ذى الاربع متصلين فى الطرف الآخر وهو الطرف الاحد ، وكان علماء العرب يطلقون على هذا الوضع اسم " الجمع المتصل " أيضا لاتصال بعدى ذى الاربع فيه ،
المنازل المتبدلات التجانس والاجناس
قلنا فيما سبق أن العادة قد جرت فى موسيقى جميع الامم على وجه الاجمال بان الدرجات التى تنتخب من سلم الاصوات الموسيقية العام لتأدية كل نوع من أنواع الالحان لا يزيد عدد هذه الاصوات على الثمانية فى الديوان الواحد - أى فى نطاق البعد ذى الكل وهو الذى نسبة طرفيه نسبة الضعف ، فاذا اعتبرنا المنازل الثوابت الاربع على الاوجه التى بيناها لما وصفنا تركيب " بنية
التأليف الملاءمة " لم يبق سوى أربع درجات لاتمام " الثمانية " وتعرف هذه الدرجات أو المنازل الاربع الباقية باسم " المتبدلات " لانها هى التى تتغير طبقاتها لما تتغير صيغة الثمانية وشخصيتها اللحنية .
والمتبدلات الاربع اثنتان منها توجدان بين طرفى البعد ذى الاربع الاول واثنتان بين طرفى ذى الاربع الثاني .
وكل زوج من المتبدلات الاربع يقسم بعد ذى الاربع الذى يحتويه الى أبعاد ثلاثة صغار ويسمى علماء العرب هذه الابعاد الصغار الثلاثة التى يقسم اليها البعد ذو الأربع بادراج المنزلتين المتبدلتين باسم " الابعاد اللحنية " لانه بها يتم التلحين وباختلاف مسافاتها تختلف صيغة اللحن ويتغير طابعه .
وبما ان المنازل المتبدلات تتغير طبقاتها فى الارتفاع والانخفاض تغيرات مختلفة صارت تجزئة البعد ذى الاربع الى ثلاثة أبعاد لحنية على أنحاء مختلفة ، وهذه الانحاء عديدة كاد لا يحصرها عدد لو لم يشترط في التجزئة ان تكون المنازل التى تكتنف الابعاد الثلاثة متجانسة - أى متآلفة مع بعضها بعض ، ومن أجل هذا الشرط اطلق علماء الموسيقى اليونانيون ومن بعدهم علماء العرب اسم " الجنس " (ينوس EVOS ) على كل وضع معين من اوضاع تجزئة البعد ذى الاربع الى ثلاثة ابعاد .
لقد أهتم علماء اليونان وكذلك أصحاب المصنفات العربية القديمة بامر المنزلتين المتبدلتين المتخللتين لطرفى ذى الاربع لتكونا منزلتى " عبور " من أحد الطرفين الى الاخر وبدلوا الجهد فى وضع قواعد يضبطون بها مقادير الثلاثة ابعاد التى يمكن ان يجزئ اليها البعد ذا الاربع مع المحافظة على تجانس منازل الرباعية ، وحاولوا الوقوف على العلاقة بين الاعتبارات الحسابية الرياضية المحضة الراجعة الى نسب الابعاد التى ثبت عندهم نظريا أنها نسب اتفاق وملاءمة وبين الاعتبارات النفسية الراجعة الى التذاذ النفس بما يحصل فيها عن طريق حاسة السمع من تأثير ناشىء عن تجمع تلكم النسب العددية متتالية .
فقد جعلوا الاجناس باعتبار تأثيرها فى النفس قسمين مميزين :
1- قسم يشمل الاجناس التى يكون احد ابعادها الثلاثة اعظم سعة من مجموع البعدين الاخرين ، واطلقوا على الاجناس التى من هذا النوع اسم " الاجناس
اللينة " أو " الاجناس النسوية " لتأثيرها فى النفس تأثيرا يحدث فيها رخاوة وضعفا مما ينسب عادة الى الانوثة .
2- وقسم يشمل الاجناس التى ليس من بين ابعادها الثلاثة بعد اعظم من مجموع الاثنين الاخرين ، وأطلقوا على مثل هذه الاجناس اسم " الاجناس القوية " لانها تحدث فى نفس المستمع نشاطا وشدة وانطلاقا وعزما
من القرن السابع الى القرن العاشر ميلادى كان الفنانون العرب اصحاب الغناء المتقن يعرفون بصيغ أغانيهم اللحنية - أى بماسمية اليوم النغمات - بالاستناد الى دساتين العود ، والدساتين خيوط كانت تشد على سواعد العود في مواضع حجز الاوتار تقوم مقام العتب .
وكان نظام الدساتين فى أوائل ذلك العصر بسيطا جدا اذ كان عددها لا يتجاوز الثلاثة وكانت ثابتة فى مواضع معينة وتسمى باسماء الاصابع المعننة لحجز الوتر عندها وهى السبابة والوسطى والبنصر ، ولم تذكر دستان الخنصر لان صوته فى كل وتر كان يعوض بصوت مطلق الوتر الذى يليه لتساويهما فى الطبقة حسب التسوية المعهودة ، وكانت التسوية على البعد ذى الاربع (4/3 ) .
وكان لا يجمع بين صوت الوسطى وصوت البنصر فى أصل اللحن الواحد ، فكان اللحن يجرى اما فى مجرى الوسطى وأما فى مجرى البنصر ، وكان التعريف بأصيغة اللحنية يقتصر على ذكر الدستان المعين لبداية تسلسل الاصوات وعلى تعيين أى الدستانين الوسطى أم البنصر يجرى - أى يستعمل - دون الآخر فى سياق اللحن .
وكان صوت دستان السبابة على بعد مدة ( 9/8 ) من صوت مطلق الوتر . وكان صوت دستان البننصر على بعد مدة (9/8 ) من صوت السبابة . وكان صوت دستان الخنصر ( الموافق لصوت مطلق الوتر التالى ) على بعد نصف المدة من صوت دستان البنصر ( على نسبة 256/243 بالضبط ) .
وكان صوت دستان الوسطى على بعد نصف المدة من صوت دستان السبابة ، وصوت دستان البنصر على بعد مدة منه .
فلم يكن اذن لدى الضارب بالعود سوى ثلاث صيغ لحنية تستخرج من نظام دساتين العود المعهود فى ذلك العصر . وكا ان يطلق على الصيغ اللحنية فى ذلك العهد اسم " الاصابع الستة " لان كل صيغة من الصيغ الثلاث كانت تخرج مرتين من نظام الدساتين وفى كل مجرى من المجربين مجرى البنصر ومجرى الوسطى ، وكان لا يميز الصيغ الثلاث عن بعضها بعض ويكسبها شخصيتها اللحنية الخاصة بها سوى مرتبة بعد نصف المدة فى تتالى ابعاد الرباعية الثلاثة .
وفى اواخر القرن الثامن شد منصور زلزل دستانا آخر للوسطى على بعد ثلاثة ارباع المدة من السبابة ومثل ذلك من الخنصر ، ولم يلغ من أجل ذلك دستان الوسطى القديم ولا الاصوات التى تستخرج به ، بحيث صار نظام العود لما عم استعمال وسطى زلزل نظاما مزدوجا وصار كل تعبير من التعابير الدالة على الاصابع الثلاثة الراجعة لمجرى الوسطى يدل على صيغتين لحنيتين صيغة قديمة وصيغة زلزلية ، وصار عدد الدساتين خمسة باعتبار دستان الخنصر .
وكان اصحاب العود يضيفون للدساتين الاصول " مجنبات " لها ، وكان أمر هذه اللواحق قد استقر فى عصر الفارابى - أى فى بداية القرن العاشر ميلادى - وصار للسبابة ثلاث منازل كما كان للوسطى منزلتان ، أما منزلة السبابة الاولى فهى منزلتها الاصلية الواقعة على بعد مدة من مطلق الوتر ، وأما منزلتها الثانية فكانت على بعد مدة من دستان الوسطى القديم وكان دستان هذه المنزلة يعرف باسم " الزائد " ، وكانت منزلة السبابة الثالثة على بعد مدة من دستان وسطى زلزل وكان دستان هذه المنزلة يعرف باسم " المجنب " مع الاضافة اما للسبابة واما للوسطى ، وصار اذن عدد دساتين العود سبعة باعتبار دستان الخنصر .
ولما تنوعت مواقع دستاني السبابة والوسطى صار الاصطلاح القديم الذى كان جاريا به العمل فى زمان صاحب كتاب الاغاني غير صالح للتعريف يصيغ التلحين بما يجب من الدقة فى الوصف والنعت حيث صار يلتبس على المستخبر أمر الدساتين المدلى اليه باسماء الاصابع المعينة لها ، ومن اجل هذا الالتباس هجر أرباب الصناعة اصطلاح الاصابع وأخذوا يعوضونه باسماء علم يطلقونها على الصيغ اللحنية لتكون لها بمثابة العلامة ، على أن هذه
الاسماء لما كانت لها علاقة بمميزات مسمياتها كانت لا تنفع سوى من سبقت له معرفة بمدلولاتها .
وقد فطن اصحاب مصنفات علم الموسيقى من عرب وفرس فى القرن الثالث عشر ميلادى لابهام الملحق بالاسماء التى وضعها أرباب الصناعة للصيغ اللحنية ولقصورها عن وصف الصيغة اللحنية وصفا يشخصها بكامل الدقة لمستخبر أمرها المتطلع فى تركيبها ، ففكروا فى وصف أوضاع الصيغ اللحنية بقيس بعادها المستخرجة من دساتين العود واستنبطوا لذلك ثلاثة ثلاثة مقاييس معيارها بعد المدة يقاس عليه ثلاثتها ، ورمزوا للمقاييس الثلاثة بثلاثة أحرف اختزلوها من أسمائها .
اول المقاييس الثلاثة هو مقياس " ط " يرمزون بهذا الحرف على بعد المدة الفيثاغورية التى نسبة طرفيها نسبة (9/8 ) وقد اختزلوه من لفظة " طنينى " وهى اسم المدة معربا عن اليونانية (طونوس Tons )
وثاني المقاييس هو مقياس " ج " يرمزون بهذا الحرف على بعد يعتبر مساويا لثلاثة ارباع المدة على وجه التقريب ، وقد اختزلوه من لفظة " مجنب " وهى اسم اطلق على هذا البعد لانه يتمثل لاول مرة فى نظام دساتين العود بين مطلق الوتر ودستان مجنب السبابة الذى هو على بعد مدة من دستان وسطى زلزل .
وأما ثالث المقاييس فحرف " ب " اختزلوه من لفظة " بقية " وهي اسم البعد الباقى من ذى الاربع بعد طرح مدتين وقد نقله علماء العرب منذ بداية اهتمامهم بالموسيقى عن اليونانية بالترجمة ، ونسبة هذا البعد نسبة 256/243 وهو يتمثل بين المطلق والزياد ، وبين السبابة والوسطى القديمة ، وبين البنصر والخنصر ، ويعتبر بمثابة نصف المدة .
