ماذا يا صمت الايام
قدمى تحفر فى الثلج الاسود
وحروفى تزحف عريانه
وقوافل موتانا تبعد
فكأني أمشي .
اكتب في جبانه ...(1)
يقول لى الاذناب ساعة اللقاء :
لا تطلق الحروف فالسماء
مسودة وأفقها رمادا
وأنت عاطل شرابك المداد
وخبزك العباره ...
يا عارهم ! يا جبنهم !
هل يقدر البركان أن يؤخر انفجاره . . (2)
لو كان بإمكاني أن أدخل جوف الصخره
وأنام مع الثعلب والخنزير
وأخيط فم النار بإبره
لو كان بإمكاني أن أفقأ عيني
بإبهامي المبتور
أن أشرب من قلب الحرف ومن قلبي
وأطيل اللحية كالراهب
لهجرتك يا بيتي
وتركت الحبل على الغارب ...
أعرف أننى أسير فوق الثلج يا مدينة السأم
أعرف أننى قد أفتح الابواب
وقد أموت فى الطريق
لكنني على مراكب الالم
سأعبر المضيق ...
حين تكون في يدى يا قلمي الحبيب
يدخل من سم الخياط الجمل
تشرق شمس الله ساعة الغروب
وتزهر الاملاح في مدينتى
ويرتوى من شفتي الامل ...
