الفصل الأول
الخادم رابح - (يصب القهوة للضيف مسعود) : تفضل يا عم لقد شرفت دارنا . إن عمى اوصانى بان اخبره اذا شرفت ولكنه . . ولكنه قد نام قبيل لحظة
مسعود -ما دام نائما فمن الخير أن تتركه . . سأعود فيما بعد . وليس بين الخيرين حساب .
رابح - لا . لا . ياعم.. ارجوك ارجوك . . ان لا تخرج انك ان خرجت فسينالنى من العم غضب شديد . فارجو ان تنتظر ولو لحظة ! مسعود - لاجل خاطرك.. سابقى ربع ساعة . . فاذا لم يستيقظ بعدها فهذا عذرى !
رابح -ربع ساعة فقط.. ربع ساعة اخشى أن لا يكفي . ولكن عمى خفيف النوم ، ولن يلبث اذ يقوم .
( فى هذه الاثناء يدق فاضل الجرس ، فيقفز رامح ، ويصعد اليه كمن يطير ) فاضل - ألم بيجيء عندنا عمك الشيخ مسعود حتى الآن ؟
رامح - نعم يا عم. لقد حضر العم مسعود قبل ربع ساعة تقريبا . فاضل - واين هو الآن ؟
رابح -لقد فتحت له الصالون الكبير . . وصببت له القهوة ! وخشيت أن اسرع الى ايقاظك فتؤنبني..!
فاضل - إنك تحمل في رأسك اوفر حظ من البلادة... لماذا لم توقظني عندما دخل وقد زكنت عليك يا...
( ويرتدى فاضل ملابسه ويهبط السلم فى خفة ) -باسما- اهلا بالصديق العزيز حياك الله . . ارجوك يا سيدى ان لا تؤاخذنا فان خادمنا غبي بليد ولقد نبهت عليه من قبل ان يبادر بايقاظى بمجرد تشريفك.. إن تشريفك لنا شرف كبير . .
مسعود - إن خادمك . . لبق . . قام بالواجب . فتح لى الصالون وصب الى القهوة ، وناب عنك في الترحيب . .
فاضل-... وشغل وقتك الثمين بفضوله وبثرثرته . . انه يدخل دائما قيما لا يعنيه ولذلك سأطرده يوما ، من هذا البيت وارتاح من عنائه . .
( وكان الخادم القمئ مصوبا كل مسامعه من خلف الباب لحديث الرجلين وقد اندفع كالنبلة وانهال لنما وتقبيلا على ركبتى عمه يرجوه الصفح واستبقاءه طول حياته فى شرف خدمته )
فاضل للخادم - يكفى ملقا وخبثا .. هياقم واصنع للشايا موزونا ، ان عمك سعيدا يحب الشاى الموزون .
الفصل الثاني
( رابح في مكتب اعماله الفخم غارقا في كرسى فخم ، وحوله كتابه وخدمه وحشمه ) مسعود لرابح - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رابح -
مسعود - اسعد الله مساءكم يا شيخ رابح !..
رابح -..
مسعود (وقد يئس من اجابته يناوله الورقة): تفضل يا سيدي . ارجوك المساعدة فى هذا الامر الذى يهمنى جدا .
رابح -فى شمم وعنجهية - ناولها لذلك الكاتب !.
الكاتب - (وقد تأمل الورقة وشرح عليها): قدمها لسيدي العم رابح
حتى يأمر لك عليها بما يلزم
مسعود - لقد اوعز الى بتقديمها اليك لتكمل عليها اللازم ...!
الكاتب - لا . لا . . يظهرك انك (غشيم) و (متعاف). . اقول لك قدمها للعم رابح ولكن بأدب ، فهو ذو مشاغل عظيمة .
مسعود (بعد ان يتلقي هذه التعليمات): تفضل يا سيدى رابح !
رابح...!
( واذ ذاك يدخل بعض أثرياء الحرب فينهض رابح في خفة ويستقبلهم؛ ثم يقوم معهم ويمتطون جميعا سيارته )
مسعود (متأففا وهامسا بينه وبين نفسه): لا حول ولا قوة الا بالله .. هذه حال الدنيا.. ثري حرب.. واثرياء حرب.. وفقير حرب.. هذه رواية ولها ختامها . .
الفصل الثالث
( انتهت الحرب العالمية الثانية وطارت معها ثروة رابح وعاد إلى أسماله؛ ويصادفه مسعود ذات يوم فى السوق ) ..
مسعود - اهلا بالاخ رابح . . كيف حالك ؟
رابح ( ينحني قليلا ): اهلا بكم وسهلا ومرحبا يا عم.. انني احمد الله على كل حال . . مسعود - متخابثا- أتذكر يا رابح يوم زرت عمك فاضلا ؟
رابح - نعم . اذكر ذلك جيدا. .
مسعود - وتذكر حديثنا يومئذ ؟
رابح - نعم . . ولقد شكرت لك عطفك النبيل يومها .
مسعود - وتذكر يوم زرتك في مكتبك الفخم ايام الحرب ؟
رابح -مغضبا من الخجل والالم - نعم بكل امتعاض وأسف . . ارجوك العفو يا سيدي الكريم.. ان الغني الطارئ كثيرا ما يغرس ضعف الاخلاق فى النفوس الضعيفة .
