سأغنى للتاريخ المثقل بالزنبق
للنار وللقنديل
ولانسان يبحث فى المطلق
عن نافذة المجهول
سأغنى للشهداء وللثوار
حملوا معهم ينبوع الضوء من المشرق
سأغنى للجوع يمزق أطفال بلادى
للايدى البائسة المقروحه
لدماء القدس المسفوحه
للثورة للاحرار
لشبابيك النور المفتوحه
للحرف الكادح للكلمات المجروحه
سأغنى لفتاة حسناء
تبدو كالينبوع المتفجر فى أعماق الصحراء
تمطرنى بالخصب الاخضر
وأرى فى معبدها قنديل الجوهر
سأغنى لطواحين الفجر العابق بالحريه
للأسماء المطروزة فى أهداب الاقمار
لكنوز الخير المتفجر
لبرركين النار لطوفان الأمل المزهر
ساغنى للأجراس
تولد فى صمت الليل وتعلن عن ميلاد الحرية
لجواد أسمر منطفئ الاحساس
سأغنى لشقاء العالم
لصراع ثورى حاسم
للأمطار المنهلة تغسل كل الجدران
وترش الخصب المعطاء بأرض البور
سأغنى للكلمات تكسر كل الأحجار
تمنح حبا للفقراء
وتفجر فى الصحراء الآبار
سأغني للمأساة و " للسياب "
للحرف الثائر فى احدى ورقات كتاب
للاكوخ وللبؤساء
و " لسيزيف " وصخرته الصماء
ولوجه يبكى للطرقات الخرساء
سأغنى . . .
سأغنى . . .
حتى لو صلبوا كلماتى فى طوفان النار
حتى لو دفنوها فى أغوار الاغوار
ستظل حروفى أقوى من طوفان النار
لن يرهبها فى الليل الاعصار
ساظل الشعب أعانق حرية الانسان
وسأزرع فى الافق الالحان
ما دام شعورى ينبض بالصدق وبالايمان
ع . ه . ( القيروان )
