" دمشق "
أناديك عبر احتجاب الزمان ، وعبر الحكايا القديمة ، أبحث
فى هيجان العواصف ، بين رماد القلوب الوجيعة ، جوف اكاذيب
بنت لعوب ، وأنت مخافة ليل وأمن نهار ، وانت ارتخاء النجوم
على طلل آدمي أزاح شكيمة عينيه خوفا ، فثارت سلالة موتى
وأشعل وهن الشعاع ظلال عيون الصبايا .. كأنى أناور
تحت شتاء من الهم والوهم أعراسها ، وكأن الديار التى
اشتهى طعمها لا تذاق ، فلا يسبق السابقون ، ولا يلحق اللاحقون
فابحث فى كل بيت مضاء قبيل انفجار الحياة ، أحلل فيها رذاذ
الدموع الغزيرة ، لكن عصفورة نتفت ريشتى ..،
وأومأت الطير أن لا أغنى بأصواتها ..،
لأني متى نمت أحلم أني أطير
وأنى أعانى اختناق البكاء ،
وأنى خرجت على منهج الاستواء
وقد أحقن الحلم بالمورفين ، وأسدل نار حروب تنوء
بأوزارها ، .. فليالي العذارى بهيمية ، والزمان دؤوب
وما حاجة للبكاء ، ولا لألتتماس التأوه ،
غادرنى سادن النار ، كان يغور الى قاع بئر عميق
تشقق ، تخرج منه الموارد فى ابهات دخان طويل ،
تمطى الى نجمة فى البعيد ، وكان يرود ، يخرج
من رثة الباحث الماء ..،
سلمت وجهى لمن خانه ومشيت الى نجمة فى البعيد ،
ولكن . . طعن تمادى ، وذل تحجر فى الكبرياء ،
عشقتك ..، هل جثة الماء ساكنة ، أم تخابط مثل الذبيح ؟
انتهت قصة الانتهاء ، وساقت خيول البحار سفينى إلى
موجة تتطلع أنس الأصيل ، وكنت قراصنة من دماء ،
وكنت الطفولة والضائعين ، أهوم فوق غيوم البحار
وتحضننى غيمة فى المحيط ..،
ألا تهتدين إلى مضغتى ..،
فأصبح زين التقاة ،
ألا تحتمى صورتى فى فؤادك ..،
حتى تسيل دما شفتى على شوك ورده .
مقالة حزن وملح الطفولة تفدى مقام الرضيع ..، أيا
أمة من ورود الجبال السحيقة ، أتبعتك الطرف أنى نبت ،
وخفت عليك من الريح والنحل والعنزة الشارده .
