الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "المنهل"

حديث الكتب، حول كتاب :، ( بنو سليم في التاريخ )

Share

صاحب المنهل ورئيس تحريره كلما قرأت لكم أو سمعت عنكم أو فكرت بكم فاض الوجدان لكم بالتقدير ولطالما يفكر بكم كل سلمي ويعترف بفضلكم وجليل خدمتكم للعلم والمعرفة وللأدب والتاريخ .

استاذي الكبير لقد وقعت في يدي مجلة (( المنهل )) العذب عدد ذى القعدة ١٣٩٠ ه والذى فيه مقدمة كتاب (( بنو سليم في التاريخ )) ومع الاسف الشديد ولسوء حظى اننى لم اقتن من مجلة المنهل الا اعدادا قليلة ، وانني احاول الآن جادا الحصول على كثير من الاعداد الفائتة .

استاذنا الفاضيا : لقد قرأت مقدمة كتاب بنى سليم فى التاريخ الذى هو من حصاد قلمكم الفياض ومن ثمار جهودكم المخلصة وهديه من هداياكم الى المجتمع السعودى الظمآن الى الرشف من منهل العلم العذب .

وانني أشكر لكم جزيل الشكر حيال ما قمتم به من عمل جليل وجهد مخلص في سبيل تأليف هذا الكتاب الجديد الذى ننتظر بزوغه علينا مع بزوغ فجر العام الجديد ١٣٩١ ه ونكبر فيكم ذلك العزم الماضى والشجاعة القوية والعزيمة الصلبة التى دفعتكم الى تجشم مصاعب السفر الى بنى سليم وتخطى متاعب البحث والاستنتاج والتأليف عن هذه القبيلة بالذات وعن غيرها وحيثما وجدتم لنتاج قلمكم مكانا ولجهودكم نمرة ان قبيلة سليم لم تجد من يتحدث عنها

أو يسجل ما لها من مآثر منذ الجاهلية وصدر الاسلام والعهدين الاموى والعباسى ، وحتى العصر الحديث .

وبالرغم من انه لم تلم بالجزيرة العربية ملمة الا وكان لهم نصيب من شرف دفعها . ولم تكسب مكرمة ولطالما كسبت الا وكان لهم من ذلك حظ . ابتداء من فتح مكة المكرمة على يد رسول الهدى محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم حيث كانت رأيتهم خفاقة بلونها الاحمر الدال على الصلابة والقوة فى طليعة جند الله الذى يقوده رسوله الى بيته الحرام ليستخلصه من أيدى المشركين وينقيه من أدران الشرك وأصنام المشركين ومرورا بعباس بن مرداس القائد السلمنى المعروف وأبناء الخنساء الاربعة الذين استشهدوا فى موقعة القادسية وغير ذلك كثير ، وانت أعرف به مني .

وانتهى بالحرب الاخيرة التى وقعت بين الملك عبد العزيز والامام يحيى حميد الدين ملك اليمن حيث كان من قبائل بنى سليم من هم ضمن الجيش الذي خاض به عبد العزيز المعركة حتى أحرز النصر بعون الله تعالى . وقد انقسم بنو سليم في تلك الحرب الى قسمين قسم ذهب مع الجيش الزاحف برا على اليمن وقسم مع الجيش الزاحف بحرا الذى احتل السواحل اليمنية ، وتوغل داخل اليمن حتى كان يهدد العاصمة صنعاء بالاحتلال بقيادة الامير فيصل بن عبد العزيز الملك الحالى المظفر ، وكان زحفه اليها

سريعا ويريد احتلالها لولا توسط الزعماء العرب لحل النزاع بين المملكة واليمن وطلب الامام يحى حميد الدين الصلح مع الملك عبد العزيز  .

ولقد كان السلميون الذين عبروا البحر ضمن الجيش السعودى البحرى يستقلون سفنا خاصة بهم فحدثت عليهم حادثة مريعة ، اذ اشتعلت النار في احدى سفنهم اثناء سيرهم وسط البحر فابتعدت عنها السفن الاخرى خوفا من النار وبقى ركاب السفينة التى شب فيها الحريق لا يدرون كيف النجاة ولا يجدون إلى الخلاص سبيلا ووجدوا أنفسهم بين لهيب النار المحرق ، وموج البحر المغرق ، وأيقنوا ان الموت قد كتب عليهم لا محالة وعند ذلك قام أحد قادتهم الذى لا يحضرنى اسمه الآن وقال بأعلى صوته : يا سليم ! الغرق ولا الحرق ثم ألقى بنفسه في البحر ثم تبعه قومه جميعا فقذفوا بأنفسهم في اليم المائج .

قال ذلك بعد أن تأكد أنه لا فكاك من الموت وأنها اللحظة الاخيرة من الحياة وأن الموت سيحصل بأحد شيئين اما بالنار حرقا أو بالبحر غرقا وفضل الموت غرقا عليه حرقا وقال كلمته المشهورة عند سليم ولقد بذل في انقاذ جماعته مجهودا كبيرا فنجا عن كتب الله له النجاة ومات من كتب عليه الموت . أما البقية فقد واصلت مسيرتها وأدت واجبها بكل شجاعة .

وليس هذا هو كل ما يحسن أن يقال عن سليم في تلك الحرب بل انه لفت نظركم ، لتبحثوا الموضوع وتثبتوه في كتابكم المنتظر مشكورين وأظن أن أفضل مصدر للحصول على أوفر المعلومات عن هذا الموضوع هو الرجال الذين عركوا ! الحرب وعركتهم ولا يزالون أحياء يصورونها أجمل تصوير

ولعلكم تتصلون بهم في رحلة احرى الى بلاد بني سليم . وبعد هذا كله وفي الوقت القريب عندما عتدت القوات العدنية على مخفر الوديعة فاحتلته في شهر رمضان عام ١٣٨٩ ه وحينما اذيع الخبر وعلمت به قبائل سليم انهالت برقياتهم على الديوان الملكي معلنة للفيصل العظيم تجديد ولائها واستعدادها لخوض المعركة من جديد حتى تستعاد الوديعة ويؤدب العابثون المعتدون .

ومع سعة المساحة التى يقطنها بنو سليم وعددهم الكثيف لم أجد كتابا يتحدث عنهم أو يروي شيئا من أخبارهم الا ما ننتظر خروجه بفارغ من الصبر على يديكم . . فلقد والله بذلتم الجهد وصرفتم الوقت في الاسفار وفي التنقيب عن مكنونات الاسفار فى سبيل تأليف هذا الكتاب واظهاره بالمظهر اللائق به . ولعل ذلك فضل خصكم الله به ومكرمة وقفت عليكم وحظيتم بها دون سواكم وليس ذلك غريبا عليكم ولا على أمثالكم ممن وقفوا حياتهم على خدمة العلم ونشره وإيصاله إلى المجتمع بانعا نقبا .

استاذنا الكريم ! اننا عندما نسوق اليكم بعض ما يملأ صدورنا من عبارات الشكر والثناء لعلى يقين انك لم تقتحم ذلك تريد منا جزاء ولا شكورا وانما هو واجب قمت به لا تنحصر منفعته على بنى سليم بل ينتفع به المجتمع العربى السعودى والعالم العربى والاسلامى عامة ، غير ان ضمائرنا أبت الا أن تعبر عن شعورها بأقل ما يمكن أن يكون جزاء .

وأخيرا نرجو الله تعالى أن يوفقكم و يسدد خطاكم ويلهمكم الصواب .

اشترك في نشرتنا البريدية