الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "الفكر"

حكاية حذاءين، قصة تمثيلية فى منظر واحد

Share

الاشخاص :

محمود: صاحب المتجر الفخم سامية : عاملة اولى . سعاد : عامة ثانية نادية : عاملة ثالثة منير : حريف ما .

) عند بائع احذية من الطراز الانيق . . السيد محمود صاحب المتجر فى خصام مع سامية . . العاملة الاولى . . . (

محمود : ) ورذاذ لعابه يتطاير فى الهواء ( كيف ؟؟ وتقولين انك لم تجدى الحذاءين ؟ الم اعطك العلبة بنفسى ؟ الم اقل لك خبئيها مخافة الاختلاط بالعلب الاخرى او التلف؟

سامية : ) فى خوف كاذب ( نعم..نعم يا سيدى.. ولكن.. محمود : ولكن ماذا ؟ . . تكلمي سامية : ولكن.. نسيت اين وضعتها . . محمود : كيف؟؟ .. وتقولين هذا بكل بساطة ؟ هذا لا يعقل لا يعقل . .  سامية : سأجدها يا سيدى . . كن مطمئنا . . سأجدها . .

محمود : ستجدينها ! . . ومن قال انك ستجدينها ؛ . . ) يصمت قليلا ( اسمعي . . سامية : ) فى سآمة ( اسمع ماذا ؟ . . محمود : إذا لم تأتى بالعلبة الضائعة قبل قدوم صاحبتها فاننى سآخذ ثمن الحذاءين من مرتبك . . افهمت ؟ . . وليكن بعد ذلك الطوفان . .

سامية : ) فى سخرية مكتومة ( وليكن بعد ذلك ماذا ؟ محمود : . . الطوفان . . ومن انذر فقد اعذر . . ) يخرج كما لو كان شيطان يطارده (

سعاد : ) فى لهجة ساخرة ( انك يا عزيزتى تشبهين - صندريلا - فى ضياع الاحذية . .

نادية : ) بنفس اللهجة ( قد قلت حقا يا سعاد . . . ثم . . ان - صندريلا - تفقد احذيتها فى منتصف الليل . . بينما سامية تفقدها فى ضوء النهار . .

سعاد : زيدى على ذلك . . ان احذية سامية الضائعة لن يجدها امير الاحلام والحب كما حدث مع صندريلا الجميلة . .

نادية : لن يكون اميرا بالطبع . . ولن يكون انسانا آخر ايضا . . ) نادية وسعاد تضحكان فى سخرية (

سامية : ) تصرخ ( كفاكما سخرية . . لقد كرهت الثرثرة والمزاح الثقيل . .

نادية : اوه . . لا تغضبي . . لا تغضبى يا جميلتى . . سنحاول معا تفتيش الحذاءين الضائعين اليس كذلك يا سعاد ؟

سعاد : طبعا . . طبعا . .

) فى هذه اللحظة يدخل منير - حريف ما - وسيم . . جميل . . انيق

منير : صباح الخير . . سامية : صباح الخير . . تفضل . . تفضل . . نادية : ) تهمس بين اسنانها ( يا له من شاب وسيم .

سعاد : ) فى همس ايضا ( يا للجمال . . يا للاناقة . .

منير : ) يدخل ولا يتكلم ( .

سعاد: تريد حذاءين يا سيدي؟

نادية : تفضل . . اجلس . . اجلس ريثما احضر لك ما تريد . .

سعاد : اتريد اللون الاحمر . . ام تفضل الاسود . . ام . .

نادية : ) تقاطعها ( ام الرمادى . . ام . .

منير : ) فى شيء من الملل ( شكرا . . شكرا . . انا لا اريد شيئا سوى الحديث الى هذه الآنسة ) يشير باصبعه الى سامية ( الى هذه الآنسة . . لا غير . .

نادية : ) خائبة ( انها محظوظة . . هذه الطفلة . .

سعاد : ) في حسد مكتوم ( بل قولي انها الحظ نفسه . .

منير : حسنا . . حسنا . . لا فائدة فى الثرثرة . . لقد اتيت يا آنستى لارجاع هذين الحذاءين واخذ غيرهما . . لانهما لا يوافقانى . .

نادية : ) في تطفل ( لقد كنت واثقة من ذلك . .

سعاد : وانا كذلك . .

نادية : ان الدار لا توافق على ارجاع الاحذية يا سيدى ؟ كان من حقك اختيار النوع الذى يوافقك من الاول . . .

منير : ) فى تعجب ( كيف ؟ ولكن هذا غير ممكن ؟

سامية : معذرة يا سيدى . .

منير: ولكن الخطأ ليس خطئي .. لقد..

سامية : خطأ من اذن ؟ . .

منير:لست ادرى . . لقد طلبت حذاءين لى . . ولكن عوض ان تقدمى لى فى النهاية ما اريد اعطيتني علبة بها حذاءين للنسوة . . انظرى ) يفتح العلبة فاذا بها حقيقة حذاءان للجنس اللطيف

سامية : ) تنتفض انتفاضة سرور وخجل ( اوه . . هذان هما الحذاءان المفقودان . . ان صاحبتهما ستاتى فى المساء . . يا لحسن الحظ . . يا لعدالة السماء . . ) تخاطب منير ( تفضل . تفضل يا سيدى . . اجلس سوف احضر لك ما تريد . . تفضل . . تفضل . . .

منير : ( يجلس ) سبحان مغير الامور . . حقيقة انا لم افهم شيئا . . ( تذهب سامية لاحضار الحذاءين الجديدين بينما يجلس منير متعجبا )

سامية : ) تاتي وعلبة بين يديها ثم تجلس عند قدمى منير وتحاول ان تلبسه حذاء ( ادخل . . ادخل رجلك فى الحذاء . . ) ثم تهمس ( انه شاب رائع . . ولكن . . ربما حملنى على السذاجة والبساطة وقلة الذكاء بسبب ما صدر منى من اعمال سخيفة نحوه . .

منير : ) يحاول ادخال رجله فى الحذاء ، ويهمس فى حلم ( انها فتاة رائعة فاتنة . . يا للشلال الاشقر المتهدل على كتفيها الجميلين . . انها ساحرة حقا . . ساحرة . .

سامية : ) تخاطب منير ( اه . . والآن . . أظن انك تشعر براحة رجلك في الحذاء . . اليس كذلك ؟

منير : نعم . . نعم . . ضعيه فى العلبة . . شكرا .

سامية : ) تضع الحذاءين فى العلبة ( تفضل . . ومعذرة ان نحن سببنا لك بعض القلق . . .

منير : ) يتسلم منها العلبة ( احسنت ) يبتسم لها فى حب ويخرج ( نادية : الم اقل انك محظوظة . . ؟ ارايت كيف اتى لك امير احلامك يا صندريل بحذاءيك الضائعين ؟ ) نادية وسعاد تضحكان فى سخرية لاذعة (

سامية : ) تصرخ ( لماذا تضحكان ؟ . . سعاد : اننا نتساءل عن الشيء الذى اخذ بصرك وانت تضعين الحذاء فى رجله ؟

نادية : لا تحاولي النكران . . لقد رايناك تحملقين فى وجهه كالجائعة . .

سامية : ) في سآمة ( اوف . . اكاذيب وخرافات قديمة . . انني اتعجب احيانا كيف يخطر على بالكما مثل هذه السخافات . . ايعقل ان احب شخصا مجهولا جاء مرة لكى لا يعود ؟ ( فجاة . . يدخل منير وبيده العلبة )

سعاد : ولكن نادية : آه سامية : انت منير : صباح الخير . نعم انا . . لقد عدت مرة اخرى . سامية : ولكن ماذا حدث ؟ ) نادية وسعاد تضحكان فى صمت (

منير : ) يفتح العلبة ( انظرى . . ليس فى العلبة الا فرد فقط . . فى حين اننى دفعت ثمن حذاءين . .

سامية : ) فى خجل ( اوه . . ) تاخذ فى البحث عن الحذاء الآخر وتهمس ( لا شك انه يلعننى الآن فى قرارة نفسه . . لا شك يسخر منى . . يا الهى . .

منير : ) يهمس فى لذة ( يا لها من فتاة رائعة الجمال . . يا لها من فتاة لذيذة . . رائعة اللذة والفتنة . . اتمنى على السماء ان تخطئ مرة اخرى حتى اجد سببا لرؤيتها من جديد وحتى لا احرم بصرى من جمالها الساحر الفاتن . .

سامية : آه . . اخيرا.. لقد وجدته . . منبر : الحمد لله ) يهمس بين اسنانه ( يا لسوء حظى . . لقد وجدته . . وبسرعة ايضا . . لقد حرمت من فرصة ثمينة امتع فيها بصرى الجائع بالنظر الى ثمارها اليانعة . .

سامية : ) تقدم اليه العلبة ( تفضل يا سيدى . . ومعذرة مرة اخرى . .

منير : آه . . شكرا . . شكرا . . مع السلامة . . معذرة انت ايضا يا آنسة . . مع السلامة . . ) يخرج ( . .

سامية : ) تنظر اليه فى حب وتهمس ( مع السلامة . . ) تمر دقيقتان . . ثم تقفز سامية من على مقعدها فجاة كانها تذكرت شيئا هاما . . (

نادية : ) تسالها فى فضول ( ماذا حدث ايضا ؟

سامية : يا الهى . . لقد اعطيته شفع احذية من نفس الرجل . . . لقد اخطأت مرة اخرى . . ) فى حيرة ( يجب ان الحق به . . يجب ان الحق به بسرعة والا عاد من جديد . . يا للمصيبة . . يا للخجل . .

نادية : اوه . . لا تقولي انك  -تكرهين عودته الى هذا الحد . . سامية : لك ان تقولي ما تشائين . . انا خارجة . . سألحق به . . ) تاخذ العلبة وتتجه نحو باب الخروج ولكنها تقف وجها لوجه مع محمود صاحب الدكان . . (

محمود : اين انت ذاهبة بهذه السرعة ?

سامية : انا . ؟ سآتى حالا يا سيدى . . ساعود بسرعة . . لن أتأخر ) تترك محمودا واقفا وتخرج (

محمود : عودى الى الدكان . . عودى الى الدكان حالا . . سامية : ساعود بسرعة يا سيدى . . ساعود . . محمود : قلت لك عودى الى الدكان حالا . . والا اطردتك . . سامية : ) تواصل سيرها على الرصيف فى صمت

محمود : انت ذاهبة ؟ انت ذاهبة . ؟ . اذهبى اذن بلا رجعة . . لن تعودى الى هنا . . هل سمعت ؟ انك لن تضعى رجلك هنا ثانية . . اذهبى بلا رجعة . .

سامية : ) تفتش مسرعة وفى حيرة عن ) الشاب ( اين هو يا ترى ؛ كيف اتمكن من . . آه انه هناك . . سالحق به ) تنادى ( اسمع . . يا . . اسمع . . اسمع . .

منير : ) يلتفت صوب الصوت ( انت ؟ ؟ . . ولكن... ماذا حدث ؟ . .

سامية : ) وقلبها يكاد يخرج من صدرها ( معذرة مرة اخرى . . لقد سببت لك قلقا كثيرا باخطائى التى لا تنتهى . . اننى . .

منير : ) يقاطعها ( اوه . . بالعكس . . انا لم اشعر ابدا بما تقولين . . . ثم ما الشيء الجديد الذى حدث ؟

سامية : ) فى خجل ( لقد اعطيتك شفعا لنفس الرجل ولم اتفطن الى ذلك الا بعد خروجك من الدكان بلحظة قصيرة . . فاردت اللحاق بك حتى لا تتعب نفسك بالذهاب والاياب . . ) تقدم له العلبة ( تفضل . . ولنحاول معا ان لا نخطئ مرة اخرى . .

منير : اوه . . لقد اتعبت نفسك حقا يا آنسة . . ما كان من حقك  ازعاج نفسك هكذا ؟ ثم ماذا قال لك صاحب الدكان . . هل تركك تخرجين ؟ . .

سامية : صاحب الدكان ؟ ذلك الفار القذر . . انه لم يتركني بالطبع . . ولكننى خرجت بالرغم عنه . . فما كان منه الا ان اطردني قائلا . لن تعودى الى هنا . . لن تعودي .

منبر : يا للمصيبة . . يا للمصيبة . . اننى أكاد ان أمزق هذين الحذائين . فلولاهما ما كان ليحدث شيء من هذا كله . .

سامية : اوه . . لا تقل هذا . . ان كل ما حدث هو من جرائى . . انني انسانة شقية . . . فاقدة الحظ فى الحياة . .

منير : يا له من قرد بليد . . يطرد فتاة جميلة مثلك ؟ ولكن..

سامية : ولكن ماذا ؟

منير : ولكن اشكره على كل حال . . لقد احسن العمل فى هذه المرة . .

سامية : تشكره ؟ احسن العمل فى هذه المرة ؟ انا لم افهم . .

منير : اجل . . لا تتعجبي... اننى اشكره . . اشكره من صميم قلبي . . لانه عرفنى بك . .

سامية : ولكن..

منير: وستعملين معى فى معملى . . اننى املك معملا للاقمشة...  لا شك انه سيعجبك كثيرا . .

سامية : انت تملك معملا للاقمشة ؟

منير : نعم . . وما الغرابة فى ذلك . . ولماذا تتعجبين ؟ . .

سامية : اننى اتعجب من سرعة الاحداث . . ان الامور تجرى بسرعة البرق حقا ! . .

منير : ) ينظر فى عمق عينيها مليا ( الم تفهمى ؟

سامية : لا . .

منير : لانني اريد ان اراك دائما . . لاننى لا استطيع الحياة بدونك . . واخيرا لأننى . . لأننى احبك من كل قلبي . . احبك من كل قلبي

سامية : اوه . . انك تقول هذا ولا شك لاننى قبلت العمل معك في معمل واحد . .

منير : لا يا آنستي الصغيرة . . اننى اقول لك هذا لانني احبك ان تكونى... زوجتى . . .

سامية : ) تقاطعه ( كنت اعرف هذا من قبل . . ولكنني اردت ان اسمعه من فمك . حتى اتحقق واكون واثقة من حبك لى . .

منير : الان سأعيد على مسمعك ما قلته مرة ثانية : ستصبحين زوجتى وساحبك حتى الموت . . ستصبحين زوجتى وساحبك حتى الموت . . ستصبحين زو . .

سامية : ) تبتسم فى حب ( حسنا . . حسنا . . حسنا . . منير : ولكن على شرط . . . سامية : ما هو ؟ منير : عليك بمراقبة العاملات فى المعمل حتى لا يفقدن عقولهن عند بيعهن القماش للحرفاء . .

سامية : ) تضحك ( اعدك بذلك يا حبيبي منير : ) يطوقها فى حب ويسير معها على الرصيف الى . . هناك . . . ( ستار

اشترك في نشرتنا البريدية