الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "الفكر"

حلم الرباب ..

Share

1

وفي زمان الشاه

وصولة الإماره ،

يعاد من جديد

بناء سور الصين ،

فيبدأ التاريخ

ويشهد الزمان نشأة فنشأة

ومن جديد .

(سيزيف) يحمل المهانه .

ومحنة الوجود

وصخرة انتظار .

ونظفة ، فنطفه

تناسل الجنود ، والسياط ، والصخور

توالد الساعات ، تحبل الأيام

بالقهر ، بالحصار ، بانتظار ساعة القيامه .

فيأمر السلطان حين ضاق .

بهجرة الطيور

أن تكثر السجون و الحصون ،

والأسارى

ومن جديد يجمع التراب والحجاره .

وينحت ( الباستيل ) شاهد الحضاره .

-2-

وفي زمان هجرة الطيور

وفي زمان القهر والصبابه .

تنساب خلف السور بسمة الرباب

تنداح في الخلاء ، في الرمال ، فى المتاه .

تجف في شفاهها ، مرارة ، كآبه .

وفي المساء ترجع الطيور

وصيحة الرباب لا تؤوب .

تحملها ورا المحيط

ترفعها الى السماء .

وحسرة ، فحسره .

تبثها مع العبير فى شروق كل يوم ،

فتنطفى .

وآهة ، فآهه .

تحملها مع غروب كل يوم

إلى فراشها الكئيب .

إلى الفراغ والسديم .

تنام خلف السور ،

عيونها إلى المحيط ،

وسمعها ورا الصخور

وتلبها الصغير

يشف عن هدير

عن وثبة الأمواج

فى متاهة الزمان .

-3-

وتفتح الربابه

عيونها الجريحة ،

تقص حلمها الجميل فى الصباح :

- رأيت واحة النخيل

وزخة من الأمطار تنعش الحقول

رأيت ...

حمامة بيضاء تنقل الاعشاب

لمسكن جديد

بنته فى كروم بيتنا الظليل .

رأيت تلكم المدينه

يجتاحها الهزال

أسوارها تغوص

يغوص قصرها القديم فى الرمال

تميل ، ترتخى

تنهار كالأعجاز فارغه

يلين ساعد الحراس

والخيل فى يد الفرسان جامحه

ترصد الطريق للخيام

تكاد تعبر الأسوار ... والملثمون

سيوفهم تكاد

في الغارة الأخيره .

أن ترتوى

أن توقف السفينة ؛

وتسقط القلاع ، والربابنة ،

الجوع ، واللهاث ،

وشارع المدينه

يجوبه الأطفال صامتين

تجمعوا

تكاثروا

تحاوروا بالصمت .

وكانت الأشجار واقفه

وكانت الرياح هاجسه ،

تراكضوا على الطريق

ونثروا رماد الشاه ،

والريح ماتزال

تطوف بالفتيل

وتنذر السقوف العالية .

-4-

تقص حلمها الرباب

وتفتح الشباك ،

ترى الاسوار عالية

ترى البريد فارغا ، والموعد البعيد ...

والشوق صار غول هذه المدينة .

وتكبر الاحداق

وتكبر الاعناق

وتكبر الشفاه والأيادى .

يكبر كل شئ

ويكبر ( الباستيل )

حتى يصير كل شي

بهذه المدينه .

اشترك في نشرتنا البريدية