1
وفي زمان الشاه
وصولة الإماره ،
يعاد من جديد
بناء سور الصين ،
فيبدأ التاريخ
ويشهد الزمان نشأة فنشأة
ومن جديد .
(سيزيف) يحمل المهانه .
ومحنة الوجود
وصخرة انتظار .
ونظفة ، فنطفه
تناسل الجنود ، والسياط ، والصخور
توالد الساعات ، تحبل الأيام
بالقهر ، بالحصار ، بانتظار ساعة القيامه .
فيأمر السلطان حين ضاق .
بهجرة الطيور
أن تكثر السجون و الحصون ،
والأسارى
ومن جديد يجمع التراب والحجاره .
وينحت ( الباستيل ) شاهد الحضاره .
-2-
وفي زمان هجرة الطيور
وفي زمان القهر والصبابه .
تنساب خلف السور بسمة الرباب
تنداح في الخلاء ، في الرمال ، فى المتاه .
تجف في شفاهها ، مرارة ، كآبه .
وفي المساء ترجع الطيور
وصيحة الرباب لا تؤوب .
تحملها ورا المحيط
ترفعها الى السماء .
وحسرة ، فحسره .
تبثها مع العبير فى شروق كل يوم ،
فتنطفى .
وآهة ، فآهه .
تحملها مع غروب كل يوم
إلى فراشها الكئيب .
إلى الفراغ والسديم .
تنام خلف السور ،
عيونها إلى المحيط ،
وسمعها ورا الصخور
وتلبها الصغير
يشف عن هدير
عن وثبة الأمواج
فى متاهة الزمان .
-3-
وتفتح الربابه
عيونها الجريحة ،
تقص حلمها الجميل فى الصباح :
- رأيت واحة النخيل
وزخة من الأمطار تنعش الحقول
رأيت ...
حمامة بيضاء تنقل الاعشاب
لمسكن جديد
بنته فى كروم بيتنا الظليل .
رأيت تلكم المدينه
يجتاحها الهزال
أسوارها تغوص
يغوص قصرها القديم فى الرمال
تميل ، ترتخى
تنهار كالأعجاز فارغه
يلين ساعد الحراس
والخيل فى يد الفرسان جامحه
ترصد الطريق للخيام
تكاد تعبر الأسوار ... والملثمون
سيوفهم تكاد
في الغارة الأخيره .
أن ترتوى
أن توقف السفينة ؛
وتسقط القلاع ، والربابنة ،
الجوع ، واللهاث ،
وشارع المدينه
يجوبه الأطفال صامتين
تجمعوا
تكاثروا
تحاوروا بالصمت .
وكانت الأشجار واقفه
وكانت الرياح هاجسه ،
تراكضوا على الطريق
ونثروا رماد الشاه ،
والريح ماتزال
تطوف بالفتيل
وتنذر السقوف العالية .
-4-
تقص حلمها الرباب
وتفتح الشباك ،
ترى الاسوار عالية
ترى البريد فارغا ، والموعد البعيد ...
والشوق صار غول هذه المدينة .
وتكبر الاحداق
وتكبر الاعناق
وتكبر الشفاه والأيادى .
يكبر كل شئ
ويكبر ( الباستيل )
حتى يصير كل شي
بهذه المدينه .
