الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

حول :، كل شىء عن اليمن

Share

عند تصفحى لمجلة المنهل الأدبية الغراء فى عددها الصادر فى ٧ ذى الحجة ١٣٧٣ اغسطس ١٩٥٤ وجدت فى الصفحة ٦٥٧ ما حملنى على التعقيب فيما كتبه الاستاذ الباحث الأديب عن لهجة اليمنيين (١) :

اولا - انه ذكر ان اهل اليمن يسمون النقود ظلطا بالظاء المعجمة مع ان الاسم المشتهر للنقود فى المملكة المتوكلية الثمنية هو بزاي مخففة مفتوحة ولام مخففة مفتوحة أى زلط .

ثانياً - يقول انهم يسمون الحيوانات فراشاً مع ان هذا فى عرف تلك البلاد هو البقر وما عدا ذلك فكل حيوان يسمى باسمه من الابل والغم والحمير وهذه اللجهة يعنون بها فى اليمن كما يعنون فى بعض الاقطار العربية باسم دبش و لا فرق بين ذلك

ثالثا - ويقول انهم يسمون البئر بحرا وانا لم اسمع بهذا الاسم الغريب مند نشأت باليمن من طفولتى حتى يومنا هذا فالبئر معروفة والبحرك كذلك ، البئر ما كانت النواضح بجذب عليها الماء بالدلاء ويخفى ذلك على ابن الخمس السنين فى اليمن ولا فى

الاقطار العربية

رابعاً - ويقول انهم يسمون اللحم شركة واهل اليمن يسمون اللحم شركة اذا كانت الذبيحة بين بضعة اشخاص كما ذكر الباحث واما إذا كانت الذبيحة لشخص واحد فهو لحم .

خامسا - يقول انهم يسمون السكين جنبية فهذا غير مطابق . هناك فرق كبير بين السكين والجنبية ، فالسكين هى ذات نصل صغير مرهفة من جانب واحد

واما الجنبية فهى ذات نصل كبير لها غمد عريض وتكون فى وسط المنزر وهي ذات حد قاطع مرهف من الجهتين ولها اسماء كثيرة منها الخنجر ولمرهفة والشبرية والمصقولة .

سادساً - وبذكر انهم يسمون العمال شقاة وهذا الاسم المطابق والذى يليق بهم بخلاف اسم عامل وعمال فالعامل هو من كان من قبل الملوك على طائفة من الناس وعلى مقاطعة ويسميه اهل هذه البلاد اميراً وكتب التاريخ تؤيد ان اسم العامل هو لمن ذكرتهم لك آنفاً ولك ان تراجع كتب التاريخ ان شئت واما المحترفون فلا يليق بهم اسم عمال بل الاصوب هو شاق وشقاة وحراثة وحراث والاسم الغالب هو شاق لكثر شقائه فى الحرث وللاسم تأثير فى المسمى ، ويؤيد ذلك أن الدنيا دار شقاء وعناء

سابعاً - يذكر الباحث انهم يسمون ساقية الماء غيلا مع ان الساقية هي مجرى الماء سواء كان من البئر او المطر أو الغيل .. اما الغيل فهو ما كان من الماء يجرى طبعيا لا من نواضح كعين زبيدة فى الحجاز ونهر الحاء أو كنهر دجلة والفرات هذا اذا كان المراد الحق والرجوع اليه

ثامناً - ويقول ان من يتقن الكتابة والقراءة يسميه اهل اليمن قاضيا فهذا غير متفق فبعض رعاة الغنم والابل واهل الحراثة يكتبون ويقرون ولا يليق ان نقول انهم قضاة ، ان من يحسن القرء الكتابة يقال له قارىء وكاتب جيد . والقاضى الشرعى هو الحاكم الشرعى وكلا الاسمين منحصر فى القاضى قال تعالى : ( فان جاؤوك فاحكم بينهم ) وقال تعالى ( ومن لم يحكم بما انزل الله فؤلئك هم الظالمون ) وقال اصحاب فرعون ( فاقض ما انت قاض ) .

تاسعاً - سأذكر هنا أهم جبال اليمن وقبائلها بدون تكرار فاهم جبال اليمن بعد جبل نقم بل أهم منه هو جبل كنن مناطح السحاب بل البرق والرعد ادنى منه ضوران ، وجبل عانز ، وجبل الكميم ، وجبل عصر . فهذه الجبال هى التى يذكرها التاريخ عندما زحف الجيش المتوكلي على الدولة العثمانية ولا يزال التاريخ يذكر ذلك الصراع الرهيب وتلك المعارك العنيفة التى دارت رحاها بين الامام يحيى والدولة العثمانية

بتلك الجبال الشوامخ . ومما سها عنه الاديب القبائل فى اليمن مثل قبائل مأرب وقبائل بيحان وقبيلة الحداء التى هى أعظم وأهم قبائل اليمن واشدها بأسا ولقد كان الامام يحيى يفخر بهم ويضرب بهم المثل فيسميهم بسلاح الدولة المعلق لوقت احتياجه . والقبائل التى اوردها الباحث فى كلامه كلها محيطة بصنعاء . فهل يعذرنى الكاتب بهذا التعقيب عن كل شئ فى اليمن لان المثل القديم يقول : أهل مكة اعرف بشعابها .. خاصة وان مجلة المنهل اجدر من غيرها ببسط هذه الحقائق لقراء العربية بأسلوبها السلس وبفضل سعة انتشارها ، وان ( القطر العربي ) ليرجو ان يكون له قسط من العناية ولو يسير فى مستقبل الايام ، ونرجو ان تكون هذه المجلة الشهرية الواسعة الانتشار اداة تعريف العالم باليمن ، والدور الذى لعبه اليمن ، لانه مهد الحضارة العربية منذ أقدم عصور التاريخ .. ان المنهل اجدر بنشر ذلك زادها الله نجاحا على نجاح ،

اشترك في نشرتنا البريدية