الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "المنهل"

خاصة بالمنهل، لعبة الأمم، ما يعرفه المؤرخون عن : لعبــــــة الامم .

Share

لعبة الامم ، أو قصة أمريكا في الشرق الادنى : عنوان كتاب ألفه ( مايلز كوبلاند ) وعربه ( مروان خير ) . سمعت عنه ولكن لم أقرأه الا بعد حج هذا العام . ولعبة الامم : كتاب لفت نظر المعنيين بتاريخ الأحــــداث التى عصفت بالبلاد العربية منذ أخطـــرت بريطانيا فى سنة ١٩٤٧ الولايات المتحــدة الامريكية بأن الازمة المالية التى حاقــــــت بها - فرضت عليها التخلي عن الوصايـــة على بعض المناطق التى أنيطت بها مسؤولية رعايتها ، فاقتصادياتها تعجز عن الوقوف في وجه الزحـــــــف الشيوعى على تركيـــــا واليونان .

فهذا الاخطار وأن لم ينص على غير تركيا واليونان كان بمثابة دعوة صريحة للولايات المتحدة لتسد الفراغ الذى سيتركه تخلي بريطانيــــــا عــن دول الرق الادنى ( ١ ) وفي مقدمتها تركيا - السد الذى يقف وراءه الدب الروسى المتحرر من القيد الستاليني .

فعلى ذلك اعتبرت الولايات المتحدة منطقة الشرق الادنى جميعها مهددة بمطامع الروس الذين تسلط نفوذهم على أوربا الشرقية ، وتسلطت شيوعيتهم على شــــبه جزيــــــرة البلقان . وان عليها : أن ترعى الشــــــرق العربى ، أو بعبارة أدق أن تحافظ عــــلى مصالحها فيه ، ولتلك الغاية رأت أمريكا أن تبدأ اللعبة وحدها ، تاركة لأصدقائها فى

حلف الاطلسى : بريطانيا وفرنسا وايطاليا - التفرغ لمعالجة ، مشاكلهم الاقتصادية .

وعلى ما تشعر به الولايات المتحدة مــن حاجــــــة الى اختصاصيين ذوى خبرة في مستوى خبــــرة المسؤولين في الدوائــــر البريطانية عن شؤون الشرق - أهملــت الخبرات التى عرضتها عليها لندن ، فنزلت الى الملعب بما تبقى لديها من رجال مكتب الخدمات الاستراتيجية بعد الحرب العالمية

الثانية دون مساعدة الانكليز ، بل وبدون درايتهم .

ويقول : ان أمريكا فضلت النظم الثورية على التضامن الاسلامى ، وان أمريكا - لم ترتح لدعوة التضامن الاسلامى لأنها أدركت كما يقول ( مايلز كوبلاند ) : ( أن أى بعث لأمثال هذه الافكار والمشاعر لا يعني سوى الكشف عن سلاح ذى حدين يقف في وجه المد الشيوعى والمصالح الغربية في آن واحد ) - وان أمريكا لم تبــــــــارك دس الشيوعية للأخوان المسلمين فحسب ، بل هى تواطأت مع روسيا لابادة الاخوان - ففى الوقت الذى ساد فيه الفتور بين الثورة وبين الروس - أخذت موسكو تدس للأخوان باعلانها ثقتها فيهم - من جهة ، وأخذت وكالة الاخبــــار المركزية الامريكية في مصر - من جهة أخرى تفضى بالاخبار التى جمعت من المصــــــــادر الالمانية والتى تقول : ان الاخوان المسلمين الذين وقفوا في صف النازية هم على أهبــة التسلط على الثورة - فكان من أمر الاخوان المسلمين ما كان .

ويقول ( مايلز كوبلاند ) : ان الثــورة صعدت على سلم الحياد الايجابى الى مكانة مرموقة بين المعسكرين : الشرقى والغربى ،

ولكنها لم تستطع الوقوف طويلا في مهب التيارات المتعارضة ، والاحتفاظ بتوازنها - وهناك تعالت أصوات المراقبين للعبة : لقد مالوا نحو المعسكر الشيوعى !!!

فهدف أمريكا - كما يبدو في لعبة الامم - ينحصر في نقطتين : الاولى - صد الزحف الشيوعى . الثانية - توثيق اقتصاديــــات الشرق بالانتاج الامريكى . فلذلك لم يكن حرص أمريكا على ابعاد شعوب الشرق عن الشيوعية بأكثر من حرصها على المحافظة على مصالحها في الشرق . والاستفادة مـــــــن خاماته .

ففى سبيل هذا الهدف وقفت أمريكا من مشاكل فرنسا موقفا سلبيا في أحرج الازمات التى مرت بها في الهند الصينية ، وفي شمال افريقيا - لتحل محلها هنا وهنــــــاك ، وفي سبيل هذا الهدف أدارت ظهرها لبريطانيا وفرنسا واسرائيل عندما هاجمت هـــــــــذه الدول مصر في عام ١٩٥٦ - قبل ان تستطلع رأيها ، فلم تحفل بضراعة ( بن جوريون ) عندما ركع تحت أقدام ( أيزلهاور ) يسأله العون في تحقيق شئ مما كسبته اسرائيل في ذلك الغزو ، ولم تعر سمعها لما كانت تهمس به وبريطانيا صباح مساء - عن قناة السويس وضرورة جعلها ممرا دوليا - حرصا عـــلى مخططها  الرامى الى الاستفادة من مجاملـــة العرب في ابعاد الشيوعية ، وفي تركيــــــز سياستها الاقتصادية .

و اذا كان المؤرخون كما يقول ( مايلز كوبلاند ) : ( عندما يهمل المؤرخون الجواب عا كثير من التساؤلات ، ويمتنعون عــــن

ثقافيــــات  لعبــــــــة الأمم

اشترك في نشرتنا البريدية