وقد القاه بين يدى جلالة الملك المعظم وحاز الاستحباب السامي . (
ان هذا المعهد يا صاحب الجلالة ، له فى كل عام عيد . وكان عيده فى العام الماضي هو يوم تشريفكم لافتتاحه . واليوم هو عيد هذا العام المبارك الذي تشرفون فيه المعهد لتروا باكورة الثمار التى غرستم بذورها فى العام الماضى . ونذكر يا صاحب الجلالة أنكم غرستم بيدكم الكريمة فى اول العام الماضى بذور سبعين شجرة من اشجار العلم فباركها الله وضاعفها فأصبحت فى أخر العام مائة وعشرين . واصبح المعهد دوحة وارفة الظلال بتعهدكم ورعايتكم ، وكنا نحسب يا صاحب الجلالة اننا سنبدأ عامنا الجديد بنفس العدد الذى انتهينا به . ولكن الزمن قد تغير وتبدل . فاصبحت ولاية العهد ملكا ، واصبح معهد انجال ولى العهد ، معهد انجال جلالة الملك المعظم وتوقع المعهد مسئوليات جساما وامانات عراضا اسوة بما حملك الله اياها بعد تبوئكم عرش البلاد وعرش القلوب
استقبل معهد انجالكم فى هذا العام مائة وخمسين غرسا من غراس العلم . ويرى الناظر لهذه الغراس ان من بينها ستة وخمسين زهرة من زهرات الدوحة السعودية وكانت فى العام الماضي لا تعدو الستة والثلاثين . ولا يعلم الا الله ماذا سيصبح العدد فى آخر هذا العام او فى اول العام المقبل ان شاء الله ، ما دمتم تباركون المعهد بمثل هذه الزيارات وتشجعونه بهذه الرعاية السامية
يا صاحب الجلالة منذ ايام قريبة والمعهد فى حركة دائبة غير عادية . . مديره : واساتذته وطلابه يتوقعون يوما سعيدا : انه ملك البلاد المفدى يتوج حفل المعهد بتشريفه . بل انه
لوالد العظيم البار يزور معهد انجاله واخوانه وذوي قرابته لكأنما همسوا اذن فى مديرهم واساتذته سائليهم بعد أن شاهدوا مواكب التهانى ووفود البيعة . سالوهم يا صاحب الجلالة لماذا لا يكون لهم كسائر هيئات الشعب حفل خاص للتهانى والبيعة فيه يؤكدون لجلالته عظيم تقديرهم لأبوتكم البارة وفيه يعاهدونكم بالجد فى طلب العلم حتى يكونوا دائما صورة صادقة لما يجيش فى صدوركم من امال وأمانى فاستجاب لهم مديرهم واساتذتهم . فكان هذا الحفل الذى تم تاجه ودرته وما الكلمات التى ستلقى . وما الاناشيد التى سيغردونها ، وما الحركات التي سيعرضونها امام جلالتكم الا رموز الحب والتهانى والفرح ، يعبر بها طلبة المعهد عن مكنون شعورهم الصادق فى هذا اليوم السعيد
يا صاحب الجلالة . وكما ربا عدد طلاب المعهد وزاد . زاد ايضا عدد اساتذته تبعا لذلك فاصبح بالمعهد عشرة من خيرة الاساتذة المصريين المتخرجين فى الجامعات المصرية ، ثلاثة من اساتذة الرياضة البدنية اللبنانيين من ابطال الرياضة بلبنان ، واربعة من خيرة الاساتذة الوطنيين المخلصين لرسالتهم ، وعلى رأس الجميع مدير وطنى وضعتم فيه ثقتكم يا صاحب الجلالة فلا يرى فى الدنيا اعز من هذه الثقة الغالية . ولا يرى فى الدنيا اغلى من هذا المعهد . يتعهده ليلا نهارا ولا يسمع له حديث الا حديث . المعهد . ولا تعرف عنه حركة الا لخير هذا المعهد وابنائه . كل ذلك ليؤدى امانة هذه الثقة الغالية السامية . ويدفع ثمنها عرقه ودمه فداء لمليكه وفداء لوطنه
يا صاحب الجلالة ان المعهد ليستسمحكم العذر لو ظهر فيما يعرضه طلبته شىء من الضعف وعدم الاتقان ، لاقدر الله ، لأنه لم يسعه - ونحن فى بدء العام الدراسي - ان يتمم نضج الطلبة الجدد ، وان يجد الوقت الكافي لاعدادهم الكامل ، واكتفى المعهد بهذا الحفل
المتواضع ليساير مواكب التهانى والبيعة على ان يدخر لآخر العام حفلا ينم بما عرف عن المعهد من اتقان واحكام
واننى ليسعدنى يا صاحب الجلالة ويسرني فى نهاية حديثي اليكم ان اعلن للملأ ان المعهد صورة صادقة لديمقراطية جلالتكم ، ومراة لما تتحلون به من الصفات الاسلامية . فمع انه معهد للآمراء انجالكم واخوانكم وذوي قرابتكم ، الا ان به من الطلبة من ابناء الوطن هو ضعف اعداد الامراء وفى هذا درس عملى للديمقراطية الاسلامية . ويسرنى ايضا ان أعلن للملأ ان الطلبة الامراء فى معهدنا يخلعون ثوب الامارة عند باب المعهد ويدخلونه طلابا للعلم فقط . فلا يعرف داخل المعهد امير ولا عظيم الكل سواسية كاسنان المشط فى رحاب العلم . اجدرهم بالتقدير أمام مدير المعهد واساتذته اعلمهم واتقاهم ، وقد لمستم هذه الديمقراطية الظاهرة الواضحة فى هذا الاستعراض الذي حيا جلالتكم ، فكان عسيرا ان يفرق بين الامير وغير الامير . انها توجيهاتكم يا صاحب الجلالة . وانها سماحتكم وديمقراطيتكم تسرى فى كل جزء من اجزاء هذه المملكة المترامية الاطراف
واختم الحديث - يا صاحب الجلالة - مجددا العهد بين يدى جلالتكم باسم اسرة التعليم بالمعهد على ان نكون اوفياء مخلصين لهذه الامانة العظيمة والثقة الغالية التى توجتم بها هامتنا ، امانة التربية والتعليم لأعز ما يملكه البلاد من ابناء امراء اليوم وملوك الغد ، داعين الله ان يجعل عهدكم العصر الذهبى فى تاريخ الجزيرة العربية وان ينبثق نور الهداية مرة اخرى على ايديكم من هذه الجزيرة الى سائر أنحاء العالم ، وان يجد العالم العربى الاسلامى فيكم رائده ونصيره لاعادة مجده وعزه . ان الله على كل شئ قدير . ) وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون (
(ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير)
