فى منتصف صيف مضى بينما كنت مسافرا من الطائف للرياض عن طريق الجو كان الى جانبي في الطائرة أحد اخواننا العرب وبعد مسافة من الرحلة عرفت أنه من لبنان البلد العربى الشقيق ، وأنه أتى للمملكة فى مهمة صحفية جال خلالها فى العديد من مدن المملكة ، وقد أعجب بالنهضة الشاملة التى تغمر شتى مرافق الحياة بالبلاد بقيادة الملك فيصل بن عبد العزيز .
وقال : " لقد زرت عدة مدن وبلدان متقدمة وغير متقدمة فلم أر حماسة وحبا في التقدم السريع والنشاطات الملموسة مثلما شاهدت ورأيت بأم عيني في المملكة ، وأؤكد ان المملكة العربية السعودية في سنوات قلائل ستقف الى مصاف الدول الراقية بفضل الهمم العالية والاخلاص الملحوظ " .
قلت : نحمد الله ونشكره ونثنى عليه ونسأله أن يوفق مليكنا وقائدنا فيصل بن عبد العزيز ورجال دولته الاوفياء للوصول بالبلاد الى ما تصبو اليه من عز وسؤدد .
قال : " لقد التقيت بملوك ورؤساء دول الا ان شخصية جلالة الملك فيصل تفوق شخصياتهم من حيث التواضع وسداد الرأى وعمق التفكير ، فاذا تكلم فانه يتكلم عن حكمة وعمق احساس وصدق واقع ، ولقد أحسن من أسماه بحكيم الشرق . فبارك الله لكم فيه وابقاه ذخرا للعرب والمسلمين ينصر الحق ويدحض الباطل " .
قلت : لا بد أنكم قد التقيتم بصحفيين سعوديين فماذا عن مستواهم نحو اداء المهمة الصحفية ؟
قال : أجل ! لقد التقيت بالكثير من زملاء المهنة ولمست فيهم ما لمسته في غيرهم من الصحفيين . والذي أود أمله ، وربما ان الجهة المعنية في المملكة العربية السعودية ساعية الى تحقيقه هو انشاء كلية للصحافة لانها من وسائل تطور ونجاح الصحافة في أى بلد " .
قلت : هناك من تخصص في هذا المرفق من رجالنا وشبابنا ومنهم من التحق بالجامعات الخارجية ولكنهم قلة ولعل المسؤولين فى سبيل انشاء هذه الكلية بالمملكة ان شاء الله .
وما هى الا دقائق حتى هبطت بنا الطائرة الى مطار الرياض ، والحديث بيني وبين جليسي لم يكتمل بعد . . وقد ودعته وتمنيت له طيب الاقامة فى بلادنا موئل الاسلام ومنبع الرسالة المحمدية وقبلة كل مسلم . الطائف : على خضران
