الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 5الرجوع إلى "المنهل"

خواطر مشتركة

Share

- ١ - الاسلام في افريقية :

كتب الاستاذ حسن عبد الرحمن النفيسة مقالا بعنوان ) الاسلام فى افريقية ( لعدد صفر عام ٨١ ه تحدث فيه عن انطلاق المارد الاسود من عزلته التى ضربها المستعمر حتى كاد ان يقضي عليه ولكن على غرة من هذا  الكابوس الذي اثقل بكلكله كاهل هذا المارد  الاسود نشط من عقاله وانطلق يرمى  مستعمرة بالشرر والحمم ثم تحدث عن   الاسلام فى قارة افريقيا وان الروح الاسلامية قد تغلغلت في ادغال القارة السوداء : وان لهذا تاثيره الذي لايزال باقيا فى نفوس من دخلوا حظيرة  الاسلام ثم اشار الى تفاؤل جورج كارنتر السكرتير للمجلس الوطني لكنائس الولايات المتحدة الامريكية ودكتور جلور احد اعضاء مجلس الكنائس العالمية فى مستقبل المسيحية فى افريقيا وتضمحل الاسلام فيها وهما ولاشك قد درسا هذا عن كثب بحكم مركزهما التبشيري . وهذه  الحقيقة يندى لها جبين الاسلام والمسلمين

خصوصا وان هذا المستقبل الجديد الذي قد عاش فى ظلمة الاستعمار زمنا كفيلا بان  يجعل منه رجلا لايعرف ماذا يسلك امام التيارات العقائدية التى : اخذت مجراها في هذا الزمن وان يكون من نصيب من وقفوا فى كل مرصاد لينادوا ويبشروا بالمسيحية ان مسؤليتنا تجاه هذا التيار : الجارف الذي  لا يالوا اصحابه جهدا فى انتشاره بين العالم اجمع مسؤولية كبيرة وكما قال  النفيسة فى مقاله ) فمسؤولية العرب تجاه  الدول المستقلة حديثا مسؤولية كبيرة وهى مسؤولية تحتاج إلى تنظيم لنتمكن من تحقيق الرغبة للافريقيين فى اهدافهم  وما يصبون اليه فالبلاد التى استقلت حديثا ويعتنق غالبها الاسلام لم يكن هذه  الاعتناق بطريق دعاية منا : او بطرق اخرى  وانما بطريق عقيدة يتوارثها البعض من الآخر - وما اشد اقباله اى الافريقي إذا شرحت له مبادئ الاسلام فانه يرى فيه العدالة والمساواة واليسر وحينئذ يتكامل  لديه الاحساس الداخلى ومن ثم يلتزم ) الاسلام ( ان الواجب يدعونا ويحفزنا ان     نتدارك هذا الضوء قبل ان يخفت و

من حديث الشعر والنثر

النور - نور الاسلام - قبل ان يضمحل من النفوس الافريقية المسلمة فالقيام بقدر المستطاع امر يدعونا اليه ديننا الحنيف وما علينا الا ان نقوم بتنوير الطريق  الاسلامي امام هذه الجموع لنتداركها قبل ان تدخل فى احضان المسيحية وما لذلك من سلاح سوى القيام بنشر الدعوة الاسلامية  ببيان اهداف الاسلام ومعانيه السامية حتى يتبينوا طريق الخير فيتبعوه ) ان تنصروا الله ينصركم ( وسوف تكون النتيجة نصر من الله واعزاز للمسلمين والمسلمون مهما كانوا في انحاء المعمورة فما هم الا كقلب رجل واحد يربطهم رباط الدين القوي وتجمعهم . اهداف الاسلام السامية . ان اخلاصنا لديننا  واشفاقنا على اخواننا ليدعونا الى ان نحاول جعل قارة افريقيا كسبا للاسلام لا للمسيحية  التى انتشر دعاتها في كل مكان يدعون بكل  وسيلة تمكنهم من القضاء على الاسلام  والحيلولة دون انتشاره ) يريدون ان  يضموا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (

واني لا تفاءل مع زميلى النفيسه فى مستقبل الجامعة الاسلامية التى سوف  تستقبل افواج الطلبة الاسيويين والافريقيين  فى رحاب طيبة الطيبة منبثق الاسلام  وان تكون خير اداة ومصدر لنشر الاسلام  والعمل على تركيز مبادئه السماوية كما   اني الا ابرئ الدول المسلمة من تبعة  التقصير في الدعوة الاسلامية .

- ٢ - المبشرون بكل وسيلة وفي كل مكان : لا يخفى ان هيئة التبشير قد استخدمت جميع الاساليب للتبشير بالنصرانية سرا وعلنا ومن ذلك الطب فقد اتخذوا منه وسيلة

واداة للتبشير والتبليغ وهذه قارئي العزيز رواية تدلنا على الجهد الذى يبذله المبشرون فى سبيل تفانيهم على القضاء على الاسلام والطعن بالنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الذكاء الفطرى الدينى لصاحب هذه الرواية فيقول ) انه قدم البحرين في عام ١٣٣٨ تقريبا ومعه والدته العجوز لعلاجها فى مصح البحرين وصادف حضوره لاول مرة إلى المستشفى درس احد القسيسين الذي يقوم به فى كل صباح حيث يجمع  المرضى الناقهين ومن يصحبهم للاستماع اليه فاذا مر بذكر نبى الله عيسى عليه السلام الزم القادرين منهم بالقيام واذا مر بذكر النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال في حقه انه رجل طيب القلب غير انه لم يبلغ درجة النبوة . وفي أثناء قيام جمهورى المرضى ومن يصحبهم تلبية لرغبة القس كان صاحبنا لم يقم معهم وظهر  على وجهه علامات الاستنكار ففطن له القس وبعد انتهائه من القاء درسه المعتاد  سال هذا الرجل - صاحبنا - الذي لم يطع امره  وماسبب مجيئه ؟ فأجاب بأن اسمه عبد الله واتى الى هنا بقصد العلاج لامه  العجوز ثم ساله الست تؤمن بجميع ماجاء به القرآن ؟ فقال بلى ثم قال الم يقل القرآن فى حق عيسى عليه السلام ) وما قتلوه يقينا ( وفي حق نبيكم ) انك ميت وانهم ميتون ( فاجابه بنعم . . ثم قال له اليس الحي المرفوع إلى السماء افضل من الميت المدفون في الارض ؟ فكاد عبد الله ان لا يحير جوابا لهذا السؤال لولا ان فتح الله عليه  وقال بلهجته العامية ان كان مرادك ان الحى  افضل من الميت فمريم عليها السلام ميته ووالدتي هذه حية فيلزم من مرادك ان   والدتي افضل من مريم

من حديث الشعر والنثر

وهنا احرج القس فثار وزمجر امام الحاضرين على عبد الله الذى نصره وما كان  منه الا ان امر بطرد عبد الله وامه من  المستشفى نهائيا فرجع الى وطنه وشفى الله والدته العجوز فى اثناء عودته .

٣ - كيف دخل الاسلام افريقيا ؟

ذكر النفيسه فى صلب مقاله العوامل التى  جعلت قارة افريقيا تستقبل الاسلام بقوله  ) واذا اردنا ان نعرف العوامل التى جعلت تلك القارة تستقبل الدين الاسلامى وتحتضنه وجدنا ان ذلك ينحصر فى : ١ - الاحساس العقائدى والتطوير الاجتماعى .

٢ - حينما اتصل الاسلام باسية انتقل الى قارة افريقيا بواسطة التجار والمسافرين وازدهر في القارتين ونمت روح الاخوة  والعدالة والارتباط الديني والعقائدى وتكونت من القارتين حلقات اسلامية متواصلة ظهرت على صعيد التاريخ باسم  العالم الاسلامي ( .

والملاحظ فى هذا ان الاستاذ النفيسه  جعل السبب الثاني لدخول الاسلام فى افريقيا التجارة والمسافرين من اسيا وهذا يؤيده التاريخ لاسباب منها ان التجارة والمسافرين لا يمكن عن طريقهما نشر العقيدة انتشارا كبيرا بحيث تشمل معظم  قارة افريقيا وأنا بهذا لا أنكر  أثرهما الا اني لا أجعلهما سببا كليا لهذا لان العقيدة تحتاج إلى مجهود ولا يمكن تحقيق نشرها بهذه الواسطة ، ثانيا : إذا استقرانا التاريخ الاسلامى العربى وجدنا خلاف هذا فالتاريخ ينطق بحقائقه ووقائعه ان الاسلام لم يدخل الفريقيا بهذا السبب وحده وانما بالفتح والجهاد الديني ومعلوم لدينا المدى البعيد الذى وصلت اليه الفتوحات الاسلامية

اشترك في نشرتنا البريدية