. . هذه قصيدة قديمة جديدة ؛ قديمة لانني نظمتها منذ أمد بعيد ، وجديدة لاني عاودت نظمها او استذكارها على الاصح - بعد أن فقدت الاصل فاحببت استنساخ صورة عنه فهى لذلك حرب بين الذاكرة والنسيان ، وقد حرصت على مافيها من اضطراب سببته بعد الشقة بين النظم و لاستذكار ليبقى للقصيدة طابعها الاصيل وهو صدق الاحساس وحسبى بهذ الطابع من زخرف وتنسيق لا يعنياني في شئ ( .
بأي أمانيك الحبيبة تخلب وأي سبيل من هواك تقرب ؟
لو أن الأماني تستجيب لطالب لكنت أمانى التى أتطلب
وما أنا بالزارى عليك بما جنى ولالك فالزارى على الحب متعب
ولكن نفسا ماتطيق مهانة ينازعها فيك الاباء فتعتب
أقول لها يانفس قد هدك الجوى وليس الى السلوان ما عشت مذهب
حذاريك من بطش الغرام وهوله فان له بطشا إذا هم يعطب
حذاريك قد أعذرت يانفس مرة وأخرى وهل إلاك من يتعذب ؟
أفيئى، فأما الحب ترضين حكمه واما النوي والياس فى الحب مذهب
أفيئى فما تجدى المعاذير ربها غداة الهوى رب يطاع ويرهب
فتأبى على النفس نصحى حماقة كاني طلبت النفس ما ليس يطلب
كأني واياها حبالة صائد وصيد حذور ساغب يتذبذب !
يمد له الصياد أشراك قانص صبور فما يدنو وما يتنكب
يرى الطعم ريانا فيرنو بطرفه . إليه ويثنيه الحذار فيهرب
فلا هو بالوانى ولا الصيد غافل ولا الطعم ماكول ولا الصبر ينضب
ورب نصيح أوردته برغمه نصائحه نارا بها يتقلب
أتهوى فتردينى وتسلومتى انقضت لبانتها او لاح فى الجو كوكب
صبابتها ما تنقضي وملالها عجيب وشكواها من الحب أعجب
لها كل يوم صبوة مستجدة يشايعها طبع عليها . مدرب
شكولا من الأهواء عانيت كلما مضي مطلب منها تجدد مطلب
اذا لم تري ان الوفاء فضيلة فكيف ترين الهاجريك تذنبوا
فما يستوي في الحب قلب معذب وفي ، وقلب كالحرابي قلب
وقد يتناسي المرء إبان حبه كرامته فالذل فى الحب يعذب
وللحب رهط يسكتوون بناره . فيطربهم مثل المجوس التلهب
شجيون ما عاشوامدينون للهوى وما مطلوه الدين ان جاء يطلب
ضمائرهم رهن لديه فان جنى عليها فقد يجنى المدل المحبب
سواء عليهم شقوة وسعادة ويأس وتأميل وطل وصيب
فان ترضخى فالحب فردوس حالم وان تشمسى فالحب كرب مطنب
وربتما تجرى العواطف والنهى الى غاية يرضى بها المتعصب
وقلت لنفسي للرجولة سحرها وللحسن سحر لايقاوم مغرب
مشى فى ركاب الحسن قلب مضلل فناصبه العدوان عقل مجرب
غرائز تطويها الميول عنيفة وأحلام موتورين لما يغلبوا
صراع ضحاياه تسيل جراحها وليس لها عن حومة الحرب مهرب
وما كبرياء العقل الا هزيمة ملفعة ادام للنفس مأرب
ذرى الطبع حرا تستريحى وتحمدي عراقبه فالقيد للطبع مغضب
وقلت لها يانفس ما الحب عارما ينوء به المنخوب وجدا وينكب
ولا الهجر مرهوبا ولا الخسف مخزيا ولا الصوم يغتال الهناء ويسلب
بأعنف من قلب خلي تهافتت عواطفه وانجاب عنها التوثب
فما بهجة الدنيا وماروعة المنى اذا الناس لم يشقوا ولم يتعذبوا ؟
فقالت لي النفس اللجوج الا ارعوى ، فما أنت الا . شاعر تتكذب
فؤادك مشبوب الخيال مجنح وفكرك مبهور الحقيقة مترب
تخيرت ورد الحب هيمان . صاديا وما ورده الا السراب المخيب !
ولو كنت مشدود العزيمة حاذقا تهش - وان كنت العميد وتلعب
اذا لجت الاشجان . لجت حتوفها وان عبث الهجران جد التجنب
لحالفك التوفيق في الحب واستوى لديك نفار كاذب وتحبب
فكن خادعا كالحب واجن قطوفه طروبا فما يجدى الاسى والتقطب
وكن مرحا كالطير ان صد الفه تبدله . والحب خزيان يندب
وكن نحلة تغشى الرياض وتجتني أزاهيرها منهومة ثم تذهب
كذلك يشقي المرء بالنفس راغما وتشقى به والغى كالرشد يخلب

