الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "المنهل"

ذكريات مجيدة، عن الامام عبد العزيز،

Share

عملا بالحديث الشريف ( اذكروا محاسن موتاكم ) أرى أن اذكر فى هذه الكلمة شيئاً يسيراً من المحاسن الكثيرة التى كان يتحلى بها مليكنا الراحل الامام عبد العزيز ابن عبد الرحمن الفيصل آل سعود غفر الله له وتغمده بالرحمة والرضوان وأسكنه الفردوس فى فسىيح الجنان

لقد عرف العالم اجمع مزايا جلالته الخاصة وسجاياه العامة وما اتصف به من الكرم الحاتمى وحسن السيرة ونقاء السريرة وسداد الرأي وسلامة النية ومتانة الخلق وكمال الشجاعة وعظيم الشهامة وغاية الحكمة فى شؤون الادارة والسياسة ونشر العلم وطبع الكتب وحب العلماء ؛ وقد الف الناس مئات الكتب والرسائل بلغات عديدة فى سيرة الفقيد وتاريخ حياته الحافل بالاعمال المجيدة المفيدة فى الدنيا والآخرة فلم تبق بعد ذلك حاجة الى جديد بيان ، ومزيد ايضاح ؛ غير ان التعبير عما يخالج الضمير من التأثرات القلبية والذكريات الخالدة أداء لبعض الحق الواجب علينا نحو الفقيد رحمه الله ، لا بد منه للتسلية والعزاء

* فى عام ١٣٤٣ لأول مرة كان قدوم جلالته من الرياض الى مكة المكرمة ولا يزال صدى صوت جلالته فى اذنى منذ اللحظة التى سمعت فيها الى الخطاب البليغ الذى القاهرة جلالته فى يوم تشريفه للاجتماع الكبير الذى احتشد فى " العدل " بأعلى مكة لاستقبال جلالته والسلام عليه والترحيب بقدومه المبارك وقد أوضح جلالته فى ذلك الخطاب منهاجه القويم وبرنامجه العظيم ومقاصده العالية ونياته الحسنة نحو الشعب

عامة والبلاد المقدسة خاصة وقد بر جلالته رحمه الله بجميع وعوده واوفى بكافة عهوده بل اكثر من ذلك كثيرا ومنذ العام المذكور تشرفت بخدمة جلالته وقمت بترجمة الصحف والمكاتيب الاردية والفارسية وكانت تردنى من الديوان العالى للترجمة والاعادة بتوقيع ( محمد ابو عبيد ) .

* فى عام ١٣٤٤ بويع جلالته على الكتاب والسنة والسمع والطاعة بالحرم الشريف فى باب الصفا وتلا الشيخ عبد الملك ميرداد وثيقة المبايعة المسنونة ثم اخذ حلالته البيعة من جمهور الحاضرين يتقدمهم العلماء والأشراف وكافة افراد الشعب وكان المسجد الحرام غاصاً بالناس ، ثم أقام جلالته بعاصمة ملكه الثانية ولاول مرة امضى ممكة شهر الصيام المبارك فكان يؤدي صلاتى المغرب والعشاء يوميا بالمسجد الحرام ويتناول الافطار باعلى بئر زمزم وبعد صلاة المغرب يتناول الطعام فى دار باناجه التى ازيلت للتوسعة منذ اربع سنين ، ثم يصلى العشاء والتراويح بالمطاف بامامة الشيخ خليل عجيمى ، وكان رحمه الله يجتمع بالناس فى كل اسبوع بعد صلاة الجمعة يتشرف بالسلام عليه الخاصة والعامة بدار الحكومة وهذا خلاف اجتماعاته الرسمية بالقصر .

* وفى عام ١٣٤٥ كان منظر مؤثر جدا حينما سافر جلالته لاول مرة من مكة الى الرياض اذ وقف حلالته رحمه الله فى دهليز دار الحكومة ( الحميدية ) يودع الصغير والكبير ، ودموع الجميع تنهمر وهو يشاركهم فى هذا الشعور والاحساس العميق لسبب فراقه المؤثر ، ولم يكونوا يعلمون أنه سيأتى يوم اسود يفارقهم فيه نهائيا فانا لله وانا اليه راجعون .

* فى عام ١٣٤٦ أمر جلالته رحمه الله بتأسيس اول معمل لكسوة الكعبة المعظمة وصنعت بفضل الله أول كسوة فى بلد الله الحرام وتشرفت بادارة هذا المعمل الذى كان محل ارتياحه ورضاه اثابه الله .

* فى عام ١٣٤٧ لأول مرة سافر جلالته الى الطائف وقد استبشر اهل الطائف بمقدمه الميمون وشملهم فيضه العميم واحسانه العظيم فلهجوا بالثناء والدعاء للفقيد رحمه الله .

* فى عام ١٣٤٨ حدثت أول فتنة فى البلاد بقيام ثورة الدويش واتباعه البغاة : ولكن الله تعالى بفضله وكرمه أعان عبده عبد العزيز ونصره عليهم فقضى عليهم وقطع دابرهم وأعاد للبلاد هدوءها وأمنها واستقرارها ، نسال الله تعالى ان يديم بمنه  وكرمه هذه النعم علينا فى ظل عاهلنا الجديد جلالة الملك سعود ابن الامام عبد العزيز خلد الله ملكه واعز به دينه ونصر كلمته وحفظ أنجاله .

* فى عام ١٣٤٩ صام جلالة الفقيد بمكة المكرمة للمرة الثانية واسبغ على الناس من كرمه واحسانه تقبل الله منه .

* فى عام 1350 حدث لاول مرة فى البلاد ازمة مالية واقتصادية فكان الفقيد . الكريم يسأل الله العون والفرج والرحمة .

* فى عام ١٣٥١ انفرجت الازمة المذكورة بفضل الله تعالى ثم بحسن نية الفقيد العزيز وصدق الله العظيم : ( ان مع العسر يسرا ) .

* فى عام ١٣٥٢ وافق جلالته على الناس عموم الاهالى بمبايعة بحله الاكبر بولاية  العهد وهو مليكنا الحالى الملك سعود المعظم أمد الله فى عمره وبارك فى حياته وأيده بروح منه .

* فى عام ١٣٥٣ اشتدت أزمة الماء فى جدة فأمر جلالته بإيصال ماء عين الوزيرية اليها وتم ذلك حالا واحتفل اهل جدة بذلك اليوم السعيد .

* فى عام ١٣٥٤ وصل وفد من الهند لتقديم بعض اقتراحاته على اتفاقية الزيت  مع الاجانب وقد شرفهم الفقيد باجتماع خاص استمع فيه الى آرائهم ثم اقنعهم كارشاداته وتوجيهاته السديدة ، وكان مما ادلى به الفقيد طاب ثراه : " اننا ملاحظون جميع الظروف والحالات ، وما دمنا متيقظين على مصالحنا ومحافظين على كرامتنا فلا نخاف احدا سوى الله وإن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وأن نموت أقوياء خير من أن نموت ضعفاء ".

* فى عام ١٣٥٥ امر جلالة الفقيد بالغاء مراكز التفتيش بطريق عرفات فقد كان المأمورون يعرقون سير القوافل ويقفون ركاب السيارات والجمال والعربات من الحجاج فجزاه الله عن المسلمين أفضل الجزاء .

* فى عام ٣٥٦ وافق جلالة الفقيد بتصريح الدخول لاجهزة الراديو والسماح لعموم الشعب بتلقى الاذاعات الخارجية مع التحفظ بالشروط المنصوصة بالرخص الخاصة بها .

* فى عام ١٣٥٧ ظهرت بوادر الحرب العالمية الثانية فاتخذ الفقيد العظيم جميع الاحتياطات اللازمة لتجنيب بلاده ويلات الجرب وشرورها وكان الفضل لله ثم للفقيد العظيم فى صيانة هذه البلاد من المصائب والمصاعب التى لم ينج منها بلد واحد فى العالم .

* وفى عام ١٣٥٨ اشتدت وطأة الحرب وانتشرت المجاعة فى الخارج ولكن الله سلم هذه البلاد فقد أمر جلالته بتموين البلاد بأكبر مقدار يمكن من الأغذية والاقمشة وبذل جميع التسهيلات للتجار والموردين .

* فى عام ١٣٥٩ أمر الفقيد رحمه الله بتأجيل استيفاء رسوم الجمرك على الحاجيات تشجيعاً للتجارة على توريدها تم أمر باقراض التجار المبالغ الكثيرة مساعدة لهم فى جلب الحاجيات اللازمة للبلاد .

* فى عام ١٣٦٠ أمر الفقيد توزيع الخبز على جميع السكان المستحقين والعوائل المستوردين كما أمر جلالته بتوزيع مقادير كبيرة من النقود على كثير من الأهالى والمجاورين بصفة دوامية .

* فى عام ١٣٦١ ابتدأت موارد الزيت تتدفق على البلاد فكانت عونا كبيرا لاصلاح الحالة الاقتصادية وكان الفقيد رحمه الله يبذلها كلها فى مصلحة شعبة ومرافق بلاده ولوازم حكومته ولم يستأثر رحمه الله بشئ من ذلك لذاته الشخصية لا باقتناء العقارات ولا بشراء الاسهم فى الشركات الداخلية والخارجية ، وكان نزيه القلب رفيع الجانب طاهر الذيل بعيد الافق رحمه الله رحمة كاملة .

* فى عام ١٣٦٢ أمر جلالته باعطاء قروض كبيرة للمطوفين ومشايخ الجاوا لتوقف ورود الحجاج بسبب الحرب العالمية فكانت منة كبرى عليهم .

* فى عام ١٣٦٣ الأول مرة فى عهده الزاهر لم يتمكن من القدوم الى الحجاز من الرياض للاشتراك فى موسم الحج واداء الفريضة المقدسة وكان تأثره شديدا عن تخلفه بسبب الظروف القاهرة وكان يتسلى بقوله تعالى ( وما تشاؤون الا ان يشاء الله ) .

* فى عام ١٣٦٤ لأول مرة فى حياته سافر الى خارج بلاده ولدى عودته استقبل فى جميع بلدانها استقبالا فخما رائعا لا مثيل له رحمة الله عليه

* فى سنة ١٣٦٥ تفضل بوضع الحجر الاساسى بيده الكريمة لمستشفى الولادة الذى اسس تخليدا لذكرى عودته سالما من الخارج رحمه الله

* فى سنة ١٣٦٦ تم تركيب الباب الجديد للكعبة المشرفة المصنوع بالذهب الخالص على نفقة جلالته الخاصة فكان فخرا ممتازا تقبل الله منه

* فى عام ١٣٦٧ تم الاحتفال بوصول ماء العين العزيزية من وادى فاطمة الى جدة وتحققت بذلك أكبر امنية لجلالة المغفور له

* فى عام ١٣٦٨ تم انشاء محطة الاذاعة السعودية للمملكة العربية السعودية فكان عملا مجيدا فى عهده الزاهر رحمه الله

* فى عام ١٣٦٩ أقيم الاحتفال العظيم بعودة فرقة الجهاد السعودية من حرب فلسطين بعد الهدنة المؤقتة

* فى عام ١٣٧٠ تم انشاء واستعمال الميناء الجديدة فى جدة لراحة الحجاج والسكان وكان عملا مهما جدا وفق الله الفقيد لذلك

* فى عام ١٣٧١ سطر جلالته بحروف من نور على صفحاته الذهبية ؛ باصدار المرسوم الملكى بالغاء رسوم الحجاج واعادة ما اخذ منهم فى ذلك العام وقضى بذلك على شئ استمر عليه العمل منذ ستة قرون فجزاه الله أفضل الجزاء

* فى عام ١٣٧٢ أمر جلالته بتوسيع المسجد النبوى ؛ على صاحبه أفضل الصلاة والسلام وتعميره على نفقته الخاصة

* فى عام ١٣٧٣ تم الاحتفال باضاءة المسجد الحرام والمشعر والشارع العام بنور الكهرباء التابعة للشركة السعودية للكهرباء التى أسسها آل الجفالى وكان هذا العمل المجيد ختام مسك لاعماله الخالدة

* وفى اليوم الثانى من شهر ربيع الاول عام ١٣٧٣ فى الساعة الرابعة والنصف استجاب الفقيد الجليل لداعى الاجل ملبيا لنداء السماء : ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى ) .

رحمه الله رحمة واسعة ونور مرقده وأسبغ عليه سحائب المغفرة والرضوان وأسكنه قسيح الجنان وألهم ذويه وآله وانجاله الكرام الصبر والسلوان .

ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها           لكان رسول الله حيا وباقيا

اشترك في نشرتنا البريدية