الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

رأي، سعادة الشيخ، سعود بن عبد الرحمن السديري، امير الباحة

Share

انتظر للعالم الاسلامي والعربى النصر والغلبة اذا هو تمسك بتعاليم دينه القويم . .

كتب الى الاستاذ عبد القدوس الانصارى صاحب مجلة المنهل العتيدة ورئيس تحريرها بالسؤال الآتى : ماذا ننتظر للعالم الإسلامى والعربى فى عام ١٣٨٨ ه ؟ ولا اخفي الحقيقة اذا قلت بصراحة انه كان سؤالا محرجا بالنسبة لاجابة الانسان داخل اعماق نفسه فضلا عن الاجابة للنشر

فنحن نعيش فى اعقاب النكبة الكبرى التى اصابت العالم الاسلامى والعربى فى اولى القبلتين وهو واقع مرير لا يشجع على التفاؤل في حين ان ما نلمسه من مظاهر الالم والتحفز بين طبقات افراد عالمنا الاسلامي والعربى تبعث الامل فى النفوس بأن عالمنا الاسلامى والعربى قادر على تضميد جراحه واصلاح شأنه وتجميع ما تناثر من قواه وبدافع من هذا الامل فانى انتظر للعالم الاسلام والعربى فى عام ١٣٨٨ النصر والغلبة اذا هو وعي العبرة من كارثة الحرب مع اليهود التى انحدرت به الى مستوى غير

مستواه لانها لم تكن حربا اسلامية او عربية كما كانت الحروب التى واجهها اسلافنا عقيدة ودما اولئك الاسلاف الذين لم يحاربوا الا طلبا لاحدى الحسنيين النصر لاعلاء كلمة الله او الشهادة فى سبيل الله ولم يسجل التاريخ عليهم مثل ما سجله فى هذه الكارثة من تخاذل واستسلام وبعثرة جهود يندى لها وجه كل مسلم وعربى يؤمن بالله واليوم الآخر ويعرف حقيقة مجد امته وما كان لها من ادوار تاريخية حافلة بالعمل لخير الانسانية وخدمة السلام العالمى والمحافظة على المجتمع السليم الذى يرعى لكل فرد حقوقه ويحفظ كرامته .

أنتظر للعالم الاسلامي أن يرجع الى قواعد دينه القويم ليستمد منها القوة والحيوية فيعيد بناء مجده على أصولها الثابتة ليصل بفرعها الى السماء .

الرجوع الى الدين

أنتظر أن تتغير مفاهيم عالمنا الاسلامى والعربى فيحل الايمان العميق بعظمة الدين الاسلامي وصلاحه لكل زمان ومكان محل الشكوك والاوهام والمذهب الهدامة ويحل الصفاء محل الجفاء والاتحاد محل الفرقة والتعاون محل التخاذل ومواجهة المسؤوليات والمواقف بجرأة وحزم وصراحة محل السلبية والمراوغة عن الواجب

أنتظر هذا ومثله لعالمنا الاسلامي والعربى لاننى من الواثقين بيقظة هذا العالم والمتفائلين له بالخير اذا هو سار وعمل كما امره الله وجاهد وكافح كما جاهد اسلافه الغر الميامين أما إذا لم يعتبر عالمنا الاسلامى والعربى بما حدث لا سمح الله ولم يدفعه هول المصاب ومرارة الواقع الى لم شعثه والعودة لقواعد دينه القويم والعمل بقوله تعالى : ولا تهنوا

وتدعوا الى السلم وانتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) فماذا ننتظر له ؟ اننا حينئذ لن ننتظر له الا ما وعد الله به فى قوله تعالى : ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) .

الباحة

اشترك في نشرتنا البريدية