ماذا ننتظر للعالم الاسلامى
جوابى الذى اقوله بكل صدق : لا أدرى ، نعم : لا أدرى
لا الشئ . . الا لسبب وحيد هو ان أى تكهن عن حوادث المستقبل اطلاقا ، امر لا يسوغ ، اذ هو من علم الغيب . . والغيب لا يعلمه الا الله . .
فإذا كان من الممكن أو من السهل ، أو من المحتمل أن نعرف بعض جوانب عن المستقبل القريب على ضوء الاحداث الراهنة ففى هذه الحالة لا بأس أن يقول كل منا ما يراه ويتصوره من أحداث وأوضاع . .
وفى ظروف كالحة السواد . . كهذه الظروف الحاضرة للعرب والمسلمين لا بد أن نتحاشى أى تحرج عندما نتصدى للاجابة على سؤال كهذا . . .
علينا ان نكون صرحاء
ومن الحق علينا عندما نجيب أن نكون : أولا صرحاء . .
من الحق علينا ان نقول ما نعتقده . .
ارضاءا للضمير
وليس حتما على أى مجيب أن يوارب خشية ما يسمونه ازعاج الآخرين !
هناك شىء يسمونه " النقد الذاتى " وليس هذا النقد الذاتى فى أوضح معانيه سوى مواجهة الواقع والتنبيه على الاخطاء . .
وما أظن عاقلا يقول أن مثل هذا التنبيه على الاخطاء فى أمة من الامم ، أمر يجانب مصلحتها فى كثير أو قليل
نفس العقلية
ولأدخل في صلب الموضوع : نحن الآن . . أعني بعد النكسة . . أو هذه النكبة على الصحيح مازلنا مع الاسف نعيش فى نفس الاوضاع اباها . . التى سبقت المأساة . .
وما زلنا مع الاسف أيضا - نعالج قضايانا بنفس العقلية ، وبنفس التفكير !
نفس العقلية ونفس التفكير اللذين كنا - فى الامس القريب والبعيد - نعالج بهما الامور . .
والتفصيل هنا اعتقد انه لن يكون فيه أي جديد بالنسبة للعارفين .
فاذا ما اتفقنا - دون اللجوء الى أية تفاصيل معادة مكررة - واذا ما اتفقنا على ان هذا هو واقعنا - على الصعيد العربى بالرغم من صدمة النكبة ، وبالرغم من كل ما اعطت من دروس . . اقصد اننا اذا ما اتفقنا - ولا اظننا سنكون مختلفين أى اختلاف حول هذه النقطة - أقول وأكرر اننا إذا ما اتفقنا جميعا على أن الوضع العربى بصورة عامة هو نفسه ما يزال كما كان عليه قبل النكبة . . فماذا يمكن ان تكون الاجابة - اجابة صريحة لا تخشى الحرج - على هذا الاستفتاء .
لا شك فى أنها اجابة . . اقل ما توصف
به أنها ليست لبقة . . وبالتالى ليست هى مما ينبغى أن يقال !
فما الذى يمكن أن يقال - اذن على شرط واحد : هو أن يكون هذا الذي يقال " صحيحا لا اثر فيه لمداورة أو مسايرة . . .
اعتقد انه لا مفر لنا قبل ان نخطو اية خطوة ، وقبل ان نرسم أية خطة ، نحاول بها انقاذ ما يمكن انقاذه . . . لا مفر لنا قبل كل ذلك من أن نكون " واقعيين " !
نعم ، لنكن واقعيين . . فنحاسب أنفسنا ونعترف بأخطائننا ، ونعمل بصرامة وجد - وبقوة أيضا - على تلافى الاخطاء . . كل الاخطاء . .
بداية النصر
فاذا ما استطعنا أن نبدأ هذه التجربة ، وأن نمضى معها الى آخر شوط من اشواطها ، واستطعنا بعد ذلك أن نكتشف " البديل : نملأ به الفراغ ، أعنى ايجابية العمل ، وصدق العمل ، ثم استطعنا نتيجة لذلك ، أن نحشد كل طاقاتنا - وما أكثرها - فى عزم أكيد ، واصرار عنيد على أن نغير الوضع من كل نواحيه . . من سيئ الى حسن . . ثم من حسن الى احسن ، كان هذا بالنسبة لنا هو بداية الطريق على أساس صحيح . . أساس مدروس . . أساس عماده القوة . . وسناده الاخلاص . . وشعاره أولا وأخيرا ايمان بالله ثم ايمان بحقنا . . ثم اصرار وصمود لا يخامرهما يأس أو فتور أو ملل . . أو أى مركب من مركبات النقص . . إذا ما استطعنا كل ذلك . . كان لنا ان ننتظر بمشيئة الله فى عام ١٣٨٨ الهجرى بداية النصر المرتقب . . وهو كل ما نفكر فيه اليوم ونرجوه ونسعى اليه . .
مكة المكرمة
