الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

رأي الاستاذ :، أبي عبد الرحمن بن عقيل

Share

 ماذا      ينتظر ابو عبد الرحمن لعالمينا " الاسلامي والعربي " في عام ١٣٨٨ ؟!

ان كان ما انتظره : دعاء اضرع به إلى الله : فأنا ارجو لبلادي : " الوحدة الشاملة " و " الاستقلال التام " و " تنسيق الجهود في كل مضمار " و " الاكتفاء الذاتي " والقضاء على الفساد الاداري " و " على الحكم والنظام الجاهليين " . وان أرى عالمينا جبهة ثالثة ذات قوة متماسكة ومنافع متبادلة ودستور آلهي وتشريع اسلامي يستعلي على

جاهليات الارض المتطاحنة اليوم وينقيها من أدران الشرك والوثثنية ويرتفع بها عن حماة الرذيلة ويأخذ بيدها الى طريق الحرية والمساواة والعدالة الذي اخطاته نظم البشر الناقصة الجاهلة نقص وجهل البشرية نفسها .

وان كان ما انتظره للعالمين شيئا لا بد ان يكون كما نتكهنه : فان عام ١٣٨٨ ه هو يومنا الحاضر

  فلم يبق مما ننتظره لعالمينا الا ترتيب الاثر على المؤثر وقياس الشاهد على الغائب واعطاء الحكم لعلته ، فتكون نظرتنا عميقة في واقع اليوم لتكون صائبة في واقع الغد لان امورا نشهدها اليوم نعرف نتائجها في الغد - بحكم التجربة والمقايسة - ولن يكون للعاطفة - ان شاء الله - أثر على حكمنا : وياما ابعد النظرة الحصيفة الصائبة عن مأسوى العواطف ؟

وقد يقال ان عام ١٣٨٨ : عام " استقلال البلاد العربية " لان الانكليز راحلون عن أراضي العرب ، ولان القادة العرب مصممون على طرد اليهود . . وقد يقال انه عام " الوحدة العربية " لان العرب لمسوا حاجة بعضهم الى بعض وتبين لهم تحالف الاقوياء على مصالحهم

وقد يقال : انه عام " تنقية الجو بين العالمين " لان العدو مشترك ، ولان القوميين العرب أحسوا فقرهم الى كثرة المصوتين في المجال الدولي اثر عدوان اسرائيل ، ولأن بلادنا سعت في تقريب وجهة النظر وتعريف العالم الاسلامي بحق اخوانهم العرب اليهم وافتقار العالمين الى تراص البناء ووحدة الصف ، وان كسبنا للباكستان في هذه الحرب الغاشمة فوق ما يتوقعه قادتنا العرب

ولن يخطر ببال احد أن عام ١٣٨٨ ه

سيحقق للعالمين اكتفاء ذاتيا ، او تنقية لها من الحاد وفجور وجاهلية " موسكو وباريس ولندن " والعالمان من هذه الناحية في منحدر الانتكاس والارتكاس الا بارادة الهية بين الكاف والنون . وهذا لا ينافي : ان المستقبل للاسلام لان ذوي النظر الحصيف من علماء الاسلام : لحظوا أن لاسلام يختنق في مهوده وينمو في زنوج امريكا وفي القارة السوداء ولان البشرية طال شقاؤها بحكم الجاهلية فهي ستفئ الى الاسلام حتما وستعود الى فطرتها . ولكن ليس في عام ١٣٨٨ ه ولا ندري متى هو البعث الاسلامي والاستقلال العربي والوحدة والقوة العربية وعسى ان يكون ذلك قريبا .

أما اننا لا ننتظر ذلك في عام ٨٨ ه فتخلف الاسباب . لقد اقترح سماحة الاستاذ المودودي على اثر النكسة ان تكون للاقطار العربية والاسلامية محكمة شرعية دولية يؤخذ على كل قطر التزامات بتنفيذ حكمها ، واقترح ان تكون منافعهم وخاماتهم متبادلة بينهم . . وان توحيد اقتصاد المسلمين والعرب وتنسيق جهودهم في كل مضمار لا تتم كل تلك الآمال الا به ولم تبد ، لنا ، بادرته بعد لنتفاءل في عام ١٣٨٨ ه .

     ومما هو أمر واضح في ماجريات الاحداث أن عام ٨٨ ه ستتلاشي فيه احقاد العرب ، وستذهب الى غير رجعة تلك الارجافات والمهاترات الكلامية وسيعرف كل مسؤول في البلاد العربية قدر نفسه . وان وجودهم ومصيرهم واعتبارهم الذي تهزه اسرائيل اليوم هزا عنيفا باعتداءاتها سيجمع شملهم ويوحد صفهم شاءوا أم أبوا . . هذا ما نظنه . وهذا ما نرجوه . . والله المرجو والمستعان . وكتبه :

                           (الرياض)

اشترك في نشرتنا البريدية