الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

رأي الاستاذ الكبير، محمود عارف، عضو مجلس الشورى

Share

الحلم والحقيقة

ماذا تنتظر للعالم الاسلامي والعربي في عام ١٣٨٨ ه ؟

الحلم مرآة الحقيقة ، وتفسير القصد واضح المدلول عند الحكماء ، ولكن المعتز به كدلالة اثيرية عند الشعراء انه " خيال يفضى الى " الحقيقة " والقصد شفيف الدلالة عند اولئك وهؤلاء بقدر ما فيه من مثالية . وفي السؤال الاستطلاعي الذي نصه : " ماذا تنتظر للعالم الإسلامي والعربي ؟ حلم . . وحقيقة . والبحث فيه كموضوع لا يستهدف غير الناحية السياسية بالنسبة للوجود الاسلامي في هذا الوقت بالذات ، وعندي ان هذا الوجود قد اكتنفته " احلام " عندما ارتجف العالم لاحداث " حرب ٥ و يونيو " وكان الوجود العربي الذي غلفته الاحلام بغلالات ذهبية من الاماني والآمال قد استفاق من نومه او " حلمه " حين أحس بفداحة " النكسة " لانها نكسة حادة اصابت مقاتل الشعوب الاسلامية والعربية في الصميم ، وذلك حين استولى اليهود على الاراضي العربية وعلى مقدساتهم التي تمس مشاعرهم الدينية ، لهذا كانت الاستفاقة من المجموعة الاسلامية والعربية قوية للاثر والتأثير اللذين خلفتهما الام " النكسة .

وحدة الرأي والصف

ومع استشعارنا بجلل الموقف بالنسبة

للمسلمين والعرب ، فان الدبلوماسية قد تحركت بعد وقوع النكسة بنشاط متزايد لبلورة المشاعر والاحاسيس وصهرها في بوتقة الحماس والتوثب والاستعداد لمجابهة واقع النكسة . وللوقوف صفا وحدا لخوض معارك في شتى المحافل الدولية . وبالاخص في منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن ، يضاف الى هذا ، التحرك الشامل ، النشاطات المتعددة لبدء جولات سياسية على مستوى الزعامات والقيادات في الدول الاسلامية والعربية لتبادل الرأي والتشاور فيما يكون عليه حقيقة الموقف الاسلامي والعربي من وحدة في الرأي والصف ، والتقاء على سياسة مشتركة تشمل القواعد والاصول والبروتوكولات التى تدعم المستقبل ، كما وقع في مؤتمر الخرطوم الرابع الذي خطط لمستقبل النضال الشامل امام العدو المشترك

حافز جديد

ان عام ١٣٨٧ كان مليئا بهذه التحركات الدبلوماسية والزيارات السياسية لتكوين روابط متينة بين المسلمين والعرب بقصد ايجاد قوة ضاربة لازالة النكسة التى صعقت لها الامم الاسلامية والعربية ، لانها " نكسة " هزت " العقيدة " وقلبت المخططات التى كان يراد تنفيذها لكسب المعركة الفاصلة ولكن مهما قيل في فداحة هذه النكسة فانها ستكون حافزا من جديد للمسلمين والعرب لاحكام الخطط الموحدة ، ودعم الصفوف استعدادا لخوض معركة المصير ، ونعني بها معركة النصر النهائي للعرب والمسلمين باذن الله .

ومما يزيد في الاطمئنان ويؤكد النجاح تأكيدا عمليا ان بوادر ظهرت في الافق الاسلامي والعربي تبشر بخير ،

وتشير هذه البوادر الى التقارب المتكامل بين شعوب المنطقة ، فاللقاءات المتكررة بين الملوك والزعماء دليل على نجاح الاهتمامات اسياسية التى تجددت بين فيصل وجودت صوناى والشاهنشاه ، بالاضافة إلى الزيارات المتبادلة مع غيرهم في نطاق الاهتمامات السياسية التي تخص العالم الاسلامي والعربي حيث كانت هذه الاهتمامات من أهم الاسس التى بنيت عليها اللقاءات المتوالية ، فكانت هذه اللقاءات بمثابة تحديد او تجسيد للمسؤوليات الجسام التي تواجه كل زعيم تلقاء ما تستوجبه الظروف المفاجئة التى خلفتها " حرب ٥ يونيو " الماضية . وان عوامل حساسة وشفافة دعت الى ضرورة التشاور وتبادل الرأي ، تقديرا للظروف التي احاطت بالمشكلة المشتركة باعتبار ان الاحتلال الاسرائيلي للارضي العربية بما في ذلك " القدس " لاحتوائه على شعائر اسلامية ، قد هز عقيدة المسلمين ، وان دافع " العقيدة " هو الاساس الذى يثير مشاعر المسلمين والعرب لتوحيد الصف ، وانزال ضربة بالعدو المشترك ولمحو آثار العدوان

انتفاضة ضاربة

واننا ننتظر للعالم الاسلامي والعربي في عام ١٣٨٨ ه انتفاضة عسكرية ضاربة بعد نجاح التحركات الدبلوماسية بين المسلمين والعرب في عام ١٣٨٧ ، وانه سيتحمل اعباء تنفيذ هذه الانتفاضة العسكرية جميع المسلمين والعرب ، ونحن نأمل ان تكون الانتفاضة المقبلة في مستوى المخططات المدروسة مع التنفيذ السليم بعزيمة صادقة وصمود عجيب ، حتى تعود فلسطين والقدس الى أهلها الشرعيين ، ونحن نبارك الخطوات الناجحة التي تمت بين قادة المسلمين والعرب

لتقريب وجهات النظر وحل المشاكل التي كانت معلقة . وان هذا التفاهم والتقارب والتضامن ، قد اعلنت عنه البيانات الرسمية التي هي اشبه بالبروتوكولات ، واظهرت اهمية ما توصلت اليه اللقاءات العليا من دعم لقضية فلسطين دعما اسلاميا عربيا ، وسيكون الدعم بكل الوسائل ماديا وادبيا وشاملا حتى يتم النصر الكامل وتعود فلسطين للعرب ، والقدس للمسلمين جميعا

جدة

اشترك في نشرتنا البريدية