حضرة الاخ الفاضل صاحب مجلة " المنهل ورئيس تحريرها الشيخ عبد القدوس الانصارى الموقر ،
السلام عليكم وبعد فقد وصل الي ، كتابكم الكريم المؤرخ في ٢٠-١٠ - ١٣٨٧ ه وبه ذكرتم ان مجلة " المنهل " الغراء قد اعتادت ان تتقدم الى كبار رجالات الفكر والادب باستطلاعات تهدف الى الآنرة والتوجيه . وهذه فكرة طيبة وفيها توعية وخدمة للعلم والامة
ونجيبكم :
١ - يشكر لكم اعمق الشكر جهادكم وخدمتكم المثالية للعقيدة والامة ولغة الضاد .
٢ - اسأل الله لكم الحياة والتوفيق
ولمجلة " المنهل " القوة والبقاء .
٣ - سامحكم الله وعفا عنكم ، لقد رأيتم فى ، ما لم أره فى نفسى ربما كان الانتساب للمجاهدين والتخلق بأخلاقهم شرفا للمنتسب ولو كان السلاح الذى يحمله المنتسب ضيفا
رغبت فى اجابة رغبتكم وان لم أكن من فرسان هذا الميدان
الذي انتظره للعالم الاسلامي والعربى فى عام ١٣٨٨ ه لا يعدو أن يكون أمنية ، وعلى الله سبحانه تحقيق الامانى .
وقبل كل شئ أود أن اتكلم بصراحة عن اسباب انحطاط العرب والمسلمين :
العالم العربى والاسلامى بعد أن فقد القائد الاول محمدا صلى الله عليه وسلم وفقد خلفاءه الراشدين والتابعين لهم باحسان مثل الخليفة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه فقد سؤدده واندلسه وشخصيته واخيرا فقد المسجد الاقصى ، وتداعت علينا الامم تداعى الاكلة الجياع على القصاع وصدق رسول الله : فأنهم غثاء كغثاء السيل
لعد فيما مضى من النكبات والعبر حافزا للهمم موقظا للقلوب حتى ترجع هذه الامة الى كتاب الله وسنة نبيه ومن ثم تعود لها حضارتها ومجدها .
يقول الاستاذ احمد حسن الزيات : " لم يتح للمسلمين والعرب بعد محمد و خلفائه زعيم تجتمع عليه القلوب وترجع اليه الامور
فى اقطارهم البعيدة ووجوههم المختلفة وانما ابتلاهم الله بالخلافات حين ضلوا الطريق فكان فى كل قطعة من الوطن الاكبر سرير وامير وتوزعت الزعامة فى كل جيل وفى كل قبيل بين عشرات من الرجال العجاف فكانت كالشعلة العظيمة الوهاجة قطعت اقباسا كشموع الاطفال لا تقوى على نسم الريح ولا تظهر فى حلك الليل "
والاستاذ الزيات نظر إلى العرب والمسلمين بعين المؤمن الواعى
ليس للعالم العربى والاسلامى إذا اراد الحياة الكريمة والسؤدد ورغب فى احترام الغير له ، وأحب بقاء ثرواته وأوطانه الا الاقلاع عن حاضره المخزى والترفع عن التقليد الاعمى والاتجاه الى العلم والعمل ، وتنفيذ اوامر الله فى عباده ، واسناد الامور والاعمال الى رجال الدين والعلم والفكر والسياسة والادب الذين يؤمنون بالله ايمانا صادقا مخلصا ، وتوحيد السياسة والدفاع والمعارف والاعلام والحياد التام فى الصراع المتأزم بين الغرب والشرق وتوجيه الشعوب الاسلامية والعربية الى العلم والعمل والدين ، وتطهير البلاد الاسلامية والعربية من الصهيونية والشيوعية عربا كانوا ام عجما وتهيئة الفرص للشعوب المستعمرة لتقرر مصيرها بنفسها ، ومنع كل معتد عن التدخل فى شؤون الآخرين منعا تشترك فيه جميع الجيوش الاسلامية والعربية والتعايش السلمى مع الدول المحبة للسلام الحقيقى لا السلام الذى تدعيه الصهيونية وتتشدق به الشيوعية ، ومجابهة المعتدين ، أيا كانوا ومهما كانت قوتهم مجابهة جماعية مخلصة
التعاون المخلص الجاد مع امام المسلمين رائد التضامن الاسلامى فيصل ابن عبد العزيز القائد المظفر والزعيم الحكيم والوقوف معه بقوة لانهاض دعوته التى ليس للعالم الاسلامى والعربى خلاص من كوارثه الا بالله ثم باتباعها ، لانها دعوة حق صادرة من قلب مؤمن وعقل كبير . وقد ثبت فشل جميع الدعوات بعد التجارب ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
* إذا ظهر فى البلاد العربية الاسلامية زعماء فى مستوى فيصل بن عبد العزيز وامثاله من اخوانه العرب والمسلمين واسقطت بالقوة واجماع الكلمة الزعامات الفاشلة التى تسببت فى هدم قلاع المسلمين وحضارتهم وخنق حرياتهم وابادة علمائهم ومفكريهم وتجفيف ينابيع الايمان فى قلوب عامتهم . وحل محلها زعامات مؤمنة تبنى ولا تهدم . تصدق فى القول والعمل ولا تكذب حينذاك يرتفع رأس العربى والمسلم فى كل مكان ويحترم وعلى الله وحده تحقيق الامنيات وما ذلك على الله بعزيز
أما التنبؤ للمستقبل فهو غيب ولا يعلم الغيب الا الله علام الغيوب وما يتذكر الا أولى الالباب .
وما الله بظلام للعبيد .
وما استعصى على قوم منال
اذا الاقدام كان لهم ركابا
