الواقع ان العالمين الاسلامي والعربي في هذه الحقبة من الزمن محاطان بتيارات خطيرة تهددهما وتحاول القضاء عليهما .
فأما العالم الاسلامي فكما هو معروف بأن الخطر الشيوعي يحاول جاهدا الدخول في صفه وتمزيقه ليقينه بأن التمسك بالدين الاسلامي يحد من توسعه وانتشاره ، وقد كان لرابطة العالم الاسلامي التي نادى بها حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل المعظم تأثير واضح في تماسك العالم الاسلامي من خلال المؤتمرات التي عقدتها الرابطة والتي بينت ان الغرض من هذه الرابطة عودة المسلمين الى دينهم بصرف النظر عن الجنسيات واللغات .
وأما العالم العربي ، فلا يخفى ما للصهيونية العالمية من مطامع خطرة تود تحقيقها بالقضاء عليه مستغلة التنافر
والتباغض الذي ران على الامة العربية فترة غير قصيرة من الزمن . وما حدث في ٥ يونيو ١٩٦٧ م دليل واضح على هذه المطامع - وان مؤتمر الخرطوم الذي عقد عام ١٣٨٧ ه ١٩٦٧ م كان بداية طيبة للتقارب العربي والتفاهم المؤدي لصالح هذه الامة والذي كان للفيصل العظيم الأثر الاكبر في انجاحه
من هذا يتبين أن الأمتين : الاسلامية والعربية قد خطتا خطوات واسعة في سبيل تماسكهما وتوثيق الصلات بينهما . وانني متفائل جدا نتيجة لهذا التقارب بين العالمين : الاسلامي والعربي ومتفائل أكثر في أن يشهد العام الجديد انتصارات كبيرة للمسلمين في جميع المجالات .
وختاما آمل من الله العلي القدير أن يوحد صفوف الأمتين : الاسلامية والعربية لتتمكنا من القضاء على أعدائهما ولتستطيعا المضي قدما الى حياة افضل ومستقبل أحسن ، والله اسأل أن يأخذ بيد المسلمين الى ما فيه الخير وان يؤيد بنصره قائد المسيرة الاسلامية وحامي حمى الدين الشريف جلالة الملك المعظم .
