سعادة الشيخ عبد القدوس الانصارى المحترم صاحب مجلة المنهل ورئيس تحريرها تحية طيبة وبعد :
تلقيت خطابكم المؤرخ ٢٠-١٠-٨٧ ه ولقد كان السبب في تأخير ردى على استطلاعكم القيم : " ماذا تنتظر للعالم الاسلامى والعربى في عام ١٣٨٨ ه " هو غيابى عن المملكة لفترات متواصلة :
ما أثاره الاستطلاع . .
" أثار السؤال في نفسي آلامها وأساها ، فلقد جاء عام ١٣٨٧ ه على العالمين : العربى والاسلامى بضربة قاصمة أشعرتنا بحقيقتنا المرة المخزية بعد أن كانت مجوبة ببريق
الدعاية وأضواء التهريج . ولقد حسبت - ونحن في أعقاب الهزيمة - أنها بمثابة درس قاس ، دفعنا ثمنه غاليا . ولكنا سننتفع به في اصلاح عيوبنا ، ورأب صدعنا ، والرجوع الى ربنا . ولكن ما اعقب الهزيمة أوضح بجلاء عجز معظم شعوبنا العربية والمسلمة عن الاستفادة من الدرس والوقوف بعد الكبوة ، وان جيلنا الحاضر سيستمر حاسر الرأس ذلا ، لما أصابه . وان أجيالنا القادمة ستشتمنا لما فرطنا به .
ظلمة حالكة
وليغفر لى قراء هذا الرأى ، ان كنت شديد الصراحة غير مجامل ، فليس من حقى - وقد تصديت للاجابة - أن أخفى حقيقة ما أراه فى عام ١٣٨٨ ه من ظلمة حالكة ، وكوارث مهلكة .
وعلى الذين منحهم الله عقولا راجحة ان يستخدموها في معالجة الداء بتشخيصه لا بتخدير آلامه .
واغفر اللهم ذنوبنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
مع خالص تحياتي . الرياض - احمد زكى يمانى
