تحت هذا العنوان نشرت مجلة : العلم والتعليم في عددها 46 من السنة 6 ما يلى : فى العاشر من اكتوبر 1980 تحتفل مجلة الفكر التى أسسها الاستاذ محمد مزالي ، بمرور خمس وعشرين سنة على تأسيسها ... عرفت خلالها الصعاب ، وتخطت فيها العراقيل.. فكانت مدرسة حرة ، بالمعنى الصحيح للحرية ... تعطي دروس التربية .. وتقدم تجارب الفكر ، وترسم اتجاه الحركة والالتزام ..اذ سلكت طريق الاتزان في الممارسة ، وتحركت حسب مبدأ التوازن فى التفكير ... دون انحراف الى تطرف اليمين أو اليسار ... أصالة فى غير تحجر ، وتفتح من دون تفسخ وانبتات ... وطنية في غير تتوقع وانزواء ، وقومية ترفض التبعية والاحتواء .. يتناغم في جميعها الفكر مع الواقع ، ويتجاوب فيها العقل مع التجربة ... فتحت قلبها للتافه والتقدير .. وللاصيل والهجين .. حسب مبدأ البقاء للاصلح والانتشار للاصوب ... فكانت بوتقة لتفاعل مختلف الاتجاهات الفكرية والثقافية ، دون ان تخشى من حرارة التفاعل ، أو من ضغط الانفجار ... لقد نادت بالتونسة من منظور وطني ، ودعت للتعريب من منظور قومي ... اذ لا قومية صادقة عندها بدون وطنية مخلصة ...
وجاء احتفالها بربع قرن من مسيرتها النضالية فى مناخ وطني تغمره راحة النفس والضمير ، واطمئنان القلب والفؤاد .. لعزيمة التقييم والتقويم .. وارادة التغيير والتطوير والتثوير ...
فتحية لمن يطلق الشعار ويمارسه ، ولمن ينادى بالقيم ويطبقها.. ويعمل لتحقيق وحدة الفعل لا وحدة الانفعال ...
مناخ وطني متأثر برصاص القلم الذي يصنع التاريخ ، ومبتهج بسياسة مؤسس الفكر الذى يتحرك على مسار هذا التاريخ ... مناخ لم يعد فيه مجال للتفرج والقعود .. أو للتردد والجمود .. أو للانانية والجحود ...
