الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

رسائل، القراء

Share

رسالة من عضو معهد البحوث الاسلامية بباكستان

حضرة الاستاذ الفاضل الشيخ عبد القدوس الانصارى المحترم تحية واحتراما ، وبعد ، فانا بصدد تأليف كتاب لتاريخ الاسلام باللغة الانكليزية ومن أبواب هذا الكتاب باب يختص بالنظام الاقتصادى والثقافي والسياسى والدينى وفي هذا الباب سنعالج النظم السائدة قبل الاسلام وفي مستهله .

وبما لديكم من علم وافر بالموضوعات هذه فانا نرجو أن تمدوا يدكم لمساعدتنا في هذا المجال . فانا في حاجة ماسة الى كشف الكتب والمجلات والرسائل التى تحويها وعلى وجه الخصوص تعالج الأوضاع القائمة في الجزيرة العربية قبل الاسلام وفي القرون الثلاثة الاولى والواقع أن هنالك كتبا لا تحصى في هذه الموضوعات ولكننا نحتاج الى امهات الكتب وخاصة لبعض المستشرقين المجدين ( مثل لامانس ) ( Lammens ) ( ولست أدرى هل نقل كتابه الى اللغة العربية أم لا ) ولا بأس اذا كانت الكتب في لغات أوربية . هذا ونرجو أن تفيدونا بعنااوين الباحثين المسلمين أو المستشرقين لكى يتسنى لنا الاتصال بهم كتابيا فنمضى في بحوثنا في هذا المجال الهام ، ولكم الشكر الجم . وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

(باكستان) أحمد الفاروق عضو المعهد للبحوث الاسلامية

بنت الارض . . قديما وحديثا

حضرة المكرم الاستاذ الفاضل عبد القدوس الانصارى صاحب ورئيس تحرير مجلة المنهل ، حفظه الله وأبقاه .

تحية ملؤها التقدير والاعجاب بكم وبمجلتكم وبما تقدمونه الى أبناء هذا الوطن العربى والاسلامى الكبير من أفكار ناضجة وآداب نافعة لا يسعني تجاهها الا أن أتضرع الى الله عز وجل أن ينفع بها وان يساعدكم على الاستمرار في عملكم المجيد .

وبعد ، فلقد قرأت في مجلتكم العريقة وفي شذرات الذهب وعلى الصفحة رقم ١٣٧٠ ،

وفي أعلى الصفحة الى اليمين تحت رقم ٧٣٠ عنوان " بنت الارض قديما وحديثا " وما تحته ، حيث ذكر الاستاذ الكبير أحمد بن ابراهيم الغزاوى حفظه الله أن العرب يطلقون لفظ بنت الارض على الحصاة قديما وانهم حديثا يطلقونها على ما هو ملقى على الطريق من السلح والبراز . . وان هذا الاطلاق الاخير قد اندثر أيضا لسبب ما . . ولى ملاحظة على هذا أذكرها للفائدة والاحاطة ، وهي : ان أهل جنوب المملكة يطلقون هذا اللفظ على الحصاة الى الآن ولكن بلفظ مرادف لكلمة الارض ، وهو : " القاع " وان القاع يطلق عندهم على الارض ايضا . فهم يطلقون هذا اللفظ خاصة إذا جدت بينهم خصومات ووصلت الى حد الاشتباك بالعصى أو بالصميل كما هو معروف لديهم فان أحدهم يقول لصاحبه الذى لا يحمل عصا : " عليك بنات القاع " - أى ارجمهم بالحصى - ، فأنا أقدم هذه الملاحظة لكم راجيا عرضها على أستاذنا الكبير أحمد ابن ابراهيم الغزاوى مع قبول تحياتى وتهنئتى بمناسبة مرور ٣٣ عاما على مجلتكم والله يحفظكم ودمتم

منظمة تربط بين مسلمى العالم

حضرة الفاضل الشيخ عبد القدوس الانصارى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد فقد تسلمت كتابكم الكريم المؤرخ فى ١٢-٥-١٣٨٧ ه فاشكرهم اجزل الشكر . اني بعثت الى حضرتكم بمقالتين : مقالة محتوية على الصناعات اليدوية فى لكنهو بأواخر شهر تموز ، والمقالة الثانية تحتوي على صناعات مدن الهند الاخرى ، قبل بضعة ايام فى أواخر شهر آب المنصرم . وانوى أن ابعث الى فضيلتكم

بمقالة في كل شهر لمجلة المنهل الغراء .

انا اعرف صاحب المعالى الشيخ محمد سرور الصبان المحترم . وكنت قد زرت معاليه فى مكتبه بعام ١٩٤٣ م حينما كان مديرا فى وزارة المالية بعهد الملك المرحوم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود . وشربت الشاى معه . ولو نسينى فانى اعرف معاليه شخصيا . انه من نبلاء المملكة ونوابغها . وهو صاحب غيرة اسلامية ومحافظ على ديانة الاسلام ويبذل جهوده فى توطيد العلاقات الاسلامية بين جميع مسلمى العالم وارجو الله تعالى ان ينجح آماله واعماله .

وعندى اقتراح لايجاد منظمة تربط بين مسلمى جميع انحاء العالم .

ان المسلمين كانوا مرتبطين بسلك الخلافة . ولكن بعد انعزال الخلافة العثمانية تشتتوا وتفرقوا ولم يبق لهم مركز رابط بينهم ، وانقسموا باسم الجنسية والوطنية والتقدمية والرجعية ، فانكسرت شوكتهم وساد الاختلاف بينهم ، فانمحى مجدهم او كاد . وضاعت كرامتهم حتى ارتخت رؤوسهم بين الامم ذلة ومسكنة . فالآن نحن المسلمين فى اشد الحاجة الى " مركز اسلامى يربط بيننا " ليكون رائد كل مسلم ذى غيرة اسلامية ، دون وطنية وجنسية او تقدمية ورجعية ، يمثل دورا اسلاميا روحيا مهيمنا على سائر مسلمى العالم . وان يكاتبنى راسا معالى الشيخ محمد سرور الصبان فعندى اقتراحات واراء مفيدة فى هذا الشأن والمؤمن يلتقط الحكمة انى وجدها . واعتقد ان اقتراحاتى قابلة للتنفيذ في عصرنا الحاضر . وانتظر اشارة معاليه .

هذا ما أردت ان اكتب به لكم . والله يحفظكم وادامكم بخير .

لكنهو - الهند

وعنوانى هكذا : LUCKNOW .٣. (INDIA) BARA PHATAK, FRANBI MANHAL, HAKEEM M. KAMIL BAHRUL ULOOMI ,

نموذجان من ادب الرسائل الاخوانية الحديثة

-١- سعادة الأخ الكريم الاستاذ عثمان الصالح الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد فأمامي الآن كتابكم العزيز رقم ٦٤٤ / خ وتاريخ ٨-١١-١٣٨٧ ه وقد اخرت جوابه لكثرة مشاغلى أو لكسلى ، فمعذرة انني دائما أعجز عن الاجابة على كتبكم واقعا وحقيقا ، لانكم حفظكم الله تسدون في وجهي جميع الطرق بنعوت الوفاء والتواضع والتنازل ، والاستاذية ، وكل التهم التي انا برئ منها ، ولكني لا أشك في حسن نيتكم بالصاق هذه التهم بشخصى واقبلها منكم اذا كان الحكم فيها ( مع وقف التنفيذ ) .

ان ذكرتكم فانما ذكرت وطنيا فاضلا ، وان زرتكم فانما زرت العلم والجهاد في سبيل العلم ، وان قدرتكم فانما قدرت من يبني الأجيال الصاعدة ويقف خلفها - ينظر كيف - تشق طريقها لخدمة الدين والوطن ، ويتتبع خطواتها في النجاح أو الفشل ، واذا اطلت الغياب عنكم فانما انا واثق من مكاني عندكم ومكانتكم عندى .

واذا كان لي ما ارجوه فهو : أن يوفق الله خطاكم ويعينكم على ما أنتم فيه ، واذا كان لي ما أوصيكم : فهو ابلاغ سلامى للاستاذ عثمان الحقيل الذي ساعدكم على الرحلة الى سدير وحرمني من لقياكم في ليلة ستكون سعيدة لو تم فيها اللقاء . كما ان السلام والحنين مهدى لكم من الاستاذ عبد القدوس الانصاري وهو جالس على ربوة عالية من شاطئ جدة ( بضم الجيم ) الذي قارع دونه وناضل حتى لا

يرى جيم جدة مفتوحة ولا مكسورة لانه شاعر لا يحب الا الضم فقط ( دون تقبيل ) ويرسل لكم من ربوته العالية شكره وتقديره على الكرم والرعاية والعناية التي لقيها منكم ومن الصحاب في الرياض

وختاما لكم سلامي وتحياتي وتقديري

( جدة )

- ٢ - استاذي الشيخ عبد الله السعد في العلم والتجارب وفي كل المعاني التي يطل منها علينا بالخلق العالي والدين المستقيم والوطنية التي لا زيف فيها .

أفوز بكتبك وأسعد بها واحفظها لأنها خلق متين ووفاء صميم وأبوة صادقة

اني لي أن اتقمص ادبك وبلاغتك فأجيبك عليهما . . وليس التكحل في العينين كالكحل وإذا قلنا : انك استاذ في الوطنية وعلم في التجارب ، فهي ليست تهمة . . ولكنها لدى كل من يعرفك أو وسمع بك هي صفة من صفاتك . . وايقافك التنفيذ فيها وانت فرد واحد لا يجعلك تتغلب على الناس الذين هم معي في شعوري واحساسي . . لقد اطلع الشيخ عثمان الحقيل على كتابك وأخذ منه نسخة لأنه في ايجازه وبلاغته نبراس في حسن التعبير وجمال الأسلوب والفكاهة الصادقة المنقطعة النظير . . لقد احسن " سدير " الينا وأساء . . احسن الينا بمتعة بريئة شائقة في احسن رياضها وأجمل بقاعها " الخفيسة ومطرية ودابان " تلك الرياض الزاهرة والاراضي الباهرة . . ولكنه أساء اذ حرمنا من لقائك والفوز بالاجتماع بشخصية لها قيمتها ، ومكانتها في نفوسنا .

شكري وتحياتي للاستاذ الكبير مؤرخنا الفاحص عبد القدوس الانصاري الذي لا ينسى أصدقاءه ، ولا يغفل عن اخوانه ،

والذي ببحوثه وكتاباته زودنا بعلم جم في التاريخ والاجتماع والصحافة التي يبنيها شيوخ الادب والتاريخ . والانصاري من اعلامهم العالية ومناراتهم السامقة . . مرة أخرى اقف موقف العاجز عن الشكر والتقدير للوالد في علمه وتجاربه ووطنيته ، وتحية له من الأعماق ، وتهنئة بالعيد المبارك اعاده الله - والمسلمون في فرح بعد ترح بعودة المسجد الثالث الى حظيرتنا

( الرياض )

رسالة من الاردن

سعادة الاستاذ الشيخ عبد القدوس الانصارى حفظه الله

تحية طيبة وشوقا جزيلا وأرجو أن تكونوا بكل خير وعافية . منذ مدة طويلة لم نتصل بكم ولم تتصلوا بنا . وآخر رسالة منكم تلقيتها كانت بتاريخ ٢٧-١-١٣٨٧ ه وقد اجبتكم عليها بتاريخ ١٤-٥-١٩٦٧ م اى قبل العدوان الاسرائيلى علينا بعشرين يوما تقريبا . ان الاحداث التى مرت بنا ايها الصديق كانت مذهلة تعصف بالحلم ، وتهز المنطق والعقل السليم ، والاخطار التى تحدق بالعالم العربى عظيمة جدا ولا ادرى كيف يمكن ان نتغلب عليها ما دام العرب على ما هم عليه . ولو انك تقرأ مقدمة الدكتور احمد زكى في مجلة العربى العدد الاخير لوجدت انها تصور حالنا الى حد ما . ولست أريد ان أبثك لواعج همومي ، فكل واحد منا عنده من الهموم ما يكفيه ويزيد عن طاقته . ولكن المرء لا يملك الا ان يقول كلمة ما .

أيها الاخ ، هذه الرسالة لا تهدف الا للسؤال عنكم وعن احوالكم نرجو من الله تعالى ان تكونوا بخير . ومن جهتنا نحن في عمان لم يحدث لنا ما يسئ فى أشخاصنا الا ان ما أصاب القلوب كبير وغائر

مجلة ( أفكار ) توقفت عن الصدور منذ حزيران ١٩٦٧ م نتيجة لما أصاب بلادنا . وقد جاءتنى قبل شهر تقريبا رسالة من السيد محمد على السنوسى يسأل فيها عن افكار ويهديني ديوانه الاغاريد ، احلت الرسالة على صديقى محمود العابدى لكى يجيب صاحبها بأن المجلة توقفت مع الاسف . وهو يقول فى رسالته انه شاهد اعداد المجلة عندكم . وهذا ذكرني بلزوم الكتابة اليكم لكى أخبركم اننى ما أزال أذكر الطافكم ومكارمكم ، وما غمرتموبى به من مظاهر صداقتكم الطيبة . واننى اتابع سلسلة المقالات التى تنشرونها فى مجلة رابطة العالم الاسلامي

أكتب اليكم وأمامي رسالتكم الاخيرة التى تقولون فيها انكم على نية السفر الى المدينة المنورة ، حيث انكم تتوقعون الاجتماع بالسيد عبيد مدنى لكى تأخذوا منه نسخة كتاب ( ما رأيت وما سمعت ) مع الوعد بأن تبعثوا بها الى . فهل ذهبتم فعلا وحصلتم على النسخة ؛ انها لم تصل الى ، حتى الآن . أكون ممتنا اذا تيسرت لكم ان ترسلوها لى .

أرجو ان تتكرموا بابلاغ تحياتى الخالصة ومزيد احترامى لمعالى الاستاذ الجليل النبيل الشيخ عبد الله السعد ، والى فضيلة الاستاذ الكبير الشيخ محمد نصيف والى الاخ نبيه نجلكم حياة الله والى تلك الربوع العربية الاصيلة التى نعمنا فيها بلقائكم ، والى من تعتقدون انه يمكن ان يذكر اقامتنا فى مدينتكم العامرة والتى ستبقى ذكراها عالقة بالذهن طيلة العمر وعسى ان اكتب لكم قريبا بأن الغمة قد زالت عن بلادنا . . فنحن لا نقطع الامل ولا نيأس ، وكل عام وانتم بخير مع مودتى وتحياتى

عمان - المملكة الاردنية الهاشمية سليمان موسى

المنهل : وكل عام انتم بخير ان شاء الله . ومن عجيب المصادف انى تسلمت خطاب الصديق الاستاذ سليمان موسى رئيس تحرير مجلة أفكار المحتجبة التى ستسفر وتصدر وتروى القراء ان شاء الله عما قريب . . تسلمتها بيوم الخميس الموافق ٢٢ ذى الحجة ١٣٨٧ ه الموافق ٢١ مارس ١٩٦٨ م يوم وقع العدوان الاثيم من الصهاينة على الاردن . . بعد ان سمعنا وقرانا باصابة مجرم الحرب السفاح موشى دايان اصابات خطيرة زعمت اذاعة الصهاينة انه اصيب بها وهو يبحث او ينقب فى كهف اثرى انهار عليه . . وحقيقة انه انهار عليه كهف اثرى ضخم ذو صخور عاتية سيقضى عليه وعلى زمرته القضاء المبرم ان شاء الله . ولكنه كهف من " لغم " مدمر . . ولقد كنت كذبت اكذوبة الاذاعة اليهودية التى تقصد اشاعة انه لم يصب من أيدى العرب الاشاوس وقلت لبعض الاخوان : لا يمكن أن يذهب موشى دايان الى أماكن الآثار منقبا وهو على اهبة حرب ضروس غادرة مع الاردن الشقيق . . لا بد ان هذا من عمل الفدائيين الفلسطينيين اخفاه اليهود بهذه الدعاية الماكرة المكشوفة . . وقد حقق الله ظنى وتقديرى اذ اذاعت منظمة فتح بعد ذلك هذه الحقيقة الدامغة . . وبعد فنحن هنا كلنا بخير . وقد ابلغت تحيتك لمن رغبت الى في ذلك وهم يهدونك تحياتهم ويبادلونك الشعور الطيب . . وقد كتبت لك عن كتاب  ما رأيت وما سمعت ، وارجو ان يصلك سالما هانئا . ولك تحياتى وتقديرى

ذكريات عن أيام التلمذة

اطلعت غير مرة على ما كتبتم في مقدمة  اللآلي الكمينة ، شرح الدرة الثمينة  ولا ادري ما الذي دفع بي هذه المرة الى ان ألفت نظركم " وقد كنت انسخ " بعد التحاقكم بالعمل الحكومي " كما اختار لى سيدى فضيلة الشيخ محمد الطيب الانصارى رحمه الله تعالى شرح التحف البكرية زمنا ليس

بالقصير وكنت ممن لازم الشيخ رحمه الله تعالى في البيت والمسجد . وسمعنا منه البيتين اللذين شرحتم عنهما نقلا عن فضيلة المرحوم اخينا في الله الشيخ عمر ابن المرحوم الشيخ ابراهيم بري . ونص ما سعته وحفظته :

نفى الكرى وهو بالآماق مشتعل

طيف سري وظلام الليل مشتمل

طيف سري فسبى عقلي فارقني

ليل التمام فآض الدمع ينهمل

كان ذلك في عام الف وثلثمائة وثمان واربعين هجرية وكنت وقتها احاول كتابة الشعر ، وقد حاولت تشطير البيتين هما يأتي :

نفى الكرى وهو بالآماق مشتعل

سبى الحجى وهو في الآماق متنقل

جفا السلو وقلب الصب مندمل

طيف سرى وظلام الليل مشتمل

طيف سرى فسبى عقلي فأرقني

وصير القلب فيه النار تشتعل

زان الصبابة وصل منه هيجني

التمام فاض الدمع ينهمل

كانت مجرد محاولة مني رضى عنها فضيلته رحمه الله تعالى . واذكر اني اضفت اليها ابياتا في آخرها :

صد الحبيب فذاق الصب في شغف

كاس الثمالة منها انني ثمل

قد ارسلت مددا عيناي مذ نظرت

الى الحبيب شجى ياليتها طلل

وكان رحمه الله هاديا مهديا . ربى مني الروح وهذب مني النفس . أستمطر الله عليه وابل الرحمة غفر الله له وجزاه عنا خير الجزاء .

وبمناسبة ذكرى فضيلة الاستاذ المرحوم الشيخ عمر بن ابراهيم برى نابغة وقته ، العفيف الورع رجعت بي الذكرى الى يوم كنا وهو ولعلكم تذكرون في بستاني الصغير في جزع الصدقة ، وجاءنا نعي المرحوم الشيخ خليل احمد شارح ابي داود وكان في يدي كتاب المستطرف من كل علم مستظرف ولم تكن عندنا اوراق فتناول مني الكتاب ولم يجد فيه بياضا يكتب فيه سوى باطن غلافته اليمنى ، فرسم عليها ما أملته قريحته ، في رثاء العالم الجليل وكان مطلع قصيدة مشجرة كان فيها التشجير على عدد حروف " الشيخ خليل أحمد " وأذكر منها " وقد فقدت كتاب المستطرف " منذ ذلك الحين ما يلي :

العلم يبكي شجوه وينوح

والدمع في خد الزمان سفوح

لم لا وقد فقد الذي بوجوده

شخص الجهالة في الورى مذبوح

شخص تود الزاهرات لوانها

تفديه بالأنداء وهي تفوح

ومع اسفي لم اتخذ سجلا لمذكراتي غير ذاكرتي ، وقد مضى نحو من اربعين عاما على هذه الذكريات التي لا يزال اثرها عالقا في ذهني الى اليوم .

اكرر استرحامي للطيف الخبير الرؤوف الرحيم ان يرحمه ويعطر ثراه بوابل غيث من الرحمة والمرضوان وان يلحقنا به غير خزايا ولا ندامى ولا مفتونين

وبالمناسبة اذكر عن زهد مولاي الشيخ محمد الطيب الانصاري رحمه الله فاستذكر واقعة في أيام الطلب ، كان الدرس في " ابن عقيل وفيما إذا تكررت ( لا ) وكان الدرس عندي في منتهى الصعوبة . . واذا باحد اهل

الهند يشق الحلقة ويتقدم الى فضيلته رحمه الله ويجلس بين يديه ويقدم له هدية نقدية كانت من الريالات الفضية المجيدية وقبل القادم يدي الشيخ وانصرف ، ولم يقم رحمه الله تعالى حتى وزعها كلها علينا نحن الحضور ولم يبق لديه شيئا منها .

رحم الله مولاي الشيخ الطيب الانصاري رحمة الطيبين الابرار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

المدينة

فرحة . . ورجاء . . وتهنئة . .

تمر الساعة واليوم ، وكذا الشهر والسنة بقدرة الهية عظيمة وحكمة ربانية فريدة وليس يقدر من على البسيطة تغيير اتجاهها او مجراها وانما يقدر عنى ذلك موجد هذا الكون ومن فيه وما فيه ، جلت قدرته وتعالت عظمته . ومن هذه المسيرة الخيرة تتولد لنا العظة وتنبع الحكمة وترتسم الابتسامة وهكذا دواليك

وحري بنا - ونحن نستقبل عامنا الهجرى الجديد ١٣٨٨ الذي نتطلع فيه الى غد مشرق كريم حافل بالخير والتقدم في شتى مضامير الحياة العامة - حري بنا نستفيد من الزمن الماضي ، للزمن الحاضر وان نبتهل الى المولى القدير مع اشراقة هذا العام الجديد بقلوب عامرة بالايمان والتفاؤل راجين منه جل وعلا ان يجعل من قدوم هذا العام على الامة العربية والاسلامية في شتى بقاع الارض عيدا وتوحيدا للكلمة ، وجمعا لشتات الشمل ونصرا مبينا لقضايا العروبة والاسلام وتخليصا لقدسنا الشريف من ايدي البغاة المعتدين ، انه على كل شئ قدير . وان يديم علينا وعلى بلادنا وامتنا ما نرفل فيه من

أمن ورخاء واستقرار . قلما يوجد له نظير في بلد من بلدان العالم اليوم : وان يوفقنا جميعا للسير قدما نحو الكمال والعزة بقيادة الملك الصالح والباني المشيد فيصل ابن عبد العزيز ، أيده الله بنصره آمين

ولا أنسى في ختام هذه العجالة ان اهنئ هذه المجلة وهي ضاعدة سلم عامها الرابع والثلاثين من عمرها المديد ان شاء الله في خدمة هذه البلاد في الحقل الادبي باخلاص وتفان وقد اوجدت مركزا مرموقا لادب وادباء هذه البلاد ، وكانت بحق سوقا للعلوم والاداب وحديقة غناء للشعر والشعراء

" المنهل" في عامه الرابع والثلاثين

في هذا اليوم تطل مجلة المنهل الغراء ، على دورة الزمن من جديد وتستقبل عاما مباركا من اعوام حياتها الطويلة الحافلة بالجهاد ، المليئة بالمواد الزاخرة ، وقد ودعت بالامس عاما ، حافلا بشتى الجهود الثقافية والأدبية والدينية ، التى قامت بها واليوم تشرف على عام آخر مشرق بالامل ولن ننسى - نحن قراءها - ما اتحفتنا به من ثمار ادبية جسيمة . وخاصة فيما أصدرته من اعداد ممتازة ضخمة في طبعات أنيقة . مع احتواء كل عدد على الموضوعات الشائقة والأساليب الرائعة . . كل ذلك في سبيل توعية اقطار الامة العربية واعداد الغذاء الجيد لكى يسمى القارىء أفكاره .

وان المقارنة بين ما كانت عليه حالة المجلة بالامس الماضي وما هى عليه اليوم من تقدم ملموس - تجعلنا نؤمن بان مجلة

المنهل اليوم اصبحت في تطور كبير فهي اليوم تصدر في حجم ضخم وشكل جذاب وموضوعات منوعة مفيدة . وهي تجول في شتى الابحاث القيمة ذات الاثر الفعال باقلام شتى الكتاب والشعراء والعلماءوه وهي في الوقت نفسه مرجع يحوي كل مفيد لمن يرغب في الاستفادة او بمعنى آخر انها غذاء حيوى للأفكار . هذا وبالقاء نظرة عاجلة على مجلة المنهل اليوم نراها وقد اصبحت مجلة شبه عالمية لانها تسير بخطى واسعة وقد تعد من كبريات المجلات التى تصدر مثيلاتها في سائر الاقطار العربية الاخرى ، موضوعا وشكلا . وان كل ذلك المجهود الادبي هو من نشاط الاستاذ صاحب المنهل " عبد القدوس الانصاري " الذي ضحى وما زال يضحى بالغالي وبالرخيص من وقته متفانيا في ذلك لكي تظهر المجلة في المظهر اللائق بها ، جذابة في مطلع كل شهر قمري اذ تخرج لنا اعدادها فى حلل باهية زاهية وفي الوان جذابة ، وبذلك فقد كثر الطلب عليها كما يلاحظ ذلك من رسائل القراء المستمرة التى تطلب المجلة بالحاح متواصل ومعنى هذا انها اضحت مرموقة في البيئات العالمية فقد تهافت عليها القراء اذن ، وهذا دليل واضح على انها مجلة ذات اهمية بالغة ، وقد وجد هؤلاء الطالبون بها مآربهم في تغذية أفكارهم منها ففضلوا مطالعتها على غيرها ، ولاجل ذلك فهم يلحون في اقتنائها ولاسيما تلك الاعداد الممتازة التي تصدرها رئاسة تحريرها من حين لآخر

وان دلت على شئ كل هذه المزايا التى أحرزها المنهل ، في عهد " الفيصل " المشرق فهو اننا نسير مع ركب الحضارة قدما . فالى الامام على الدوام والله ولى التوفيق

مكة ر . س

اشترك في نشرتنا البريدية