رسالة من المغرب العربى
مجلة "المنهل" ستتبوأ مكان الصدارة كأختها مجلة "الرسالة"
سعادة الاخ الكريم الشيخ أحمد بن ابراهيم الغزاوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني أن أرسل لسعادتكم كتابي هذا من وطنى المغرب الأقصى ومن مدينة الدار البيضاء المطلة بجمالها على المحيط الاطلسى الذى أصبح بحر الاضواء بعد أن كان قديما بحر الظلمات التى بددها جلالة الحسن الثاني المواطن الاول والأب والأخ لكل مغربى فهو بحق ملك وزعيم متطور للعلا يتبعة شعبه دون جلبة أو دعاية ، والقافلة تسير فى هدوء تطوى الارض طيا نحو أفق بعيد المرمى لمستقبل قريب وفي اطار اسلامى عربى عريق.
مجلة المنهل جزاها الله عن العرب كل خير تروى ظمأنا هنا في المغرب العربى فهي وشيكة أن تتبوأ مكان الصدارة كأختها مجلة الرسالة للزيات ، تفيض علما وأدبا وتجمع شتات أفكارنا جميعا ، فكل ما يدور فى أحلام العرب سواء هنا أم هناك يتصل بنفس الهدف ، وزاوية النظر للفكرة والتذوق الأدبي شرقا وغربا يتصل بالقاعدة وان تعددت الفروع للدوحة فأصلها ثابت وفروعها في السماء تحنو علينا جميعا ظلا لظل الله ولغة الرحمن وأهل الجنة فالضامن بيان القرآن الحكيم.
شذرات الذهب بقلمكم المكين أطال الله لنا في حياتكم موسوعة تاريخية وتوجيه
لحاضرنا المستمد من ماضينا ، باب هو من صميم ما يعتز به المغاربة شعبنا المؤرخ الذى يحاصر الأحداث ولا يفلتها أبدا بالتدوين والاعادة والاستذكار من جيل لجيل ، وأصبحت فيه ظاهرة وهواية وتأصلت في طباعته لتصل بينه وبين القاعدة للوطن الام وجسر الرابطة الاسلامية كالشمس وتوابعها تمدهم بالحياة فى فلكها بجاذبيتها القوية وقد يتوهم أى بلد عربي انه في غير هذا الموضع ، مهما بلغ ، ولن أبالغ اذا قلت أى بلد اسلامي فالكل أبناء تابعون للاصل ، يشرفهم أن يستلهموا الواقع التاريخي من منابعه الاصيلة ، ريان الندى ، عاطر الشذى من لوح قلمكم اذ لم تجف بعد ، الصحف ولم تطو السجلات ولم ترفع الاقلام.
أبا التاريخ دمت ذخرا ، وزودت عمرا من أعمارنا كلنا ، وفديتك بنفسى وتفديك روحي كما تفدى القلوب قلوب حاليا في جراحتها الحديثة على أيدى نطس الجراحين ، ويخلق الله ما لا تعلمون .
وفقني الله واياكم ، والله ولى التوفيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
( المنهل ) هذه الرسالة المرسلة من الاستاذ حسن حامد ابو زيد ، انشرتها جريدة المدينة المنورة فى عددها
الصادر فى يوم ٢٧ جمادى الآخرة ١٢٨٨ ه وعنها نقلناها هنا ونشكر للاستاذ المفضال حسن حامد ابو زيد ، شعوره الفياض حيال المنهل وشذرات الذهب ونسأل الله ان يحقق الآمال وان يوفق الجميع لما فيه خير العرب والمسلمين اجمعين .
رسالة من اتحاد الطلبه المسلمين في اسبانيا
المكرم الاخ رئيس التحرير عبد القدوس الانصارى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، والصلاة والسلام على رسول الله محمد المبعوث رحمة للعالمين . . وبعد ،
يكتب اليكم من مدريد أخوكم فى الله محمد حسين دعنا المفوض العام للشؤون الثقافية لاتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا ، والذى - أى الاتحاد - يتربع على ستة فروع في ست مدن اسبانية وهى : مدريد ، غرناطة ، فالينسيا ، قادش ، سلامتكا ، تراغوثا .
بالاسبانية Madrid , Granada , Valencia , Cadiz , Salamanca , Zaragoza .
ويتكون من : * المشرف العام للاتحاد * هيئة الاتحاد العليا * الجمعية العمومية للاتحاد * ستة مراكز فرعية بهيئاتها الست الفرعية .
الجمعية العمومية الفرعية لكل فرغ ومن أعماله وأهدافه الاستقامة على أمر الله ، ومد الشباب المسلم بالروح الدينية التى تعينه على الصمود ضد هذا الخضم المتلاطم من عربدة هذا العصر ، ونيران فجوره المتأججة في كل بيت وفي كل شارع .
لذا فاننا نفتح لكم باب العطف علينا للمساعدة في تكوين مكتبة اتحادنا الناشئ في فروعه الستة المنتشرة بين طلابنا المسلمين المتعطشين لفهم دينهم وأفكار مجتهديه من الرجال وجهابذة التاريخ
ونحن لا يسعنا الا أن ندعو الله مخلصين أن يمدكم من عونه انه نعم المولى ونعم النصير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مدريد
( المنهل ) على عنوانكم ارسلنا بالبريد الجوي مجموعة السنة الاخيرة من مجلة المنهل وبعض كتب سعودية اعلامية من وزارة الاعلام وبعض كتب هادفة الى الاصلاح الدينى والثقافي والادبى والفكرى وهى هدية من مجلة المنهل الى اتحاد الطلبة المسلمين فى مدريد .
تعقيب
أخى العزيز الاستاذ عبد القدوس الانصارى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . وبعد ، فقد قرأت في عدد جمادى الاولى سنة ٨٨ من مجلة المنهل فى باب مباحث لغوية ، بحثا شيقا لسيادتكم حول اسم ( فيفاء ) الجبل المعروف في مدينة جازان جاء فيه قولكم : ان الاستاذ المؤرخ محمد أحمد عيسى العقيلي ذكر ان أقدم ما عثر عليه عنه ما ورد في العقيق اليماني في حوادث عام ١٠٣٥ ، وانكم راجعتم فى معجم البلدان لياقوت الحموى ، فاذا به لم يذكر هذا الجبل في مادة فيفاء ، وكذلك فى لسان العرب : واذا به كذلك ومن هذا كله يمكن أن ندرك حدوث هذا الاسم أو حدوث تحريف له حوله الى هذه الصيغة ، ولا يمكن انه كان موجودا بهذا الاسم ومجهولا لدى المؤرخين
واللغويين القدامى . ثم انتقلتم سيادتكم الى وصف الشاعر على حسين الفيفائى صاحب أجراس لنفسه بالفيفي . . فذكرتم انه ان يكن في أسماء جبل فيفاء لديهم (فيف) ، فهذا الوصف صحيح ، وان يكن الاسم هو (فيفاء) أو (فيفا) فلا يصح حذف الالف والهمزة في النسبة الى فيفاء الجبل .
ومع شكرى وتقديرى لبحوثكم القيمة وتحقيقاتكم المفيدة واعترافي بقصور باعى وقلة اطلاعى الا انه يسرنى أن أدلى بدلوى فى الموضوع بهذا التعقيب تتميما للفائدة ولفت نظر لسيادتكم :
أولا - ان ياقوت الحموى قد أورد اسم فيفاء في مادة (صماد) وصماد هذا هو اسم جبل لبنى الغازى يحد فيفاء من جهة الشمال معروف بهذا الاسم الى الآن ، وأنشد أبياتا لأبى عمرو الشيبانى المتوفي سنة ٢٤٠ ه يقول فيها :
والله لو كنتم بأعلى تلعة
من روس (فيفا) أو رؤوس (صماد)
لسمعتم من ثم وقع سيوفنا
ضربا بكل مهند جماد
والله لا يرعى قبيل بعدنا
خضر الرمادة آمنا برشاد
ومن هذه الأبيات يظهر لسيادتكم ان اسم فيفا قديم ومعروف وانه لم يطرأ عليه أى تحريف .
ثانيا - جاء في ألفية ابن مالك في باب النسب فى حذف الياء وتاء التأنيث وألف التأنيث من آخر الاسم المنسوب قوله :
ومثله مما حواه احذف وتا
تأنيث أو مدته لا تثبتا
وان تكن تربع ذا ثان سكن
فقلبها واوا وحذفها حسن
قال ابن عقيل فى شرحها : ومثل تاء
التأنيث في وجوب الحذف للنسب ألف التأنيث المقصورة اذا كانت خامسة فصاعدا كحبارى وحبارى أو رابعة متحركا ثانى ما هى فيه كجمزى ، وان كانت رابعة ساكنا ثانى ما هى فيه كحبلى ، جاز فيها وجهان : أحدهما الحذف وهو المختار فتقول حبلى . والثانى قلبها واوا فتقول حبلوى اهـ
ومن هذا يظهر لسيادتكم صحة النسبة الى فيفا بألف التأنيث المقصورة بعد حذف الالف ، وان ذلك هو المختار فيقال : فيفى ، أو تقلب واوا فيقال فيفوى ، والى فيفاء بألف التأنيث الممدودة فيفائى وفيفاوى . . والله تعالى أعلم .
(المنهل) : نشكر لكم بحتكم العلمي المركز ، وما اشرتم اليه من ورود اسم (فيفاء) الجبل المعروف قرب جازان بمعجم ياقوت الحموى في مادة (صماد) . .
وقد راجعنا ما جاء في " معجم البلدان " . . فوجدناه ينص على ما يلى : (صماد جبل) انشد ابو عمرو الشيباني :
والله لو كنتم باعلى تلعة
من روس فيفا أو رؤوس صماد
لسمعتمو من ثم وقع سيوفنا
ضربا ، بكل مهند جماد
والله لا يرعى قبيل بعدنا
خضر الرمادة آمنا برشاد
الرمادة : من بلاد بني تميم ذكرت في موضعها ، ( ص ٤١٦ م ٣ طبعة تيران ) .
وحينما راجعنا مادة (الرمادة) ( في ص ٨١٣ م ٢ من نفس الطبعة ) - وجدناه يذكر انها تطلق على عدة مواضع ، منها ( موضع في شق بني تميم ) واضاف الى هذا قوله : (او لعلها في طريق البصرة) . وقال الحفصى : (الرمادة من قرى امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم باليمامة ذات الخيل) . وبهذا اعطانا تعريفا محددا لرمادة بني تميم وموقعها في اليمامة . . ولكنه في
مستهل نفس المادة ذكر ما نصه : ( الرمادة واشتقاقه معروف . وهي في عدة مواضع منها رمادة اليمن ، ينسب اليها ابو بكر احمد بن منصور الرمادى صاحب (١) عبد الرزاق ، وابا داود الطيالسي روى عنه عبدالله البغوي وابن صاعد ، رحل الى الشام والعراق والحجاز ، وكان ثقة توفي سنة ٣٦٥ عن ٨٣ سنة ) .
وعلى ضوء ما ذكرتم من أن صمادا جبل لبني الغازى يحد فيفاء من جهة الشمال معروف بهذا الاسم الى الآن . . فاني ارجح ان الشاعر لم يقصد ومادة تميم كما يراه ياقوت الحموى ، لبعدها عن جبل صماد وفيفاء ، وانما قصد رمادة فيفاء التى اشرتم اليها والحافظ حجة على من لم يحفظ .
بقي ما اشرتم اليه من الناحية النحوية في النسبة الى (فيفاء) هذه التى ذكرها الشاعر ولم يتنبه لها ياقوت الحموى في معجمه فلم يوردها في مادة (فيفاء) على انها في الجنوب . وانما أوردها على أنها في أماكن اخرى غير الجنوب كما أوردها غيره من المراجع قديما وحديثا .
وهذه الناحية التي اشراتم اليها اكتفي بإيراد النصوص التالية عنها . . فيما يتعلق بالنسب الى (فيفاء) الممدودة كما وردت في المراجع على أنها اسم لموضع . . فنقول :
اولا - ورد في (الكتاب) لسيبويه ما نصه : ( هذا باب . الاضافة - أى النسب - الى كل اسم ممدود لا يدخله التنوين ، كثير العدد كان أو قليله . . فالاضافة اليه ان لا يحذف منه شئ ، وتبدل الواو مكان الهمزة ليفرق بينه وبين النون الذي هو من نفس الحرف وما جعل بمنزلته وذلك قولك في زكريا : زكرياوى ، وبروكاء : بروكاوى ) - م ٢ ص ٧٩ مطبعة بولاق بمصر ١٣١٧ ه -
ثانيا ورد في شرح ابن عقيل على الفية ابن مالك ما نصه :
وهمز ذى مد ينال في النسب
ما كان في تثنية له انتسب
قال ابن عقيل في شرح هذا البيت من الألفية :
" حكم همزة الممدود في النسب كحكمها في التثنية . فان كانت زائدة للتأنيث قلبت واوا نحو " حمراوى " في حمراء ، أو زائدة للالحاق كبلهاء ، أو بدلا من اصل نحو كساء فوجهان : التصحيح نحو علبائى وكسائى ، والقلب نحو علباوى وكساوى ، أو اصلا فالتصحيح لا غير نحو قرائى في قراء . " ص ٤٩٩ و ٥٠٠ ، م ٢ - طبعة مصر .
ثالثا ورد في " اوضح المسالك الى الفية ابن مالك " لابن هشام الانصارى ما نصه : " مسالة : اجمعوا على جواز قصر الممدود المضرورة كقوله :
لا بد من صنعا وان طال السفر
وقوله :
وأهل الوفا من حادث وقديم "
- ص ٢٤٣ و ٢٤٤ ج ٣ طبعة بيروت - وعلى هذا يقاس قول أبي عمرو الشيباني :
والله لو كنتم باعلى تلعة
من روس (فيفا ) أو رؤوس صماد
اذ قصر (فيفاء) اسم الجبل وهي ممدودة لضرورة الشعر كما هو معلوم .
بقى ان نشير بناء على القواعد المذكورة آنفا إلى انه يصح ان ينسب الى ( فيفاء ) : الجبل الممدودة بأن يقال ايضا : ( فيفاوى ) . . اللهم الا اذا اعتبرت الهمزة أصلية في (فيفاء) لأن اسم الجبل هذا مستقل وليس مشتقات فيما يبدو من (الفيفاء) بمعنى (الصحراء) الجرداء التى تؤدى معناها (الفيفاء) فالجبل أخضر ناضر جدا ماهول بالسكان . . والجبل غير الصحراء لغة . وحينئذ فلا يصح في النسب اليه الا (فيفائى) مثل (قراء) وقرائي ، كما اوضحه " ابن عقيل في شرحه للالفية المذكور آنفا . والله اعلم .
رسالة من وفدنا بمؤتمر الاسعاف الدولى بجنيف
اخي فضيلة الاستاذ عبد القدوس الانصاري بعد التحية :
لقد كان سفرنا من لدنكم مفاجئا وقد لا تعلم اننا بتناليلة فى جدة ولكن فى الهلال الاحمر . . ولكن من دون اسعاف ولكن ضيافة ! ! حيث فاتتنا الطيارة . . لان الموعد اختلف فبدلا من اننا ظننا ان السفر ليلا في الساعة الثانية كان السفر فى الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت الزوالى ومع هذا فقد فاتتنا الطيارة لاننا لم نكن على استعداد ولما كنا حاسبنا الفندق فقد حصل ما ذكرنا . . بقينا فى بيروت ليلة وفى صباح الاحد سافرنا الى جنيف وبعد أربع ساعات متواصلة حططنا الرحال فيها . . وكان الوقت عصرا . . والجو صحوا . . ولعل حظنا كان كبيرا في ذلك ففي اليوم الثالث بعد وصولنا استمرت الامطار ليل نهار ولكنها هادئة . . ونرى فى الليل بروقا ونسمع رعودا ولكنها ايضا هادئة . الاستاذ عبد الغني آشى بحكم اسفاره خبير بالفنادق ، وعارف بأحوال سويسرا عموما . . اختار فندقا جميلا يقع فى وسط المدينة تقريبا . . للغرفة الواحدة اجرة لا تقل عن ٣٥ فرنكا اى ما يعادل اربعين ريالا هذه الغرفة يتوافر فيها عدة أمور . . حمام مستقل ومطبخ مجهز بكل وسائله : مغسلة . ماء ساخن وبارد . أوانى المطبخ كاملة ، فرن كهرباء ، للطبخ . . وبهذا وفرنا على أنفسنا كل شئ ، ويتجلى حينئذ مبلغ الاعتماد على النفس والقدرة على خدمة الانسان نفسه . . وقد أكون فيها - ولا شك - من الناجحين لانني تدربت عليها فى مطلع حياتى . . ولم انس
فى المناسبات تلك الليالى والايام التى قضيتها فى حياتى الاولى مكافحا مجاهدا معتمدا على نفسى وذلك من دعائم العيش الرغيد والحياة الكريمة وكل امرئ لا يعتمد على نفسه ولا يكون قادرا على خدمة نفسه اذا لزم الامر فلن يكون فى حياته سعيدا وانما سيكون عالة على غيره وآلة صماء يديرها الآخرون . . وكانت هذه الرحلة هى الاولى التى اعتمد فيها على نفسى لان رحلاتى كلها فى السابق اكون معتمدا فيها . . اما على ابنائى الذين دربتهم على نفس المهمة . . أو على الغير الذين هم المسؤولون ونحن معهم . . الحجرة ايضا مجهزة تجهيزا جميلا ففيها سريران وطاولة للاكل ذات اربعة كراسى والخدمة والتنظيف مستمران في اليوم والليلة مرتين .
بدأنا في الغد لاحتلال مقاعدنا وكنا ثلاثة عبد الغني آشى الرئيس للوفد وانا عضو والثالث مترجمنا . . الجلسات تبدأ فى الساعة التاسعة صباحا وتنتهى فى الساعة الواحدة . . وتبدأ فى الساعة الثالثة والنصف مساء وتنتهى فى الساعة السادسة . . وتبحث فيما سيعرض على المؤتمر الذى سيبدأ يوم ٤-٩-١٩٦٨ لان الايام التى سبقت يوم ٤-٩ هى لبحث جدول الاعمال المتكون من ١٩ مادة . . ويعلق عليها الاعضاء المؤتمرون وتسجل هذه التعليقات وربما يحذف من هذه المواد فقرات وتحذف مادة كاملة لئلا يصل الى المؤتمر الا ما كان مدسوسا موافقا عليه . .
هذه الجلسات التمهيدية درست وناقشت كثيرا من هذه المواد ولا سيما ما يختص بالاسعافات الأولية وأعمال الجمعيات وكيفية الطرق الاسعافية . . والاسعافات ليست متكونة من الجمعيات فقط وليست هى الهلال
الاحمر بوسائله الانسانية فقط وانما الاسعافات فنية وأولية . . فالفنية قد تكون بالطائرات الحوامة " الهيلوكبتر " فى حالات الزلازل والكوارث والحوادث الناجمة : من الحروب والاصطدامات بين دولة وأخرى التى ينجم عنها لاجئون يحتاجون الى ايواء واسكان وعلاج واسعاف . . وأولية كأدخال التوجيه والتربية لسكان البيت أما وأبا وأبناء وبنات ليعالجوا الحالات الأولية كاندلاق ماء حار واشتعال البوتكاز وأخذ دواء خطأ وغير ذلك . . وركز المؤتمرون ان على الشباب أن يكون ملما بهذه الاسعافات وخاصة الأولية وتطرق الأعضاء لذلك وبحثوه من جميع النواحي وتحدثت كل دولة عن أعمالها فى بلادها وعن خطواتها نحو شبابها وأكثر المتحدثين انكلترا وفرنسا وألمانيا الشرقية وأمريكا وهولندا وهنغاريا ولكن تكلم أيضا مندوبون من نيجيريا وتونس وتركيا وكثيرون . .
ركز المؤتمرون أيضا على الشباب وضرورة توجيهه واشغال فراغه فيما بين السن ١٢ الى ٢٥ وهى السن الخطرة التى إذا تجاوزها الشاب مثقفا مهذبا ملما بالاسعافات الضرورية - يكون قادرا على ادارة بيته وخدمة مجتمعه وتربية أولاده . .
وركز المؤتمرون على الجمعيات وانها قادرة كل القدرة على التوجيه والرعاية . . كما نظروا جديا في الكشافة التى تدرب الشباب على النشاط والحيوية والخدمات الانسانية .
وبلادنا - كما نعلم - خطت فى هذا المجال خطوات فسيحة ، والكشافة في كل بلد ومدينة . . ولكننا نريد اننا في هذه المؤتمرات نبدى ونتحدث عن نشاطنا .
وبعد هذه المناقشة سينتهي في هذا اليوم ابداء الآراء من المؤتمرين والأعضاء الحاضرين
من أكثر من ثلاثين دولة حول المادة ال ١٩ لتكون جاهزة أمام المؤتمر الذي سينعقد فى الرابطة يوم ٤-٩ .
وقبل أن أختم رسالتى الشخصية للاستاذ الجليل أريد أن أعطيك لمحة عن المواصلات والمطاعم والمتاجر . . فهى تفتح صباحا فى وقت معين وتنتهى مساء في وقت معين ولا يمكن أن تجد بعد الساعة السادسة متجرا مفتوحا . . ولا قبل الثامنة صباحا .
أما التاكسيات فالمشوار الواحد فى وسط المدينة يكلفك ما لا يقل عن ٥-٦ فرنكات أى ما يعادل سبعة الى ثمانية ريالات . . مع نصف فرنك " حلوانا " على الاقل . . والمطاعم العادية والمتوسطة لا تقل الوجبة عن ٨ الى ١٠ ريالات مع فرنك على الاقل " حلوانا " . . لان هذا " الحلوان " : البخشيش ضرورى جدا . . الناس مؤدبون جدا . . بحيرة جنيف جميلة جدا ترى مساء والناس يسيرون حولها وهى هادئة فلا حركة فيها ولا نشاط ما عدا النافورة العالية التى تنبثق في وسطها فترتفع عاليا ترى من مسافات شاسعة وترى في الطيارة . .
وجنيف محاطة من أكثر أجزائها بفرنسا وليس لها الا طريق واحد الى بيرن العاصمة سويسرا . .
البوليس لا تراه الا واقفا وكأنه لا وجود له الان النظام مستتب ولم نر منذ وصولنا حادثة واحدة . . السائق دائما باش وهادىء ومؤدب يفتح لك باب السيارة قبل وبعد الخروج ولا يمد يده للحلوان ، ولكن حقه معروف . .
مكانتنا في المؤتمر شريفة والمملكة العربية السعودية لها قيمة معنوية عند جميع الوفود
. . تحدثنا مع كثير من الوفود . . ومنها فيتنام الجنوبية وكوريا الجنوبية وغيرهما من الدول التى ليست بيننا وبينها رابطة تمثيل . . انهم قوم لطاف . . اغلب العاملين فى الرابطة نساء واغلب العاملات فى الحقل الرئاسى من النساء الاوانس ولكنهن فى المرحلة النهائية من العمر فالشيب قد غطى رؤوسهن بل لم يبق على شعرة واحدة سوداء . أما كونهن اوانس فلا نصرافهن لخدمتهن الاجتماعية والسير الى تحقيق المبدأ الذي آمن به وعشن من الجله فحققنه بجدارة . . والوفود جميعها كلهم من ذوى السن الكبير والمقام الجليل فى بلادهم فتجد أغلبهم كان وزيرا أو كان وكيلا لوزارة أو كان عاملا فى حقل مهم فى بلاده . . ولم أر وفودا صغار السن الا وفد توجو ولا شك انه متعلم جدير بهذه المهمة الانسانية التى يقوم بها فلى هذا المؤتمر . .
. . المؤتمر سأتحدث عنه لك بصفة خاصة فى رسالة قادمة . . والى لقاء عاجل وتحية لك وتقديرا واحتراما .
ملحوظات :
١- اتمنى لو ان رعاية الشباب فى وزارة المعارف حضرت هذا المؤتمر ومثلها احد المسؤولين اليها ففيها ما سيكون ولا شك زادا لهذه الدائرة ولكن التمثيل لا أريد أن يكون الا من جانب شخص قدير ملم بوسائل الشباب والجمعيات .
٢ - رعاية الشباب في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أرى ان يكون منها مندوب فى هذا المؤتمر لانه يخطط لهذه الرعاية ويسمع فيه خلاصة ما يكون في شعوب هذه الدول الممثلة لبلادها في هذه الرابطة من تنظيمات فى وسائل التربية والاسعافات الاولية والفنية والتوجيهات الهادفة .
٣ - وسائل الاعلام مهمة بالنسبة لرعاية الشباب كالتسجيلات والتمثيليات والاحاديث التى تبرز على شاشة التلفزيونات والاذاعة لتنور البلاد وتعطي الشباب مجالا لاستغلال كفاءاتهم وتنمية مداركهم ليستغلوا الفراغ .
٤ - المدرسة ليست كل شئ فى تربية الشاب وتغذية افكاره وتهذيبه ولكن المهم فى هذا ، البيت والبيئة . والمدرسة تبني على هذين شابا مهذبا خليقا وهذا ما طرقته الاحاديث والآراء فى هذا المؤتمر من هؤلاء المؤتمرين .
٥ - من الممكن أن يجعل العضو الذكر لبلد ما من نفسه سفيرا فيخلق صداقة تتصل من قريب ومن بعيد لبلاده وتجلب لها المنفعة ويتخذ من دولة ما كانت فيما مضى عدوة قد يتخذ منها صديقة اذا كان لبقا وذكيا ومحبا لبلاده بل ومن الممكن جدا وبكل سهولة أن يكون اغلب الاعضاء محبين لدولته عن طريق هذا العضو . . بل ويصوتون معه بكل سهولة ويسر . . ان مثل هذه المؤتمرات مكان ملائم وميدان صالح لاجتذاب الدول الى الدولة التى يمثلها مثل هؤلاء المواطنين المخلصين .
٦ - الاحظ ان الوفود يحافظون على حضور الجلسات ولا تفوتهم جلسة واحدة .
٧ - ان العضو والوفد الذي لا يغيب عن الجلسات هو كالدارس الذى لا يفوته درس واحد فى فصله فهو لا شك سينجح ويدرك درجة عالية وسيكون من الممتازين وكذلك العضو المواظب على حضور هذه الجلسات سلم بكل ما فيها وسيكون فى النهاية ناجحا فى حفظ ما دار في الجلسات لينقلها الى بلاده . . ان المؤتمرات مدرسة للكبار والمسؤولين كما ان المدارس للتلاميذ والدارسين . .
٨ - لا افضل أن يذهب العضو والوفد الا اذا كان معه مترجم قدير موثوق به ، لا ينطق عن نفسه وهواه ولكن ينطق عن رغبة الوفد ويتحدث عنه قلبا وقالبا .
٩ - الوفد الذى لا يواظب على حضور الجلسات لا يستفيد مطلقا ولا يخدم بلاده ولا يحافظ على مكانته . . ووفدنا من خيرة الوفود فى هذا المؤتمر فهو محبوب منظور اليه بعين الاحترام والتقدير لان حكومته حبيبة ومحبة للجميع . . ويحبها المؤتمرون لان مجالاتها الانسائية ومساعداتها للدول الاخرى معروفة فى كل المجالات الانسانية .
جنيف
حنان - لا حنين
فضيلة الشيخ عبد القدوس الانصارى الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد قرأت ما كتب فى مجلة المنهل فى حقل رسائل القراء وكان فيها كلمة عن حنين بدر كان مثير البحث عنها صاحب السعادة الشيخ احمد بن ابراهيم الغزاوى ، قرأت ما قاله الاستاذ مفرج السيد ، حول حنان وما تأوله فيها . وان كان الاخ مفرج السيد قد اشار الى اشياء فى بدر تطابق الواقع : الا ان ما يقوله السكان فى حنين نتج عن التحريف من كلمة " حنان " وهو الكئيب الرملي الواقع فى الشمال الغربى من منطقة بدر وعنده العدوة الدنيا " اى الاقرب الى المدينة " وهذه كتب السيرة تشهد لذلك يقول ابن اسحاق فى سيرة ابن هشام وهو يقص مسيرة الجيش النبوى فى محط بدر بنصه : " ثم انحط الى بلد يقال له الدبة وترك الحنان بيمين وهو كثيب عظيم كالجبل العظيم . والفت نظر الكاتب الاستاذ
مفرج السيد الى ان الحفر التى ضمنت اجداث المعتدين والتى عبر عنها بالقليب . ليست قليبا واحدا بل اكثر وليست عند وادى الخشبى ومقابر الشهداء ، لان المعركة الفاصلة كانت فى محل السوق القديمة من بدر وهناك مكان القلب وبطن الميدان الحربى ولا يسعني فى هذا المقال الصغير التوسع بما انتجه التحقيق والحاصل ان حنينا ليس فى بدر وانما الذى فى بدر هو الكثيب الحنان ، لحقه التحريف كما لحق سواه ، واقبلوا تحياتى .
المدينة المنورة
رسالة الى صديق
الى أخي وصديقى محمد تحية . .
لى أثر اللغط الدائر حول أدباء الشباب والشيوخ جرت مناقشة هذا الموضوع بين وزمرة من الاخوان كتبت بعدها هذه الكلمات ، اذا نظرنا للدور الذى يلعبه أدباء الشباب بهذه المرحلة من مراحل الأدب ، وما سبقهم به قادته وحاملو رايته ، التاركوه عرضة للفحات الهواء وحرارة الشمس ، لأثبتنا بالتأكد أن أدباء الشيوخ هم قادة السفينة وحاملو مشعل النهضة الادبية التى أضاءت ثم لولا الشباب النابه الذى تلقى المشعل الوضاء من شيوخ الادب المعاصرين لبقى مستقبل الادب مظلما وبدون ضياء ينير لنا جوانب الحياة والمستقبل المنشود لبقى أمل المستقبل بدون نور يضئ لهم مستقبلهم ،
أنا لآ أقف موقف المدافع عن كل الشباب - لأن هناك من يدافع عن الشباب العامل المفكر - ألا وهو الأثر الطيب الذى تركه بعضهم عالقا بأذهان الناس ، والأعمال القيمة
التى أخرجت ثمارها وبقيت عالقة على الألسن ، محفوظة بصدور الكثير مما يعطون الشباب العامل حقه ، ويقدرونه حق قدره .
فان كان المفكرون من الشباب بريب مما أقول فليتطلعوا الى ما حولهم وعن أيمانهم وشمائلهم . .
قاطعني أحدهم قائلا : ان الطريق يا أخي طويل وشاق أمام الشباب . . فواصلت حديثي وقلت له : ان طول الطريق ومشقته يحفزانهم للاقدام على العمل ومحاولة الاتقان حتى يبلغوا القمة .
هذا ولا يفوتني الاعتراف بأن أدباء الشباب ما هم الا مهتدون بهدى من سبقهم بهذا المضمار من الشيوخ الرائدين كما قلة آنفا فان احس الشباب فالفضل للأدباء الكبار الماهدين .
ولى كلمة أخيرة أحب أن أقولها لك وحدك يا أخي - هذا ما قلته لأخي وصديقي محمد - وكلمتى اليه هى : ان أيا من الشباب والشيوخ اذا لم ينتج ادبا قمينا بالمطالعة والتقدير من حيث الأسلوب والجزالة والأحكام - فما يلوكه وينشره في الصحف ، ليس بأدب وهو ليس بأديب . .
وكل من سار على الدرب وصل - والى الرسالة القادمة أستودعك الله .
قبيلة الحرث
وقبيلة الحرث هذه جزء من مقاطعة جازان وموقعها في جنوب المملكة ، ويحدها من الجهتين الجنوبية والشرقية : (اليمن) ، وتتكون من القبائل الآتية : المجارشة ، الهزاهيز ، الكعوب ، بنى شراحيل ، بني سلامه ، العلاوين ، أهل الغاوية ، الأخضوب . هذه هي القبائل الرئيسية وتتفرع كل قبيلة الى عدة فخوذ أشهرها موضح في كتاب تاريخ الخلاف السليماني للاستاذ العقيلي .
هذه القبيلة فى حاجة ماسة الى المدارس ، وفي عصرنا هذا من الله علينا بالشريعة الاسلامية تحت قيادة رائدنا الملك المفدى " فيصل بن عبد العزيز " ، ورغم نمو هذه القبيلة المتزايد في البنين والبنات لا تجد واحدا بالمائة (١ %) منهم يحسن القراءة والكتابة ، وبالأحرى من يحمل مؤهلا منهم ، وذلك بسبب حاجتها للمدارس ، فألفت نظر معالي وزير المعارف الشاب الهمام الشيخ حسن آل الشيخ الى تدارك هذه القبيلة بفتح مدارس ابتدائية حتى تتمكن من بناء مستقبلها السعيد ان شاء الله ،
فاهب يا معالي الوزير بآلاف الشباب وخذ بأيديهم ليدركوا الركب ويسيروا الى القمة وليصبحوا بناة المستقبل الزاهر ، ولعيشوا عيشا رغدا في بلادهم وخدما لدينهم ومليكهم ووطنهم .
والحقيقة الواضحة التى لا تقبل الشك هى حرص الدولة وقائدها العظيم على فتح المزيد من المدارس .
حفظ الله جلالة عاهلنا المفدى
الطائف - الشرطة
من قبيلة الحرث المجارشة
