في مقال لكاتبة عربية عرفت بكتاباتها الاجتماعية الواعية وبقدرتها على تحليل مشاكل الاسرة والبيت والعلاقات الانسانية بين أفراد الاسرة الواحدة ، وعرض هذه المشاكل باسلوب قوى واضح . تعرضت هذه الكاتبة لموضوع هام من موضوعات العلاقة الزوجية . ( فقد تحدثت عن نوع من الرجال لا يرى فى الزواج سوى وسيلة للحصول على أكبر قدر من الخدمة وتوفير اسباب الراحة التى يريدها بأرخص النفقات الممكنة فهو يرى فى الزوجة خادمة غير مأجورة مسخره لخدمته وخدمة بيته وأولاده والسهر على راحته والعناية التامة بشؤونه والقيام بكل متطلباته ورغباته ، مقابل ما يهيئه لها من سكن وما يوفره لها من طعام وشراب وكـــ أما أن يكون عليه واجبات أخرى تجاهها فهو يرفض الاعتراف بذلك . فطلباتها ان هى طلبته شيئا يعتبرها اسرافا وتبذير او رغبة منها في الظهور أمام الناس وشكواها ، ان شكت مما تجده من تعب وعناء فى أعمال المنزل أو تربية الاولاد ليس الا سخافة منها وثرثرة لا يحق لها أن تصدع بها رأسه ، ومرضها ان مرضت صنف من اصناف التدلل عليه ومحاولة صبيانية للفت نظره والحصول على عنايته ورعايته .
وهو يرى أن جميع شؤون البيت ومشاكله ومتاعب الاولاد وغير ذلك هى من اختصاص الزوجة وحدها عليها تحملها والقيام بها دون أن ترعى بها ودون ضجيج او شكوى أو تذمر والا فهى زوجة فاشلة لا تستطيع ادارة بيتها وتربية أولادها .
ومثل هذا الرجل غالبا ما تكون كلمته (( الطلاق )) الرهيبة القاسية جاهزة على طرف لسانه يستعملها لتهديد المرأة وارغامها على الخضوع وتحمل كل الاهانات بصبر وعدم فتح باب المناقشة معه أو مطالبته بحقوقها كاملة ، بل وكثيرا ما يلجأ الى استعمال الضرب لاخضاع الزوجة ومعاقبتها كلما تجرأت على اظهار شخصيتها أمامه ، أو كلما ارتكبت هفوة أو خالفت أمرا .. انه عند ذلك لا يتورع عن ضربها بكل قسوة ووحشية فيحطم فى نفسها كل شعور بالكرامة والعزة ويجعلها تشعر باحتقارها لنفسها خاصة حينما يفعل ذلك أمام أبنائها ، فيسقط هيبتها واحترامها من نفوسهم . واى احترام يبقى لها وهم يرونها تضرب أمام اعينهم وتعاقب على أخطائها بهذه الطريقة المؤلمة المزرية وكيف بعد ذلك يتقبلون منها النصح والارشاد أو يطيعون أوامرها ؟ أهناك شىء أقسى على المرأة من سقوط قيمتها أمام أبنائها ؟ )
هذا جزء من المقال اخترته لان فيه الكثير من الصدق والحقيقة فكثير من الزوجات يعانين من هذا الظلم الصارخ ويقاسين فى حياتهن الزوجية كل أنواع البؤس والذل وهن عاجزات عن رد هذا الظلم عنهن اما لخوفهن من الطلاق في حد ذاته والعودة الى بيوت ذويهن محطمات النفس كسيرات الخاطر واما لأنهن يخشين على أولادهن من التشرد ومعاناة قسوة الحياة بعيدين عن حنان الام وعطفها والتعرض لظلم زوجة اب قاسية كما يحدث كثيرا .
لقد فضل الله . الرجل على المرأة وجعله أعلى منها بدرجة لكى يحفظ للبيت استقراره فلا يكون هناك تنازع على السلطة او اختلاف على الرئاسة فى البيت لا لكى يجعل من الرجل حاكما قاسيا ظالما ومن المرأة مخلوقا ذليلا مظلوما لا يملك من أمره شيئا فالله تعالى لم يبح الظلم لاى انسان ولعل فى الآيات الكريمة التى تأمر بالاحسان الى المرأة وحسن معاشرتها خير دليل على ما للمرأة من حقوق وما على الزوج تجاهها من واجبات ومسؤوليات .
تعليق على الفقرة الاخيرة من الكلمة
قلت : من يمثل هذه الصفات من الرجال هم بلا شك أشباه الرجال ، والا فللمرأة حقوق وعليها مثل ما لها . ومن تجاوز ذلك من الطرفين فقد أخل بواجبه نحو الآخر ونهج نهجا معوجا وسيرة غير حميدة تتنافى مع الدين والخلق الكريم وحول حياته الزوجية الى جحيم لا يطاق ربما كانت عواقبه الافتراق

