الى تونس التى صمدت أمام الزوابع ، وقائدها الذى حقق لها النصر ارفع كلماتى هذه أ . م . ه .
حبيبتى ،
يا درة الشمال
يا زهرة ليس لها مثال
هذا الدلال ،
فى خاطرى كان وما يزال
أغرودة ، طربة الالحان
وصورة جردها الخيال
من كل وهم هكذا ، جردها الخيال
فصرت يا صغيرتى
حورية ، تختال فى الجنان
تبحث عن ملاكها . .
عن فارس الاحلام والشباب ،
عن الفتى الذى يحقق الرغاب
مغامر ليس له مثال
يهزأ ، بالظنون والمحال
يشده شوق الى النضال
يقتحم الاخطار والصعاب
بقلبه الوثاب
يبدد المجاهل الكبار والضباب ،
يخترق السراب
كالسهم فى الظلام ،
فى شفتيه دائما . . تراقص الانغام
الحانه ترن فى الشعاب
كانها تفيض من رباب
عازفه يحجبه المدى ،
ووقفت حورية الجنان ،
تصغى بشوق حالم : .
لا عذب الالحان
تموج فى مجاهل الزمان
وانتصبت كأنها تمثال . . بجماليون
تودع الاصيل . . . وشمسه انهكها الرحيل
فى هالة تشرق بالفتون ،
وشعرها تلهو به الرياح ،
وثغرها يبسم رغم قسوة الجراح
فالشوق فى عيونها
شبوبه الملهوب ، فى جفونها
حدا بادمع وادمع . غزار .
كأنها راهبة تعيش فى صلاة
قد عزفت حتى عن الحياة
لتلتقى . . الهها الجميل ،
فارسها الظليل . .
على صخور الشاطئ الجميل
لكن بقلبها العليل
شوق ملح صارخ . . يطول
وشمسها الحمراء فى افول
فى البحر . . قد أودى بها الافول .
وما تزال تسمع الرنين . .
وقلبها يغمره حنين . . .
الى لقاء فارس الاحلام ،
فهى التى عذبها الغرام . . والشوق ما يزال فى عيونها
والدمع فى انهمار . . من طول الانتظار
همت به جفونها ،
فؤادها صفق فى انتشاء
للموعد الطروب للقاء . . .
للامل الجذلان . . . للنساء
يا روعة المساء . . يحضنها . . كأنه سرير . .
والسندباد دائما . . فى الزورق الصغير
يحدو به القمر ومركب عذبه السفر ،
للشط . . للحلم الرطيب . . المزدهر
لغادة تنتظر . . اللقاء . .
لشعرها الذي تلهو به الرياح
لقلبها الذي تثيره الجراح
لكن سندباد عاد فى اعتداد . .
ليقلب السواد . . فى ليلة ظلامها مريع
نورا . كأنه . ربيع .
ليستنير . . بجماليون ، والضفاف . . بضوئه ، ذاك الذى . . القى أشعة خفاف
وارست . . القلوع . . على صخور الشاطئ الولوع
والليل والبحر المديد . . فى هجوع . . والقمر الطروب فى انتشاء . .
وحزم الضيا تداعب الصخور والرمال
بوشوشات الفرح الطروب
تلك التى . . تاقت لها قلوب . . بالامس فى عوالم الخيال
واليوم قد تحقق المحال
فسار سندباد فى انتشاء
كالعطر كالنسيم كالضياء
الى لقاء ربة الاحلام . . تلك التى عذبها الغرام . . والشوق والسهاد والهيام . .
وطول الانتظار . . وهو الذى طالت به الاسفار
وقطع البحار . . يحلم باللقاء والوصال . . حتى ولو فى عالم الخيال . .
واليوم قد تحقق المحال
واصبح الخيال . . فى عينه معجزة . . تنال
فضمها فى لهفة كبيرة
وقلبها ، يدفعه الضماء . . لترتوى من ثغر سندباد
من منبع الضياء . . شفاهها الصغيرة . .
ليستقر خصرها الرقيق . . . وقدها . . الانيق
وشعرها الذي لهت به الرياح
وقلبها الذي . . تذيبه جراح
فى حضن سندباد
لكى يغيب كلها
فى نشوة انتصار
فتغتدى . .
أضلاعه . . اوتار
وتبتدى
أنامل صغار
تعزف سنفونية اللقاء
تلك التى . . تاقت لها قلوب . . بالامس فى عوالم الخيال .
واليوم قد تحقق المحال
وجاء الانتصار
