الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "الفكر"

سمفونية بجماليون والسندباد

Share

الى تونس التى صمدت أمام الزوابع ، وقائدها الذى حقق لها النصر ارفع كلماتى هذه أ . م . ه .

حبيبتى ،

يا درة الشمال

يا زهرة ليس لها مثال

هذا الدلال ،

فى خاطرى كان وما يزال

أغرودة ، طربة الالحان

وصورة جردها الخيال

من كل وهم هكذا ، جردها الخيال

فصرت يا صغيرتى

حورية ، تختال فى الجنان

تبحث عن ملاكها . .

عن فارس الاحلام والشباب ،

عن الفتى الذى يحقق الرغاب

مغامر ليس له مثال

يهزأ ، بالظنون والمحال

يشده شوق الى النضال

يقتحم الاخطار والصعاب

بقلبه الوثاب

يبدد المجاهل الكبار والضباب ،

يخترق السراب

كالسهم فى الظلام ،

فى شفتيه دائما . . تراقص الانغام

الحانه ترن فى الشعاب

كانها تفيض من رباب

عازفه يحجبه المدى ،

ووقفت حورية الجنان ،

تصغى بشوق حالم : .

لا عذب الالحان

تموج فى مجاهل الزمان

وانتصبت كأنها تمثال . . بجماليون

تودع الاصيل . . . وشمسه انهكها الرحيل

فى هالة تشرق بالفتون ،

وشعرها تلهو به الرياح ،

وثغرها يبسم رغم قسوة الجراح

فالشوق فى عيونها

شبوبه الملهوب ، فى جفونها

حدا بادمع وادمع . غزار .

كأنها راهبة تعيش فى صلاة

قد عزفت حتى عن الحياة

لتلتقى . . الهها الجميل ،

فارسها الظليل . .

على صخور الشاطئ الجميل

لكن بقلبها العليل

شوق ملح صارخ . . يطول

وشمسها الحمراء فى افول

فى البحر . . قد أودى بها الافول .

وما تزال تسمع الرنين . .

وقلبها يغمره حنين . . .

الى لقاء فارس الاحلام ،

فهى التى عذبها الغرام . . والشوق ما يزال فى عيونها

والدمع فى انهمار . . من طول الانتظار

همت به جفونها ،

فؤادها صفق فى انتشاء

للموعد الطروب للقاء . . .

للامل الجذلان . . . للنساء

يا روعة المساء . . يحضنها . . كأنه سرير . .

والسندباد دائما . . فى الزورق الصغير

يحدو به القمر  ومركب عذبه السفر ،

للشط . . للحلم الرطيب . . المزدهر

لغادة تنتظر . . اللقاء . .

لشعرها الذي تلهو به الرياح

لقلبها الذي تثيره الجراح

لكن سندباد عاد فى اعتداد . .

ليقلب السواد . . فى ليلة ظلامها مريع

نورا . كأنه . ربيع .

ليستنير . . بجماليون ، والضفاف . . بضوئه ، ذاك الذى . . القى أشعة خفاف

وارست . . القلوع . . على صخور الشاطئ الولوع

والليل والبحر المديد . . فى هجوع . . والقمر الطروب فى انتشاء . .

وحزم الضيا تداعب الصخور والرمال

بوشوشات الفرح الطروب

تلك التى . . تاقت لها قلوب . . بالامس فى عوالم الخيال

واليوم قد تحقق المحال

فسار سندباد فى انتشاء

كالعطر كالنسيم كالضياء

الى لقاء ربة الاحلام . . تلك التى عذبها الغرام . . والشوق والسهاد والهيام . .

وطول الانتظار . . وهو الذى طالت به الاسفار

وقطع البحار . . يحلم باللقاء والوصال . . حتى ولو فى عالم الخيال . .

واليوم قد تحقق المحال

واصبح الخيال . . فى عينه معجزة . . تنال

فضمها فى لهفة كبيرة

وقلبها ، يدفعه الضماء . . لترتوى من ثغر سندباد

من منبع الضياء . . شفاهها الصغيرة . .

ليستقر خصرها الرقيق . . . وقدها . . الانيق

وشعرها الذي لهت به الرياح

وقلبها الذي . . تذيبه جراح

فى حضن سندباد

لكى يغيب كلها

فى نشوة انتصار

فتغتدى . .

أضلاعه . . اوتار

وتبتدى

أنامل صغار

تعزف سنفونية اللقاء

تلك التى . . تاقت لها قلوب . . بالامس فى عوالم الخيال .

واليوم قد تحقق المحال

وجاء الانتصار

اشترك في نشرتنا البريدية