نظر الشاعر من أوج سماه نظرة الهافى ، الى وادى الحياة
وثنى أجنحة الفكر لكى يهبط الوادى ويحيي فى رباه
ويصيد الأنس من سكانه حضرا كانوا هم او هم بداه
ويغذى السمع فى تحنانه بهدير البلبل المحيى صداه
ويسر النفس فى نبوتها بصبا نسماته الزاكي شذاه
ثملا بالعذب من أنهره جانيا من كرمه أشهي جناه
طائعا للحب فى أحكامه فى سمو وعفاف وتقاه
ويجيل العين في أنحائه فيرى ما يبهج العين رؤاه
من حياة غضة هادئة وشيت أكنافها كل رفاه
وصفاء وأخاه شامل واحتشام ليس يعروه سفاه
هكذا الشاعر قد خال الحياه سلما يرقي به صرح هناه
هكذا الشاعر قد خال الحياه جنة تنبو على كل شكاه
وهم الشاعر فيما ظنه إذ دنيا الناس ملأى بالاداه
ورنا الشاعر من شرفته لربى الوادى الذى خال نقاه
أتري الشاعر فى فكرته فقد الرشد ? واهواه هواه ?!
أم نري الشاعر فى مهبطه مستسرا حكمة فيها هداه ?!
انما الشاعر فى احلامه بشرا ينشد غنما بحداه !
فاذا اخطأه توفيقه بعض حين فبتقدير الاله
واذا حالفه توفيقه بعض حين فمن الشعرسناه
بعض حين فيتقدير الاله
بعض حين فمن الشعر سناه
اخطأه
حالة
توفيقه
توفيقه
جل حكم الله ! من حكمته أودع الشعر بصيصا من ضياه
يهتدى الشاعر فى ديجوره بسنا شعلته إن هوتاه
ويرى الشاعر فى كوته صفحات الكون من ثقب كواه
فاذا صوب اشعاعاته نحو أمر مبهم كانت جلاه
حكم الشاعر فى منطقه قاضى الشعر فاهداه قضاه
وجلا الامر له (( منظاره )) عندما صوبه نحو صواه
فاذا الوادى الذى قد خاله روضة غناء فيها مشتهاه
هو (( بركان )) لقد ثارت به سورة الطيش فاودت برماه
واذا قطانه فى جوفه طالما غشاهم سيل بلاه
فهم من عيشهم في نكد مستديم داؤه أعيى شفاه
وهم ، فى الخير ان فتشتهم نمر ، صالحهم ملء رياه
واذا البلبل في تغريده منذر بالشؤم فى مشجى غناه
وصبا الوادى سموم قائل مستطير من براكين ثراه
كل شئ فيك ياوادى الحياة مؤذن بالويل فى اقصى مداه
قفل الشاعر من رحلته بعدما استيأس من سعدرجاه
واعتلا فى جوه ذاوجل من لهيب النار ان يغز وحماه
ثم التى نظرة سهمة جمعت فى طيها كل اساه
ورمى من فمه فى حسرة حكمة سجل فيها ما ارتآه :
(( انما تحيون فى دنيا كم فوق بركان قد استشرى لظاه ))
المدينة المنورة
