لهذا اليوم خبأت الدموعا فيا قوم اعذروا الباكى الجزوعا
نعى الناعى الى الفصحى فتاها فهز جذوعها وثنى الفروعا
ومال الى الرياض فناح طير وألوى نرجس وبكى مروعا
شفيق تركتنى لليأس نهبا فكيف تطيق اجفانى الهجوعا ؟
تملكنى فمالى منه منجى وحط على الضلوع فلا ضلوعا
عطفت على فاخضلت دروبى وذاع اسمى على الدنيا ذيوعا
لئن لم نجتمع نسبا فانا تلاقينا هوى وجوى وجوعا
ومدت بيننا الآداب جسرا متينا لا ترى فيه صدوعا
بلى ! جعنا إلى أهل ودار وهل عار علينا ان نجوعا ؟
كلانا بلبل هجر المغانى وظل على البعاد بها ولوعا
أحن الى تراب أبى وأمى وأطرق إن ذكرتهما خشوعا
لكل الناس من شمسى نصيب فان غربت بعثت لها يشوعا
كلانا عاش للمظلوم سيفا وللمحروم درعا ... بل دروعا
تمردنا على قيد ونير ولم نوقد لطاغية شموعا
ولم نزحف الى نشب فانى رأيت العبقرى فتى قنوعا
يموت الحر من عطش وجوع اذا ما القوت كلفه خنوعا
وقد يبدى الخضوع لذات دل ولا يبدى لذى ناب خضوعا
على دين المحبة قد نشأنا وطفنا حول كعبتها ركوعا
غسلنا الصدر من وضر وغش فليس يضم عاطفه خدوعا
نمد بدا لمن صلى لطه وثانية لمن والى يسوعا
شفيق خلعت ثوبا من تراب فطر كالعطر آلى ان يضوعا
نجيتك الوفية فى انتظار فخذ يدها وأم بها الربوعا
لكم فرشت درويك بالدرارى وكنت هزارها الغرد السجوعا
وكم طلعت على ناديك بدرا وضيئا علم البدر الطلوعا
ورفرف فوق زحلة فهي أم تود لك الرفاهة والرجوعا
ألم ترها قد احتشدت جموعا فقم يا صاحبى حى الجموعا
براها مثلما أضناك - شوق قبل أوارها واشف الولوعا
بني فوزى لها ذكرا سنيا وجئت فزدت شهرتها سطوعا
شفيق سبقتني فاجعل مقامى بقربك ترض لى قلبا هلوعا
بكيت ، ولو ملكت زمام جفنى لما خبأت للحى الدموعا
