عمر تناست حظه القمم لا لهو ، لا أهواء ، لا نعم
ما ضاء في آفاقه قبس إلا لتطوى نوره الظلم
أسرى مع الايام لا وجلا مما تدس وتضمر النقم
وهن الزمان على مسيرته فوهت خطاه وناله الهرم
وشباب هذا العمر مزدهر لم تستطع إذباله الإزم
سر امتداد صباه خالجة أبدا بشرخ العمر تعتصم
سنواته السبعون مابرحت بنظارة العشرين تتسم
سبعون في النضال سرت كالطيف اذ يسرى به الحلم
مرت على يقظان ساهرة أجفانه ورفاقه نوم
مرت خفافا رغم ما حملت من فادح تهوى له القمم
مرت بواسم والنوائب لم تنفك تستشرى وتنتقم
سبعون عاما والجراح على آلامها تطوى وتكتتم
تستروح اللهب العتى كما تستروح الاشذاء والنسم
يا من رشفت المر منتشيا بعصارة عنقودها الالم
تلك العصارة لا يجرعها الا الذين على الضنا فطموا
مازلت تفرغ كأسها ظمئا فمتى بربك يهدأ الضرم
يا صاحب العمر الطويل وفي ايامها الاحداث تزدحم
سنواتك السبعون لاوطر يقضى ولا شهوات تغتنم
غالبت بأس النفس فانهزمت ولقلما تعنو وتنهزم
وأذبت لب الروح فارتشفت أرواح من قهروا ومن حرموا
لو كل نابضة هنا سئلت عما يجيش بها ويحتدم
لأتى الجواب بأن نبضتها من قلبك الخفاق تستلم
صلة شددت بها اواصرنا فترابطت وتمكنت رحم
وغدا شتات القوم ملتحما عجبا فكيف الذر يلتحم ؟
أعزيز تونس أنت تعلم أن لاعهد للأيام لاذمم
قابلتها بشموخ محتقر فأذلها من طبعك الشمم
من اجل تونس خضت معركة كم ضمختها أدمع ودم
لاعدة لك غير بارقة من حكمة ما بعدها حكم
فنصرتها وركزت رايتها فتشامخت وتمايس العلم
واستبشرت بكيانها دول وتفاءلت بوجودها أمم
أعزيز تونس ان تونس لم تفتألها الآمال تبتسم
لكنها تجتر غصتها لشقيقة بالهول تصطدم
لقداسة فى القدس دنسها دنس الدخيل ورجسه الوخم
لملاعب الاطفال دمرها من قتلوا الاطفال واجترموا
لمساجد وكنائس هتكت أكذا تهان وتهتك الحرم
أعزيز تونس إن عزتنا تشكو جراحا ليس تلتئم
جرح بجنب أخي يعذبني وينال من صبرى ويلتهم
أقسى مئاسى القدس ان على تخليصها أنصارها اختصموا
وتفرقوا لصلاح قاهرهم وتقاسموا الاوزار وانقسموا
يا عار يعرب فى سلالتها لم يبق من يشفى وينتقم
أسيافها صدئت وأدرعها أخني على اضلاعها القدم
وكرام خيل قريش مهملة ليست لها سرج ولا لجم
أعزيز تونس ان صارخة فى القدس تسمع من به صمم
صرخت لطعن في مروءتها ولوصمة بجبينها تصم
بشرتها ان الخلاص على قاب ففي الخضراء معتصم
