- ١٩٩ - اهل الدثور عن سمى مولى ابى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن ابي صالح السمان عن ابى هريرة رضي الله تعالى عنه : ان فقراء المسلمين اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، ذهب اهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم القيم ، قال : وما ذاك ؟ قالوا : يصلون كما نصلى . . ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق . ويعتقون ولا نعتق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون احد افضل منكم الا من صنع مثل ما صنعتم . قالوا : بلى يا رسول الله : قال : تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة . . قال ابو صالح : فرجع فقراء المهاجرين فقالوا : يا رسول الله سمع اخواننا ) اهل الاموال ( بما فعلنا ففعلوا مثله . . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ) ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ( . قال سمى : فحدثت بعض اهلي بهذا الحديث فقال : وهمت . انما قال : تسبح الله ثلاثا وثلاثين وتحمد الله ثلاثا وثلاثين . . وتكبر ثلاثا وثلاثين ، فرجعت الى ابي صالح فذكرت له ذلك . فقال : الله اكبر وسبحان الله والحمد لله وحتى تبلغ من جميعهن ثلاثا وثلاثين . . اه ) رواه مسلم (
قلت : هكذا كان التنافس في عمل الخير والتسابق الى الباقيات الصالحات من كلا الفريقين . . لا على المادة . . ولا الطمع . . ولا الحسد ولا الجشع . بشرط توافر هذه الصفات فى كل منهما . . وصدق من لا ينطق عن الهوى : " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " الهمنا الله الرشد والهدى . . وكفانا النفوس الامارة بالهوى . .
٢٠٠ التاجر - الفقيه كان الامام ابو حنيفة النعمان - تاجر ثياب . . يكسب من عمل يده . . يذهب الى دكانه ليزاول التجارة . . ويذهب الى المسجد ليعلم الفقه . . فما عرف الناس تاجرا اعلم أو ادق او اكثر تواضعا منه . . جاءته عجوز تريد شراء ثوب ورجته أن يترفق فى الثمن . . فعرض عليها ، وقال لها انه بأربعة دراهم . . فظنت انه يهزا . . فقالت له : لا تسخر منى وانا عجوز لا حيلة لى . . فقال لها : ان هذا هو الثمن الحق . فقد اشتريت ثوبين بعث احدهما بالثمن كله الا اربعة دراهم . . وهذه الدراهم الباقية هي ما اطلبه منك ثمنا للثوب الآخر . . ا ه
قلت : من لي بأن يتطوع استاذنا الكبير صاحب المنهل الاغر فيوزع ) مجانا ( او بنفس الطريقة بضع نسخ من هذا العدد - بالذات - على الاسواق التجارية . . للأخذ بهذه السنة الحسنة ولو بعض حين ؟ !
- وبهذه المناسبة يعرف المسنون ومن تجاوز منهم الاربعين والخمسين ان كثيرا من تجارنا وأهل البيع والشراء كان صاحب علم وفقه وتدريس . . ولا يفوته نصيبه من الخيرين . . ولا قسطه من الرابحين . . وقد امعن الزمن في الفراغ ! وفي الذكرى لمن ينتفع بها بلاغ - وأى بلاغ !
٢٠١ - العلم - والثراء " جاء فى ترجمة الامام الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمى عالم مصر وفقيهها ورئيسها انه كان له من دخله ثمانون ألف دينار . . وما وجبت عليه زكاة . . " ولد سنة ٩٤ هجرية ومات سنة ١٧٥ . . ا ه
قلت : وكذلك يكون الخير - في الدنيا والآخرة . . وانها لقدوة صالحة واسوة حسنة . . وبها تزول الاضغان . . وتصان الصلات ، وتحفظ القربى . . ) ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ( . .
ولو قدرت هذه المبالغ اليوم - لبلغت اضعافها . . ولو قومت قوتها الشرائية فى الاسواق يوم انفاقها . . لأغنت جماهير غفيرة من عباد الله . . وان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( .
٢٠٢ ) سيبه ( - من الفصيح المتداول عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما انه كان يسير على جمل له فأعيي ، فأراد ان ) يسيبه ( قال فلحقني النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لى وضربه ، فسار سيرا لم يسر مثله قط ، ثم قال : بعنيه بأوقية . . قلت : لا ، ثم قال : بعنيه ، فبعته بأوقية . واستثنيت حملانه الى اهلي ، فلما بلغت اتيته بالجمل فنقدني ثمنه ، ثم رجعت ، فأرسل فى اثرى . فقال : ما كستك لآخذ جملك ؟ خذ جملك ودراهمك . . فهو لك .
قلت : اذن تكون كلمة ) سيبه ( . . عريقة فى الاستعمال . . فصيحة في المقال . . راسخة القدم فى الاجيال . . وهي على كل حال انما تعنى ) الترك ( لا الاهمال ! وصلى الله وسلم على من ارسله الله رحمة للعالمين
٢٠٣ " الشاهى " نوعان لا أعني صنفه ولا جنسه . . فهو أكثر من نوعين . . ولكل بلاد منه وفيه خيار وتمييز . . انما قصدت أن احدثهما ) الشاهى ( . هو هذا الذى نشر به صباح مساء . . ولا اشكال فى تسميته الا من حيث انها لا أصل لها فى العربية لعدم زراعته فى بلاد العرب قديما . وحتى حديثا . .
ثم ان كل من كان من أهل الشاء او الشياه . . فاذا جمع الله الشاهى بين " شاهى " نسبة لما يرعاه ، أو يملكه من الاول وما عند الشاهى الثانى حصلت البركة . . وتمت القيلة ! وخاصة اذا كان من النوع الاخضر - الممزوج بالعنبر . وكان المكان فى ) المعسل ( أو ) الهدى ( . . بعد أن يتم تعبيد ) كرى ( ! الذي حرم قبلنا الكثيرين من ) الكرى ( ؟ ! و ) كل الصيد فى جوف الفرا ( !
٢٠٤ - القيق . . ونشفان الرقيق ؟ سبحان الله . . ما اكثر ما نجد من كلام العامة ما له اصل صحيح . . ونسب قديم فى اللغة الفصحى . . انهم على بصيرة - مما ينطقون . . أو فطرة فيما يحفظون ! فكم نسمع منهم هذه ) الجمنة ( - ) القيق ( و ) نشفان الريق ( . . ويعنون بها الجهد والكتفة والمشقة والاعنات الى آخر هذه المترادفات و ) القيق ( لغة هو ) الاحمق
الطائش ( . . . أما السجعة الاخرى فمن لوازم الحماقة أن يجف الحلق وتضطرب الاعصاب والانفاس . . والهون فيه العون . . والاحمق عدو نفسه . . والله المستعان .
- ٢٠٥ - التكشير من الاضداد غلب مدلول الكشرة والتكشير عند العامة والخاصة على أنه الغضب أو التكره . . أو الانزعاج . . أو الاعراض والصدود . . الخ . . حقيقته لغة : كشر عن اسنانه كشف عنها وأبداها عند الضحك وغيره ! ! فلماذا اختص بالسخط دون الرضاء ؟ ! اغلب الظن أن من الحروف والكلمات ايضا ما له من اسمه نصيب ؟ . . فان التكشير أيا كان معناه . . يجب ان يحل محله التبشير . . . والطلاقة والتيسير . . وقديما قال القدماء من الحكماء : لاقيني - ولا تغديني ! " وبشاشة وجه المرء خير من القرى " . . وخير ما يفعله الناس فى زماننا هذا ان يتبادلوا المرح . . دون الترح . . والتفاؤل دون التشاؤم . . " وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا قوة الا بالله " ثم لا بد من انصاف الكلمة نفسها فلا تؤخذ بأسوأ مفهوميها ، دائما وابدا . . ما دامت هى من الاضداد " والضد يظهر حسنه الضد "
- ٢٠٦ - ) زطة ( - وصته ) سقي الله أيام الطفولة والصبا ( - ) وقد جاء شطرا - فى الكلام منمقا ( . . وتبعه الثاني دون قصد او عمد ! ولكنها أريحية أو روحانية التذكير او الذكرى ! كنا نحرش بين بعضنا فى أوقات الفراغ للحيوية الطاغية . . . ونسلط القوى على الاقوى ! لا الضعيف على الاذوى ! وما نزال بهما حتى يتلازما ويتصارعا . . ونحمس المستضعف منهما حتى ينتصر . . فاذا طرحه
أرضا صحنا به : زطه - زطه - وترامت بنا الايام والليالي والاعوام الطوال وزدنا على الاربعين . ! وما ندرى أن ) زطه ( . . ذات اصل مكين عند العرب فهى ) صته . . صتا ( أى دفعه بقهر ، وضربه بيده وبكلام أو بداهية ، رماه ( أما الزط - فانه صوت الذباب . . فعلى الجيل الصاعد من الفتيان ان يبدلوا الادنى بالذى هو خير . . ولا خير فى الزط ولا فى النط . ولا فى الصت الا ان يكون فى الاشتقاق والنحت . . وحسبنا ما فات من العجن واللت . . وفي الالعاب الرياضية اخلاق مرضية . . ولا تحتاج إلى العفرتة ولا الشيطنة ! ! وانما هي سلوك وتقويم . . وثقة وتصميم . . على شرط خلوها من ) العفاشة ( و ) الدشاشة ( والكراهة والوحاشة . .
- ٢٠٧ - البعزقة ( - هي الزعبقة ( حرفت هذه الكلمة عن اصلها - فيقال بعزق الشئ أى فرقه . . وبدده . . وصحتها ) زعبقة ( . . وتزعبق الشئ من يده تفرق وتبذر . . فيجب ان لا ننسى أن اللم خير من التفريق وأن البعزقة هى ) الزعبقة ( . . وكلاهما فى عرف العقلاء ) مخرقة ( . .
- ٢٠٨ - الزعل والزعلان يقولون جئت فلانا فوجدته ) زعلانا ( . . ويعنون أنه ساخط غاضب . . والكلمة تحتمل غير ذلك ايضا - فهى ) زعل زعلا : نشط من المرض وغيره . . وضجر واضطرب ( . فلماذا تطور بها المعنى حتى وقف بها عند الثانية دون الاول ؟ . . وتزعل تنشط . . فلنأخذها تطور بهذا المعنى حتى وكما يقول صاحب التجارة . . ) السلف ممنوع ، والزعل مرفوع ( - الا ان يكون بالتقسيم او بالاسبوع . والنشاط خير من الكسل . . وكل من سار على الدرب وصل
