الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "المنهل"

شذرات الذهب

Share

١٣٠٧ - " الجنادع " هى " الجندعان " ) ١ (

كثيرا ما نسمع من بعضهم قوله : انه ذهب الى فلان وعمل معه " الجندعان " مجادلة أو منازعة أو مخاصمة . . وعثرت مصادفة على أصلها القديم . قال ) محمد بن عبيد الأزدى ( فى حماسة البحترى :

فلا ادع ابن العم يمشى على شفا

وان بلغتني من أذاه الجنادع

قال الشارح : الجنادع ، الأحناش ، وجنادع الشر اوائله ، والجنادع البلايا والآفات وما يسوءك من القول . . وهى الداهية أيضا . اه .

قلت : فهذه هي " الجندعان " محرفة عن الجنادع . . بمعانيها المختلفة ، اللهم الا

) ١ ( " المنهل " كان الاستاذ البحاثة صاحب الشذرات تساءل في شذرته بالعدد الماضى وهي ذات الرقم ١٢٩٥ عن أصل كلمة ) الجندعان ( واحال الجواب الى رئيس التحرير وكان لدى رئيس التحرير حينئذ شذرته الاخرى هذه ذات الرقم ١٣٠٧ التى شرح فيها اصل الجندعان ومأخذها الاصيل ولذلك رأيت الاكتفاء ، بما شرحه هنا شرحا وافيا .

ثقافيات

أن نظفر بمن يورد ما هو الأصح أو الأصوب بنص اصرح واوضح واثبت . وما اعجب ان تتفق نفس الحروف مع " الجدعنة " ) ٢ ( تارة . . ومع " الجعدنة " تارة اخرى .

كفانا الله شر الاخرى ، ويسر لنا الاولى .

- ١٣٠٨ - ندرنا" صحيحة

جاء في كتاب " الصداقة والصديق " لأبي حيدر التوحيدى ) ٣١٠-٤١٤ ع ( قوله :  وسمعت ذا الكفايتين ابن العميد ببغداد يقول : " انشاء المعرفة صعب " فلما " ندرنا " من مجلسه قال أبو اسحاق الصابي : " تربيتها أصعب عن انشائها ، عرضت هذا الكلام على أبي سليمان فقال : أما الانشاء فانما صعب لانه لا أوائل له يناط بها ويؤسس عليها ، وأما التربية فانما صعبت ايضا لأنها تستعير من الانسان زمانا مديدا هو يسمح به ، وعناء متصلا يشتد صبره عليه ، ومالا مبذولا قلما تطيب النفس باخراجه الا اذا كان الكرم له طباعا ويجد من ضربيته ) أى سجيته ( اليه نزاعا " اه .

قلت : والشاهد في القصة انما هو قوله : قلما ندرنا " - أى خرجنا وما برحت الكلمة شائعة التداول عندنا وفي أغلب البلدان العربية بمدلولها المعهود . . وهو الخروج " وهي ذات أصل لغوى فصيح .

١٣٠٩ - حاء...وحل

قال إبراهيم بن العباس الصولى ، من شعراء العصر العباسى في القرن الثالث الهجرى

كان الشباب كخضاب قد نصل

وابتز الشيب محلا فنزل

فازعج الشيب الشباب فارتحل

) ازعاجك العيس بحاء وبحل (

وتمامه :

والشيب داء قاتل ، وان مطل

معجل بالموت من قبل الأجل

قلت : هكذا كان زجر الابل ، بحاء - بالكسر - وبحل - بالسكون - قبل الف سنة ، وقد ادركت أصحاب الجمال يصبحون بها ) بحد ( مكررة - لا بحاء وبعضهم ) بحا ( - بدون لام مرددة ايضا . ومن ذلك يتضح أن التحريف قد شمل حتى الأنعام ، بما فيها الابل ، وما كان لها ان تتنكر للحن وهي عجماء . . وقد اصطلح عليه ورضى به اصحاب العقول . . وكانها بدورها ، لم تجد مناصا من فهم المقصود ،

دون تقيد بالمعهود ، وأغلب الظن ان اللحن لم يلحق بها في ) قلب نجد ( حتى الآن .

وما بالناس حاجة في زماننا هذا الى " التفقه " في ذلك ولا الى زجر الابل ، بعد أن أصبحوا في غنى عنها بذوات " العجل " وهم بعد يستنبطونها ويتطلعون الى ما هو اسرع منها فانهم في عصر الصواريخ واكتشاف القمر والمريخ ، فقد رأيت ورب الكعبة من يتحرك فيها كما لو كان على متن دابة ، يهمزها من جنوبها ، لتطير ، والله على كل شئ قدير

- ١٣١٠ - كيف أنت . . وكيف الحال ؟

قال الأعمش ، المولود سنة ٦١ هـ ، والمتوفى سنة ١٤٨ هـ :

(( أدركت أقواما كان الرجل منهم لا يلقى أخاه شهرا وشهرين ، فاذا لقيه لم يزده على : ( كيف أنت ، و كيف الحال ؟ ) ولو سألــه شطر ماله لأعطاه . . ثم أدركت أقواما لو كان أحدهم لا يلقى أخاه يوما الا سأله عن ( الدجاجة فى البيت ) ولو سأله حبة من ماله لمنعه )) اهـ .

قلت : ولست بصدد التذكير بحـــــق الصديق هنا - فانه ولله الحمد - محفوظ ، بشرط الصداقة الحقة . . الا أننى استغربت أن تكون تربية الدجاج في المنازل قديمــة حتى لترجع الى ما قبل ألف ومائتين مـــن السنين . . وذلك بالرغم مما يقال من ازدراء الناس للدجاج ، فما أرى بعد هـــذا النص الثابت الا ما يدل على اقتنائه واحتوائه . . وان المناسبة لتدعو الى الاشادة بالدجــاج والفراخ التى تتوالد بــون معامل التفريخ الحديثة . . فهذه أسمن وأجسم ، وتلــك ألذ وأطعم ، ولكن الاستهلاك أكبر وأضخم . اذا ما لم يكن ابل فمعزى .

- ١٣١١ - يبي يسافر

يستعمل أهل البادية في الحجاز ونجــد ولعل ذلك متداول في غيرهما يستعمــــلون كلمة ( يبي ) بمعنى ( يبغى ) أى ( يريـد ) . . فيقولون : ان فلانا يبي يسافر أو يتزوج أو يغدو أو يروح - بكسر الياء والباء من (( يبي ))

اشترك في نشرتنا البريدية