الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 10الرجوع إلى "الفكر"

شعر عملى، المدينة الواطئة

Share

إلى حبة القمح : ليلى

لما كنا صغارا كبارا

نلهو بلعبة الحب

نحبو على شائك الدرب

لكم أحببتك وكرهتك

لكم بنينا وهدمنا

قصورا من الرمل

لكم كانت عيناك غارقتين

مالحتين

وكنت أغار أخاف عليك من العين

فلطالما طال فى ليلهما الليل

وكنت أصطاد فيهما المحار والقمر

وكان حبنا قدر

وكانت دنيانا بلا بشر

لكم أحببتك فى شقاوة

وبالسالة

كما يفعل الرجال

كفعلة الاذناب

والمرتدة

مازلت أذكر

أزقة القطط والجرذان والوباء

إذ كنا نمشى بعضنا وراء بعض

فى صمت المئاذن والأشياء

وكان الهلع .

فى وجوم الاسواق والجزع

وكان الجوع فى مدينتى

والشبع

مازلت أحمل

دم الجوع الاسود . . وحق الفقراء

كبرنا وكبر القصاص معنا

كالحمى يا حبيبتى

ما يطفئها الماء

بزغنا فجرا بريئا

يخضبه الوجل

وكانت القرون بيننا سجالا

وحبى كان

كالذنب ، كالعصيان ، كالخجل

الصباحات "

كنت بريئة ..

وكان عام الشر في مدينتى

وكانت صواعق الجراد

تضرب من حولنا الحصار

كنت صغيرة ..

وكان الموت خارج الاسوار

والحلم بالحصاد

وكان القرءان

وكان الله

وكان الفقر فى مدينتى

وكنت من بنات السراء والجاه

- أكل الاهالي لحم المشنوقين وبغلة الأمير

- لهم من بيت مال المسلمين بكيلة شعير

حيي على الوصال حيي على الصلاة

حضرت ، مولانا ، الجوارى

ونصب ماء الحياة

وكنت أحبك

وكان البغاء

طريقا موصلا للبلاط

وكنت أحبك

وكان اللواط

علائق يبيحها القانون

وكنت مريض

مصابا بك

وكان الطاعون

سيوف من خشب

منذ الذهاب

ما كفرنا ، ما فتئنا

ننتظر الإياب

فما رجع ملاك الخير

وما مر - عفوا - على وجوهنا السحاب

تمر الحبة المليون فى المسبحة

ما جواب

يغدو القران خرافة

ما جواب

فحيحا

ما جواب

نموء ، بموء

ما جواب

نقوق ، نقوق

ما جواب

نمارس الثورة والحرية

نمارس

فى أقنية الخوف

والعادة السرية

منذ الزمان ، منذ الميلاد ..

أجدادنا ما بارحوا اجسادهم

ما سئموا ربهم

ما كفروا بثامالهم

أجدادنا ما دفنوا ..

بقى الجوع ظلت الارواح

وعند المغيب .

ينادى للصلاة

وأحبك

وأحبك

وكنت أحبك

خوفا

وجوعا

وحمى

فى زمن الجور والعطش

فى زمن البطش

. وإذ كنت أحبك

وكان الحب من شيمي

كرضيع أفاق فى ليلة الحشر

وإذ كنت أحبك

كفرا وعبادة

سعيا بلا هوادة

حبا خارقا للعادة !

اشترك في نشرتنا البريدية