جاءنى يوما ودود ناصح يشرح القول مطبلا فى البيان
دعك من قيد ثقيل حمله عاقك اليوم على نظم المعانى
خلص النفس وخفف وزرها واختر الآن لها عذب الأغاني
إن هذا الصبر قد أرهقها فكفاها النفس مما قد تعاني
واطرح اليوم بحوارا مزبدات موجها الغاضب طامى الفيضأن
وزنها فعلن مفاعيلن فعولن فاعلاتن فعلاتن فاعلان
أهراء هي أم نبح كلاب أم مواء القط أم لغو اللسان ؟
إن شعر اليوم حر وطليق ليس تعروه قيود فى المعانى
هكذا حدثني نصحا رفيقي وأطال فى الكلام والبيان
قلت فى نفسى لعل القول صدق فلأدع بحر الخليل إذ عنانى
ولأخض بحرا جديدا هادئا ليس فيه فاعلاتن فاعلان
فكتبت أسطرا منها سخرت وعجبت كيف غناها كيانى
لست أدرى هل أسمى هذا شعرا أم كلاما صادرا عن ألف جان
هى خلط وحروف وغموض وسطور مبهمات كالأماني
ليس فيها أى تنسيق وضبط لا ولا أى ارتباط فى المعانى
عند ذاك أدرك السر شعورى ووعى الحق فؤادى وجنانى
فطرحت نصح خلى جانبا هامسا فى الأذن فلألزم مكاني
قائلا شتان ما بين زهور نظمت فى باقة نظم الجمان
وزهور بعثرت عبر الطريق ذبلت رغم الصبا والعنفوان
إن شعر اليوم تلفيق وزور لهفى عن شعر أقطاب الزمان
يوم كان اللفظ يشدو والقوافى تطرب السمع وتحلو فى اللسان
