الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 1الرجوع إلى "المنهل"

شهريات ، -٥ -, الصحافة والفن, والحياة العامة

Share

- ويأتي بعد هذا دور الفن ، ومقدار قيمته فى السمو بمعانى الاشياء وذاتياتها وتأثيره الجميل فى توجيه الرأى العام الى مميزات الاشياء ورفع قيمتها في صدق عقيدة وصفاء خاطر لانه من طبيعة النظرة العينية أو السماع الاذنى التأثير على الشعور القلبي والاحساس النفسي ، ومن طبيعة هذين أيضا توجيه مجرى الحياة الفردية والاجتماعية الى هذه البواعث بعد الاعتقاد التام بصحتها وصدق روايتها أو حقيقة نظريتها .

وهذا التوجيه العام والتأثير الطبيعى هما اللذان يغيران النظرة الى المجتمع الحيوى تغييرا حقيقيا لا أثر فيه للوهم والشك ؛ ولا مجال للظن والارتياب - ومن ذلك تنتج هذه الاعتبارات الصحيحة فى التفريق بين العصور المتقدمة والمتأخرة والأوضاء الفنية والهيئات النظرية قبحا وجمالا، ضعة وسموا ،خطا وصحة. وتحت قيود هذه الاعتبارات ، وفى حدود هذه الاعترافات يعيش المجتمع البشرى راضخا لاحكامها معترفا بصحتها واعتدالها ؛ منخدعا بفتنتها وجمالها ...

هيهات للفن اليوم يفوز بطيب السمعة وسمو الذكر وتقدير الرأى العام دون ان يكون للصحافة أقوى تأثير وابعد فعالية فى ذلك.. اجل ان الصحافة اليوم هي لسان الفن ، كما انها لسان الحياة ، والناس يقولون ان (الحياة الفن والفن الحياة) واذن فالصحافة والفن والحياة اشياء لا يمكن ان تنقصم اليوم عن بعضها ولا تتباين

عن اتصالها، مهما تباينت التعاريف اللفظية واختلفت المعاني العرفية والفردية التى تميز كل لفظ على حدته ،وتفضل كل معنى عن قبيله فى حدود اللغة ،وتحت نطاق الاصطلاح لاظهار الفرق المعنوى بين اللفظ ومقارنه .

وحقيق ان الصحافة لا يتمكن لها ان تسيطر على حياة المجتمع سيطرتهاالادبية وان تتمركز فى مقامها المعروف دون ان تستعمل الفن - الذى هو وحى الحياة ونبراسها الوضاء_ فى بلوغ ذلك ، وتستخدمه فى الوصول الى شتى المبتغيات ومختلف التمنيات التى تعلق عليها (صاحبة الجلالة) آمالا واسعة وتنيط بها أمورا كبيرة تمكنت من الوصول الى بعضها ، ولم تزل تعدو فى أثر البعض الآخر .

وقد اصبح الحديث عن الصحافة والفن هو عين الحديث عن صاحبة الجلالة وصاحب السمو. والجلالة والسمو لفظان لهما مالهما من الامتياز والتفوق بين الفاظ العظمة والجمال، وينطوى تحتهما معنيان قد لايضارعان بغيرهما، إذا شاءت سياسة التضارع ان تسلك فى موازنتها سبيل الحق والاعتدال .

وان كان هناك فروق كبيرة بينهما ،مصطلح عليها فى التعاريف الدولية والسياسية الا ان ذلك الفرق وهذا التباين سرعان ماينمحيان ويتلاشيان امام النظرة الادبية والفنية ، اذ يظهر ان امامها بمظهر الزمالة والاتحاد في كثرالظروف أو فى جميعها ...

هذا ما تيسر لنا ان نكتبه فى موضوع الصحافة والفن يمناسة صدور هذا الجزء الممتاز من صحيفتنا (المنهل الغراء ) من ناحية ،ومن ناحية أخرى ليستطيع القارىء ان يدرك مدى ما استطاعت ان تصل اليه هذه المجلة الفتية فى عددها هذا ، حين ينظر اليها نظرته الصحفية الفنية فى نشاط وبشر وانشراح :

اشترك في نشرتنا البريدية