شهر ربيع الاول هو بحق شهر النور والحبور ، ففى أضواء هلاله الباسمة ، وفي أشعة شمسه المشرقة ، انبثقت طاقة بهجة عالمية شاملة لانها تحمل بين يديها " أعلام " انقاذ خفاقة واعلام هداية وحرية عامة من كبول الخرافات وأباطيل الضلال والاستعباد والاستبداد . .
ففى هذا الشهر الميمون كان مولد سيد الخلق : " محمد " صلى الله عليه وسلم فى قلب أم القرى وبين روابيها المشرقة ، وعلى مقربة من " بيت الله " المعظم حيث كان ابونا ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام قد ارسل " أذانه المدوى فى آفاق المعمورة يدعو ابناء البشرية المتلاحقة عبر الدهور القادمة . . بان عليهم أن يؤموا البيت العتيق ، حاجين ملبين ، ومنيبين مستغفرين .
وفى هذا الشهر المبارك نفسه كانت بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم الى كافة الناس بشيرا ونذيرا وهاديا ومصلحا . .
ولقد هدى الله بنور رسالته الوضاءة امما وشعوبا كانت سادرة في غيابات الضلال والالحاد والانحلال والفساد المستشرى . . فارتفعت معنوياتهم ، وانصهرت نفوسهم فى بوتقة الاسلام الحنيف ، فكانوا القادة السادة الرادة ، والهداة المهديين
وفيه كانت هجرته الغراء إلى المدينة المنورة . . حيث انتشر من آفاقها الميمونة دين الله الى كافة انحاء المعمورة . .
فاللهم رشدا وهداية لعبادك المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها . . حتى ينجلى عن قلوبهم وأفكارهم " ران " الحيرة والفرقة اللذين طالما حطما كيانهم ، وحتى يوفقوا الى تحقيق " التضامن الاسلامى " ، المجيد الذى هو صخرة النجاة لهم من كل عدو متربص وكائد ماكر فى كل زهان وفى كل مكان .
