٨- عرفنا ماذا اجرى من اصلاحات فى الاذاعة وما سيجرى فيها مستقبلا، نريد الآن منكم تنوير الاذهان حيال العوامل الفعالة لانشاء هذه الاذاعة لدينا. ذلك ان انشاءها يعتبر خطوة جبارة جريئة لتقدم البلاد فمعرفة عوامله وبواعثه شئ مهم فى تاريخنا الحديث.
ج) لقد كان انشاء الاذاعة حلما لذيذا يداعب نفوس المخلصين الذين يريدون لبلادهم ان يكون لها ما لغيرها من البلاد الاخرى حتى لقد كتب الاستاذ فى عام ١٣٥٦ ه فى احد اعداد جريدة صوت الحجاز الممتازة مقالا يحلم فيه بانشاء الاذاعة السعودية . والواقع انه لم يكن هناك اى دافع او عامل لانشاء هذه الاذاعة - فيما اعرف - الا رغبة كريمة سامية صدرت من حضرة صاحب السمو الملكى الامير سعود ولى العهد المعظم فعرضها على جلالة مولانا الملك المعظم فاقرها وصدر الامر الى حضرة صاحب المعالي وزير المالية الشيخ عبد الله السليمان وهو الحريص على انفاذ كل رغبة سامية وكل مشروع جاليل فصدع بالامر وكانت الاذاعة السعودية.
أما وقد انتهى الاستاذ الفاضل من اسئلته فليسمح لى بكلمة اقولها لابد لى من قولها لان الحقيقة توجبها على. ذلك ان كل خير اصاب هذه البلاد فمرده - بعد الله - الى العاهل المفدى، وأى كلام يقال فى هذا الشأن اصبح من مكرور القول .
واما حضرة صاحب السمو الملكى الامير سعودي العهد المعظم صاحب فكرة انشاء هذه الاذاعة وصاحب الفضل الاول فيها وقد تحدثت اليكم عن ذلك عند الحديث عن عوامل انشاء الاذاعة .
واريد ان اهتبل هذه الفرصة لاسجل اعترافى بالعطف السامى الذى غمر
به هذه الاذاعة حضرة صاحب السمو الملكي الامير فيصل نائب جلالة الملك المعظم وعطف حضرة صاحب السمو الملكي الامير عبد الله الفيصل عليها .
وان اقرر ان حضرة صاحب المعالي وزير المالية الشيخ عبد الله السليمان الافخم هو القوة الفعالة التى اوجدت هذه الاذاعة والقوة الدافعة التى جعلتها فى هذا الوضع والتى ستجعلها باذن الله كما تريدون وخيرا مما تريدون واجدنى مرتاح الخاطر حين اقول ان حضرة صاحب السعادة الشيخ محمد سرور الصبان الذى أنابه معالي الوزير الجليل عنه فى الاشراف على هذه الاذاعة قد أدى الأمانة خير اداء وكان ولا يزال المستشار السديد الرأى والموجه لكل خير والرائد الأمين.
ولا أنسى من هو الآن فى أمريكا فانني على البعد أذكره وأذكر ما أدى لهذه الاذاعة من مساعدات جسيمة وهو حضرة صاحب السعادة الشيخ سليمان الحمد أعاده الله الى وطنه موفور الهناء مصحوب السلامة.
ولا يفوتني بعد ذلك ان أشكر صديقي الكريمين الشيخ عبد الله السعد والأخ محمد باحارث على تعاونهما خير التعاون مع هذه الاذاعة فى مهمتها.
وان أشكر حضرات الكتاب الأفاضل الذين قاموا بنصيبهم فيها أحسن قيام وأعانوها على ما بدت فيه من تحسن وانتظام وأخص منهم اولئك الذين يعبر عنهم برنامج هذه الاذاعة الشهرى .
كما أجد لزاما على أن أعلن شكرى وتقديرى لحضرات زملائي الذين تكتلوا من حولى وأعانونى على هذا الأمر وحملوا حصتهم من عبثه وأخلصوا لأنفسهم وله ويسرنى أن يفهم القراء والمستمعون انه ان كانوا يلمسون فى هذه الاذاعة تحسنا فليس لى فيه الا نصيب الواحد من جماعته وهم هؤلاء الزملاء المخلصون . والله المسؤول ان يسدد خطاى وخطاهم . ويوفقنا لما فيه الحير والصواب . وبعد فلعلي اطلت الحديث عليكم وعلى القراء - ولكنني أردت بادىء الأمر ان اشرح لكم جميعا واقع الاذاعة الذى يخفى على غير رجالها ان لم يتبين لهم ثم بدت لى خواطر أخرى منها اننى كنت رجلا صموتا فاذا بالاذاعة قد جعلتني (حديثا) - ان صح هذا التعبير وما ذلك الا ردا على
أسئلة كثيرة نوجه الى فى كل مناسبة وفي كل مجلس لابد لى من الاجابة عليها فرأيت ان اجيب هنا على كثير من هذه الاسئلة ، وعلى كثير مما فى خواطر الناس لا كفى نفسى مؤومة الاحاديث الطويلة وأعود الى طريقى الاولى المثلى لدى وربما كانت كثرة الناس ادعي بالقراءة من الاستماع وشئ اخر وهو أن أجعل هذه الموضوعات مجال درس وبحث بين الناس جميعا استفيد منه ما لابد ان يكون لهم عليها من مطالعات ومرئيات وشئ آخر أيضا وهو اننى كنت أنوى رفع تقرير لابد لى من رفعة الى المسئولين عن خطوات الاذاعة فى الثلاثة الاشهر الماضية فوجدت فى هذا الحديث فرصة للجميع بين هذه الامور أرجو ان أكون قد وفقت . وأخيرا أردد ما أقول دائما مرحبا بالنقد النزيه والرأى السديد والشجاعة الأدبية فى صدق واخلاص فى هذا الملك الوطني المشاع.
