تصفو الحياة لجاهل او غافل عما مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط فى الحقائق نفسه ويسومها طلب المحال فتطمع
اترى فى هذا القول كل الحق ، أم الحياة ومسارب الامور ، آنا وفى لحظات
بعض الحق وبعض الباطل ؟ اما انا وفترات محدودة خاطفة وغير خاطفة ،
فارى ان هذا القول ليس كله حقا ، كما يساهم فيه الجاهل بحقائق الامور
لا يقبل شائبة باطل ، وليس كذلك والغافل عن مجاريها ، والعارف بما
باطلا لا يقبل ومضة حق .. ففيه من فيها ، المغالط نفسه فى حقائقها ، على
الحق والحقيقة أطراف ، وفيه من الباطل السواء ، ويعب من هذا السلسبيل
كذلك أطراف .. ذلك اننا إذا اردنا ايضا فئة خامسة تمت الى اولئك
بصفاء الحياة ، صفاء شاملا كاملا ، بأسباب من اسباب الحياة خاصة اذا
ومطردا مستديما لا يعروه كدر فذلك جمعتهم المحافل ، وكانت هذه المحافل
مالا اخال انه يتسنى حتى لجاهل ، أو التى تجمعهم تتسم بالانسجام الفكرى
لغافل ، أو لمغالط نفسه فى حقائق والعاطفى وتتصف بالتجاوب النفسى
الامور .. واذا اردنا بصفاء الحياة وتواكب النظريات وتجانس الاهداف
صفاءها الجزئى الموقوت الذى ليس من والآراء .. ان هذه الفئة المقصودة
شأنه ان يمتد لا طولا ولا عرضا ولا هنا هم فئة الادباء .. فهم اذا وفق
عمقا . فهذا اللون من الصفاء الجزئى فريق منهم متجانس الاتجاهات الى
يناله العاقل المتأمل الواعى لشؤون الاجتماع استحال اجتماعهم هذا
الى روضة عبقة بالسعادة وبصفاء تلك الليلة التى كان الحديث يأخذ بنا
الحياة ولمعانها واشراقها ، فتراهم كل طريق ، وما أسرع ما نعدل عن
يجولون فى كل مجال ، ويطيرون طريقنا الممهد لنأخذ فى طريق آخر
مغتبطين فى كل جو ، ويحلقون .. جميل ممتع ، تضىء حافاته محاورات
وفى تلك الساعات تنال ارواحهم شيقة فى الوان الادب والشعر والنثر
المثالية ألوانا من صفاء الحياة وبهجتها والاجتماع .. وقد سجل صفاء تلك
واشراقها مالا يكاد يصفه بيان .. الليلة واشراقها وبهجتها ، شاعران
ومن الحق أن نقول : ان هذا الصفاء من شعراء الحفل الممتع بقصيدتين لهما
لقد تمثل فى ذلك الجو الادبى الزاهر نظماها فى هذه المناسبة الرائعة ..
الذى اضفته نخبة من ادبائنا على تلك فكان فيهما خير تسجيل لصفاء الحياة
الليلة الزاهرة العبقة بافواف الشعر وخير تحليق بادب الحياة .. وحياة
والنثر المجنح ، والحديث الطريف ، الادب ..
وتبادل النظريات والنكات الادبية
والاجتماعية فى تفاهم وانسجام ..
