رجاء واعتذار
عزيز القارئ نسميحك عذرا في تأخر الصفحة بعض الاحيان وأعلمكم بأن تأخر الصفحة خارج عن ارادتي وسوف نبذل مستقبلا جهدا من أجل اصدار الصفحة ضمن مواد منهلنا العذب كل شهر وأرجو أن أوفق هذا واذكر اخوانى القراء من أبناء البادية بضريبة المساهمة الواجبة عليهم نحو بنى قومهم فى هذه الصفحة والتكرم بامدادنا بما تجود به نفوسهم وأقلامهم من ادب شعبي يمثل البادية . ويعلم الله ان هذه الصفحة جعلت للبادية عامة وليس لفئة منهم دون أخرى
عزيز القارئ اكتب الى العنوان التالي دائما : الطائف ص . ب ١٦٩ محرر صفحة البادية بالمنهل
الكل مثل قصة
عساك ببقعا
بقعا : منهل ماء موجود فى جبل شعر حدثت فيه سنة ١٢٥٧ ه معركة بين اهل
القصيم وقبيلة عنزة من جهة ، وشمر برئاسة ابن رشيد من جهة اخرى وكان النصر فيها لجيش ابن رشيد على قبيلة عنزة وأهل القصيم ، ويا لهول ما حدث فيها من خسائر جسيمة فى الاوراح وقد ضرب بها المثل فقيل : " عساك بيوم بقعا " وتسمى بقعان وقد خلد هذه الموقعة احد فرسان المعركة فى ابيات كثيرة نورد منها هذا البيت كشاهد والشاعر هو عيد بن رشيد قال :
ربعى مروية السيوف المسانين
خلو صغا بقعان بالدم سايل
وهذا المثل يضرب فى الهزيمة والدعاء على الاعداء بالخذلان ونحن هنا لا نعرف أول من قال انه من المؤكد ان شدة المعركة وكثرة من قتل فيها من أهل القصيم وعنزة جعلت الناس دائما يذكرونها ويجعلونها عنوانا للشؤم .
وعسى هنا : دعاء على الخصم الربع " الجماعة ، وفي البيت الشاهد يفخر قائله عيد بن رشيد ببأس جماعته وعصبته ويقول لنا انه من شدة القتل سال المكان بالدم كمثل سيل المطره .
الطائف
ديوان الصفحة حنين الى الوطن
عندما قامت الثورة العربية الكبرى فى سنة ١٩١٦ م كان الشاعر مخلد القثامى يحارب ضمن جيش الشريف حسين بقيادة ابنه عبدالله بن الحسين فى العيص . وقد كان سلطان العبود شيخ القثمة يقود جيش قبيلة عتيبة وقد ذكره لورانس في كتابه : " أعمدة الحكمة السبعة " فقال : سلطان العبود رجل حلو الشمائل ورئيس لقبيلة القتمة من عتيبة كان آنذاك يناهز السادسة والعشرين وهو طويل القامة مفتول العضل فارس ماهر جرئ وراسه مربع وضخم يتعشق النكات وصديق حميم لكلا الشريفين : عبد الله وشاكر ابنى حسين ص ١٣٩ من الكتاب . ونرى الشاعر مخلد القثامى يحن الى قومه فى أسفل صحارى ركبة كما يصف لنا حالة الجيش العربى وحروبه وصفا دقيقا وهو هنا يشبه خيامهم بالطيور المترجلة في الارض وهو وصف دقيق ونلمس بعض تشاؤم الشاعر من هذه الحرب كأنما كان متوقعا النتيجة السيئة منها وغدر الحلفاء بنا .
هذا كان شعور الشاعر مخلد القثامى
يا الله يا ربى عليك التشافيع
وان ضاقت البيبان بابك وسيعي
كريم يا برق نخيله ورا الربيع
ونخيله يم وادى النقيعى ١
ويا راكب اللى من سلائل مرسيع
اسداس حيل ولا تلاها الرضيعى
ما موقفهن الا العيال القواطيع
طريحهم في الصبح ما له منيعى
حط البهار ونطع الكيف تنطيع
لين السوالف بين اهلها تريعى
واخذن من غدران حاذة قراطيع
من ماء المطر ما هو بعد رجيعى
وليا بدن احلى كشب المقاويع
ادري عليها عقب مسرا شنيعى
وقسم عليهم ردتى بالتوازيع
وخص القروح وكل زول رفيعى
ان سال عنا يم وادي المريبيع ٣
التراب والخيبة بهاك البديعى
اخيامنا مثل الطيور المواقيع
لا عيشة زانة ولا هاء نفيعى
أظلالنا القبعى وعج المدافع
وان جاتنا القلة ٤ غدانا هزيعى
والحى لا بده يجى في المراجيع
واللى دعاه الموت يقعد وظيعى

