حقا . . لم أشبع جوعى من ثدى يروى طفله
لم امضغ كبدا يكرهنى
لم أترك نعش غريب أتعب أهله
لكن . . القهر يعشش فى أحشاء الانصات
فأظل ألبى ما تقذفه الأفواه
تذكر ؟ . . لما أستأذنتك كي أخلو لله
والمحراب حشائش تعلو تاج الرأس
والباب صرير يسخر من أدران الأمس
إن يسألني ربى
- حين تصلى من أنت ؟
هل وجهك ما أعطيت ؟
يا عبدى ما اسمك ؟
سأجيب : نسيت
. . قهقه فى الصدر عذابى
ملهاة جنون أن ينتحر الضوء الحالى
أن أتحول أطرافا أربع ، وحواسا خمس
أحلم
ابحث عن وجهى المدبر
أسعى للطوفان المستأخر
لا يبقى إلا مئذنة وصليبا تركع حولهما الأنوار
تسبح وتسبح فى عشقهما موجات الانهار
يتعبد في ظلهما طفل غسلته الامطار
وأمير وذليل فقدا أمسهما فانطلقا فى ملكوت الاطهار
أمشى
أدهش للعربات السكرى تقتات دماء فى لون الحرمان
. . تقتل ولدا بتسم فقيرا ، يلعب أول فصل في ملحمة الملك سليمان
. . حسب الولد البوق الناغم لحنا لا إنذارا يصرخ فى سمع الانسان
وعلى شط الرغبة صوت يهمس للاحياء الموتى . .
يرفض منطق هر يتزاحم حول فتات البيت
يرقص منتظرا دوره
فى طابور لم يتحرك مره
والجسد عظام تكسوها الحسره
أجرى
دائرة الاشياء ، الألوان . . الأبيض والأسود . . لا تتوقف
الموج الممتد المنحسر السامى نحو الشمس لينهزم الى البدء
الجمهور يصفق للرجل القافز أسلاك النار
والحارس يلعن باقى العمر بآخر كأس يشرعه فى وجه الاستمرار
. . كل يحيا فى حضن الوهن يظن الدر رؤاه المنهاره
. . في كل جبين أقدام الغدر أماره
وأنا أجرى فرحا وحزينا ، مرآة للماره
أدرك انى صرت غريبا
مبتعدا عن وجهى ولسانى
منتبها لحروف تنبض فى شريانى
حتى بات الصمت ضجيجا والضجة خرساء النبره
وتلاشى فى أذنى صخب الأشياء
إلا أنى أسمع أكثر
نتخثر أصوات الكون ، وتتكسر أجنحة الأصداء
اتحسس نغما يصاعد من عمق الأبد اللامتناهى
أرضى . . أتطهر
نتساقط أزهى المرئيات معراة بكماء
أتدبر
فالرؤيا غامت ، هامت ، لا انظر هذى المدن الخرسانية
لا أمسى درويشا لكنى أبصر أكثر
أقرأ طلسم نفسى
بعيون الشوق أرى الأبعاد بحجم القبضه
تصبح أقوى من ظلمات الأرض الومضه
أعرف أن الألم ، الندم ، الضحكات . . محطات تعبر
