" تمثل الشاعر ) الحرية ( - حورية اغتسلت في نهر الحياة الأبيض وطالعته بروعتها في غرة يوم ربيعي باسم - فأبصر بمباهج الكون تتراقص على كل فنن ، وكلما هم بالانطلاق معها احس بالقيود تصفد كيانه - ويعبث الاستعمار الغاشم بأرض دياره الحبيبة الغالية . ."
أطل مع الفجر زاهي الجبين .... وهل صباحا ولا كالصباح
تفتح وردا بهيج الفتون .... طرير الشفاه بلون الجراح
وفاكهة الوجنتين تنزت .... دما يتغنى الصبى والجمال
وهيكلها فتنة قد تعرت .... تجللها خصلة من ليال
أيا وجه فاتنتى بالرواء .... عليل الهوى أين يرجو الدواء
أتأتى تمرضه فى الشقاء .... وتسعفه ان اصيب بداء ؛
ايا ويحه ان تمنى الحياة .... ولم ينضحوه بتلك العيون
ويا ويحها ان تناست هواه .... ولم تقض دينا لرب الفنون !
ألا من يطب فؤادي المروع .... ويمنحه من عزاء الحبيب
فقد اسرف الداء بين الضلوع .... وراع الكيان ضلال الوجيب
كما راع أوطاننا الغاصبون .... وأسرف أحفادهم في الشرور
طغى الداء فى الشرق بالعابثين .... وأرض العروبة تشكو الدهور
تعالى فأنت وحب بلادى .... نداءان للنور او مهجتان
أرى فيهما صورة من جهادى .... مع العمر تشعل حولى الزمان
سنمضى مع النور في كل وادى .... نغني ونصفع وجه الظلام
ونكتبه بدماء الأعادى .... سجلا يخلد بين الأنام
فقد انذر الكون فجر الجهاد .... وأورى بأعماقنا الذكريات
ويا أم لا تسرفى فى الوداد .... وحسبك أني فتى العاصفات
شريعتنا اليوم حرب تطول .... على البغي حتى تزول الغموم
ونفني فدى الحق . أمي تقول : .... - أعوذ برب السماء العظيم
أيا أم كيف نروم الحياه .... واعداؤنا في ضلال مشين
ايرضى الضمير . . ايرضى الاله .... ويستعبد الارض أهل المجون ؟ !
وتستعمر الشرق انجلترى .... وأذنابها من فرنسا الغريبه
واحلافهم وطغاة الورى .... وصهيون تحتل أرض العروبه
بلادى يهددها الآثمون .... وتوأد ابطالها فى حماها
ويسفك فيها دم المسلمين .... وتضرم نيرانهم في رباها
بلادى ستحطم تلك القيود .... وتنفث بالدم بين اللهيب
سنعلنها فى صميم الوجود .... مع الدهر ثورة حق مهيب
بلادى سنثأر من ناهبيها .... نزلزل أرضا بها يجثمون
ونستخلص الدار من غاصبيها .... وحرية قدستها السنون
فلسطين في الأسر بين اليهود .... يروعها المجرمون البغاة
فأين شعوب الجهاد الاكيد .... وأين العروبة تنوى الحياة
أخي في الديانة فى المشرقين .... أخي هات لى يدك الواعية
نثور ونحمى حمى القبلتين .... ونشعلها ثورة عاتية
على الكفر والدول الآثمة .... على الظلم والظلمات المريبة
نحقق حرية دائمة .... لأوطاننا والنفوس الغريبة
نوحد غاياتنا فى العلاء .... ونكتبها فى سجل الزمن
رؤى وسطورا بلون الدماء .... لنقضي على كل تلك الفتن
فيا شعب هيا لهول الكفاح .... فقد آن للعرب أن ينعموا
فعهد الشجا قد مضى والنواح .... وآن لأحرارنا يحكموا
نسود الوجود بحكم الضمير .... ونحفظ حرية الأبريا
وحرية الوطن المستنير .... نداء نردده للسما
لنحيا ونفني بعز الفداء
" المدينة المنورة "
