عرف المغرب منذ القديم بانه البلد الزراعي ، فكان يسمى ( بمخزن الرومان ) للحبوب ، ولقد شعر المنصور الذهبى احد ملوك الدولة السعدية بأن الامن ضروري لازدهار النواحي الاقتصادية وخاصة القطاع الزراعي ، لذلك جعل من رؤساء القبائل نواة للأمن للسهر على القطاع الفلاحي (١) .
أما المزروعات المغربية فكاتت متنوعة ومختلفة فقد عرف المغرب قبل غيره عدة انواع من المزروعات ، كان معظمها يصدر الى دول كثيرة ولاسيما الولايات المتحدة الامريكية ( ٢ ) وانكلترا وايطاليا .
وفيما يخص الصناعة المغربية فكانت مزدهرة عبر العصور ، ويرجع ذلك الى استتباب الامن ونمو الحياة ومهارة اليد العاملة التي كانت تتمثل في حرف يدوية . وقد كان للمواد الاولية الخاصة التى تتوافر في المغرب أكبر الأثر على انتاج صناعات مهمة كقصب السكر مما جفل البلاط الانكليزى لا يستعمل مئوى السكر المغربي .
ويحكى ان المنصور الذهبي عندما احتاج الى الرخام لتبليط قصر البديع بمراكش أعطى ثقله من السكر الى الايطاليين .
وقد كان لصناعة السكر ايام السعديين أثر كبير في التبادل التجاري ، فكان المغرب يقدم الى الدول ، السكر ويأخذ بدله الاسلحة والتوابل والعطور ، وقد كانت كوبا هي المنافس الوحيد للمغرب في صناعة السكر خلال القرن السادس عشر . والى جانب صناعة السكر اشتهر المغرب بمصانع صياغة الذهب - الذى كان يعرف ( بذهب التبر ) - المستخرج من الصحراء المغربية او الذى كان يجلب من السودان والسنغال . كما وجدت مصانع اخرى للنحاس والبارود والملح .
ومن الصناعات التي كانت منتشرة في معظم المدن المغربية الكبرى ، صناعة الصابون والشمع والزجاج والمنسوجات ، والى جانبها كانت هناك حرف يدوية للدباغة والخرازة والدرازة وصياغة الثوب .
اما التجارة فقد ازدهرت بازدهار الأمن سواء بالداخل أم الخارج ، فالتجارة الداخلية كانت تتوقف على النشاط
الجمركي لحماية المنتجات المغربية منافسة المنتجات الاجنبية ومنع دخولها الى المغرب ، وقد كانت الأسواق والمواسم تلعب دورا هاما في ترويج التجارة الداخلية وقد تميزت هذه الفترة بانتشار تجارة الرقيق . أما التجارة الخارجية فكانت تقوم بين المغرب والدول الاخرى على فرض رقابة ورسوم جمركية كانت تلعب أبلغ الأثر في المحافظة على الميزان التجاري ، فالذي يريد ادخال السلع الاجنبية تفرض عليه نسبة ٣٠ % والذى يصدر سلع المغرب لا يؤدى سوى ١٠ % تشجيعا لتصدير هذه السلع . أما المنتجات التي كان يصدرها المغرب الى الخارج فهي السكر واللوز والجلود والزيت وأركان .
أما الواردات فكانت فى الغالب المنسوجات البريطانية والتوابل والتبغ والعطور والعود القمرى وهو نوع من الطيب .
والذى ساعد على ازدهار اقتصاد المغرب في هذه الفترة توافر طرق الموصلات البرية وبناء قناطر وموانئ كانت ترسو بها السفن المغربية والاجنبية .
