* قال ابن الأعرابي : كان المحسن الضبي شرها على الطعام ، وكان دميما ، فقال له زياد ذات يوم : كم عيالك ؟ قال : تسع بنات . قال : فأيتهن منك ؟ فقال : انا احسن منهن وهن آكل منى . . فضحك زياد وقال : جاز ما سألت لهن ( أى سننفذ ما تسأل لهن ) . . وأمر له بأربعة آلاف درهم . فقال المحسن الضبي :
اذا كنت مرتاد الرجال لنفعهم فناد زيادا أو أخا لزياد
يجبك امرؤ يعطى على الحمد ماله اذا ضن بالمعروف كل جواد
= قال رجل للأحنف : بأي شئ سدت تميما ؟ فوالله ما أنت بأجودهم ولا أشجعهم ولا أجملهم ولا أشرفهم . قال : بخلاف ماأنت فيه . قال : وما خلاف ما أنا فيه قال : تركى ما لا يعنيني من أمور الناس كما عناك من أمرى ما لا يعنيك .
* أسرت مزينة ، حسان بن ثابت - في الجاهلية - وكان قد هجاهم حيث قال فيهم
مزينة لا يرى فيها خطيب ولا فلج يطاف به خضيب
اناس تحلك الاحساب فيهم يرون التييس يعدله الحبيب
فأتتهم الخزرج يفتدونه ، فقالوا : نفاديه بتيس ، فغضبوا وقاموا . . فقال لهم حسان : يا أخوتى : خذوا أخاكم وادفعوا اليهم أخاهم .
* دخل معن بن زائدة على أبى جعفر ) المنصور ( فقارب في خطوه ، فقال أبو جعفر : كبرت سنك يا معن . قال : في طاعتك . قال : وانك لجلد . قال : على اعدائك . قال : ان فيك لبقية . قال : هي لك يا أمير المؤمنين
* يحكى ان اربعة أشقاء من آل معلوف - ممن يعيشون فى المهجر ) أمريكا ( حدث ان كانوا مرة فى زيارة لقريب فى لبنان . . وبينما هم يحتسون القهوة اذ سقط الفنجان من يد حسناء فى تلك الجلسة . فاقترح المضيف على هؤلاء الضيوف الاربعة ان يكتبوا شعرا بهذه المناسبة . . ومن ثم تقدمت زوجة المضيف متبرعة بساعة للفائز فكتب الاول منهم . . وكان اكبرهم سنا :
ثمل الفنجان لما لامست شفتاه شفتيها واستعر
فتلظت من لظاه يدها وهو لا يدرى بما يجني اعتذر
قذفته عند ذا من كفها يتلوى قلقا أني استقر
وارتمي من وجده مستعطفا قدميها وهو يبكى فانكسر
أما الشقيق الثاني فكتب يقول :
عاش يهواها ولكن في هواها يتكتم
كلما ادنته منها لاصق الثغر وتمتم
دابه التقبيل لا ينفك حتى يتحطم
ثم قال الاخ الثالث :
ان هوى الفنجان لا تعجب وقد طفر الحزن على مبسمها
كل جزء طار من فنجانها كان ذكرى قبلة من فمها
أما الشقيق الرابع ، وقد لاحظ ان الفنجان لم ينكسر فقد كتب يقول
ما هوى الفنجان مختارا ولو خيروه لم يفارق شفتيها
هى ألقته وذا حظ الذي يعتدى يوما بتقبيل عليها
لا ولا حطمه اليأس فها هو يبكى شاكيا منها اليها
والذي ابقاه حيا سالما أهل العودة يوما ليديها
فربح هذا الاخير الجائزة . فقام الاخ الأكبر معلقا على فشله فى نيل الساعة قائلا :
يا ساعة ما أنت أول ساعة ضيعتها من ذكريات حياتى
ما دمت ضيعت السنين فما أنا بمحاسب دهرى على الساعات
