ذكاء مفرط
أرسل مخدوم خادمه الغبي الذي يعتقد فى نفسه منتهى الالمعية والذكاء . . ارسله الى صديق له يدعوه لأمر مهم . . وكان اسم اصديق المدعو ) زيدا ( قال له اذهب الى زيد فى منزله وادعه لى . . فقال الخادم مرحبا . . وتناول قلما وألاقه فى دواة بعد ان استقر فى ذهنه ان اسم الصديق المرسل اليه هو ) خالد ( . . ومضى قليلا ولئلا ينسى تناول القلم وألاقه فى الدواة ، وكتب اسم الصديق هكذا ) بشرا ( ومضى فى طريقه قليلا حتى وصل الى دار صديق مخدمه فأخرج المفكرة . . وقرأ فيها اسمه عمرا ودق الباب عليه فخرج الصديق . . فقال له : يا سيدى عمرو ! سيدى يدعوك لامر مهم . ومن ذكر الذى أرسله اليه فهم المقصود فأقبل معه الى صديقه ، وسأله عن الحقيقة نقصها عليه . . ولما وصل الصديق مع الخادم الذكى . . الى منزل صديقه الذي استدعاه حكى له كل شىء . . فحدثه عن ذكاء خادمه ردقة فهمه . . فرأى أن يسجل هذا الحادث الفريد في عالم الغباء فى بيت من الشعر هو :
اقول له زيدا فيفهم خالدا
ويكتبه بشرا ويقرؤه عمرا
الدعاية الادبية لترويج البضاعة
قدم ناجر الى بغداد بعدل خمر - بضم نخ ، والميم جمع خمار - سود ، فبارت عليه ، فقال الشاعر عبدالله بن مسلم بن جندب بيتين من الشعر لغرض ترويج خمر صديقه البائرة :
قل للملحة في الخمار الأسود
ماذا صنعت براهب متعبد
قد كان شعر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد
وسرعان ما نفدت الخمر اذ تخاطبها الناس بسبب هذه الدعاية الشعرية الفعالة النافذة .
طفيلى . . وأديب . .
قال الاصمعي : كان بالبصرة اعرابي من بني تميم يتطفل على الناس ، فعاتبته على ذلك ، فقال : والله ما بنيت المنازل الا لتدخل ، ولا وضع الطعام الا ليؤكل . . وما قدمت هدية فأتوقع رسولا ، وما اكره ان أكون ثقيلا على من أراه شحيحا ، بخيلا ، واتقحم عليه مستأنسا ، واضحك ان رأيته عابسا ، وآكل برغمه ، وأدعه بغمه ، فما اعد للهوات طعام أطيب من طعام لا تنفق عليه درهما ولا تعنى اليه خادما . ثم أنشد :
كل يوم ادور فى عرصة الحي
اشم القتار شم الذئاب
فاذا ما رأيت آثار عرس
وختان او مجمع الاصحاب
لم اروع دون التقحم لا ار
هب دفعا ونكرة البواب
مستهينا بما هجمت عليه
غير مساذن ولا هياب
فترانى الف بالرغم منه
كل ما قدموه لف العقاب
ذاك ادنى من التكلف والغر
م وغيظ البقال والقصاب

