انا معجب حدا بصمود صاحب " المنهل " ورئيس تحريره الصديق الاستاذ عبد القدوس الانصاري ، معجب بصموده وثباته ، وصبره ومثابرته وجهده الجبار في اصدار المنهل الأغر
وهو الى حاب هذا مسيطر على عمله . وهو وحده الذي يقوم بتحريره وتنسيقه : ( ديكوره ) كما يقولون ، وتوضيبه فى المطبعة . . وهو إذا حاء وقت صدور المنهل رفع على الرف كل ما يشغله عن المنهل وانقض عليه انقضاضا ، فلا يلبث ان يفترسه افتراسا فتنبثق عن هذه المجهودات منهل الشهر
وحينها اقول ينقض عليه انقضاضا ، ويفترسه افتراسا فانني اعثرها اقول فقد لاحظت انه يغربل مواده غربلة وينتقيها انتقاءا ، فلا تنشر في منهله كلمة الا وقد مرت تحت مجهره ولطالما راجع على مواده كثيرا من المراجع الادبية والموسوعات اللغوية وغيرها .
وكفاءة الصديق الاستاذ الانصاري اللغوية ، وكفاءته الادبية ، وكفاءته الذهنية والفكرية ، وجلده على البحث ، ومكتبته الزاخرة بنفائس ما انتجه العلماء ، وخلقه الكريم ، ووفاؤه المعروف وتسامحه وحيطته وحذره ، كل ذلك جعله يتجافى ويتفادى الأغلاط اللغوية والعلمية والادبية والسياسية والاجتماعية الا ما قل وندر .. مما لا يخلو منه بشر .
واعرف من الصديق صاحب المنهل انه يعمل دائما ودائبا على التجديد فيه ويحرص على تطويره فلا يخلو عدد من قفزة اما في عالم الاخراج والتنسيق او في عالم المواد وتنويعها ودسامتها او فى كلتيهما ، فالمنهل كما قلت فى ابيات نشرت في المنهل وجريدة المدينة .
فى كل شهر له فن وتجديد
وكل عام له وثب وتسديد
شعاره في الدنا داب ومعرفة
نضج وعلم وتنسيق وتنضيد
في جانب الحق تلقاه يواكبه
وللضلالات تندديد وتفنيد
ولطالما سمعت الاستاذ صاحب المنهل يتمنى ان لو ساعدته المادة لينافس " المنهل " اكبر مجلات العالم العربي العلمية والأدبية . . ويردف تمنيه بقوله : ( ولكن العين بصيرة واليد قصيرة ) .
ولعل هذا من الاسرار التى جعلت المنهل يعيش ما ينيف على ثلث قرن وهو دائم التجديد والتطور حق لهذا المستوى الرفيع الساحق في دنيا المجلات العالمية العلمية الادبية .
والعدد الأخير الذي صدر من المنهل عدد ذى الحجة . . عشت الخطوات التى ختمت بهذا العدد الممتاز كيفا وفنا ومادة ، وعشت الجهد الذي بذله صاحبه فى اخراجه واعداده ، وعشت الجهد والزمن الذي استهلكه ، والانكباب على تصحيحه وتنضيده والصلات التى احتاجها للحصول على مواده حتى جعل منه لوحا فنيا ، لا يشبع الانسان من النظر اليه ، وتفقد كل ما فيه .
و نظرة خاطفة عابرة ، او نظرة فاحصه في فهرست موضوعات العدد تتجلى بها محتوياته من بحوث علمية ، وثقافة وادب ، وتاريخ وآثار ، ونقد ، وقصص ، وشعر ، ومباحث لغوية ، وخطوات علمية ، وبحوث متنوعة .
ونظرة خاطفة ، عابرة ، او نظرة فاحصة للأقلام التى دبجت مواد هذا العدد بتحل بها قيمة العدد الادبية والفكرية والعلمية .
ونظرة عابرة خاطفة ، او نظرة فاحصه للفهرست العام التى حمله هذا العدد لاعداد السنة باسرها يرى بها القارئ - كما يرى في المرآة - اعداد المنهل لسنة كاملة هي سنة ١٣٨٨ يراها مشرقة وضاءة اخاذة .
فتحية للمنهل الأغر وتحية لجهد صاحبه ودعاء له بالمزيد من التوفيق.
جدة
