الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "المنهل"

على هامش حركة التعليم

Share

إن التعليم من الامور الجوهرية لحياة الشعوب ولسير سفينتها فى خضم الكون المتلاطم فى امان حتى تبلغ شاطئ النجاة ، وليس يجدى التعليم شيئا اذا كان رجاله سطحيي التفكير غير مدركين حقائق السامية ادراكا صحيحا

ولذلك تنبه عظماء المصلحين فى كل امة إلى هذا الأمر الجوهرى فشمروا عن سواعد الجد وأرسلوا أنوارا كشافة من " رادار " عقولهم الجبارة إلى آفاق البحوث والتجارب الكثيرة حتى ادركوا ان المرحلة الأولى من التعليم هى أول ما ينشدون ، وأدركوا كذلك أنه لابد لبلوغ الغرض الأساسي من هذا التعليم من الحصول على معلمين " مربين " يستطيعون السير بالطفل إلى قمة المعرفة الحياة  الصحيحة ، وليكون تعليم الطفل الابتدائى كامل العناصر واضح الطرائق درسوا  الطفل نفسه على ضوء تجاربهم وتجارب السابقين من النوابغ ، فكانت تآليفهم فى علم التربية وعلم النفس ، وقد خدموا بها رجال التعليم أسمى خدمة حيث مهدوا الطريق أمامهم . . وللحصول على المعلمين العالمين والمربين القديرين أنشأوا معاهد سميت دور المعلمين ومن حسن خط هذا الشرق ولا سيما العربي تنبه أهليه إلى هذه الناحية المهمة من التعليم ، فبادروا إلى العمل فى هذا السبيل حتى تمكنوا من . مسايرة ركب الحياة الحاضرة المليئة بالماديات المؤثرة على العقول وحتى استطاعوا أن ينشئوا " دور المعلمين " الكثيرة ثم قاموا بمشروعات أضخم ، وأهم منها : ترجمة الكتب النفسية والتربوية وتأليفها فسدوا فراغا مهما فى المكتبة العربية ولم يغفلوا أيضا عن الاهتمام برفع مستوى المعيشة " للمعلمين " حتى يكرسوا جهودهم نحو أداء رساتهم دون ما عائق يعوقهم بالتفكير فى المعاش وما إليه او الى جانب هذا بذلوا جهودهم العظيمة لتعميم مدارس التعليم الأولى والابتدائى فى كل مجتمع شعبى فى المدن والقرى وحاولوا جاهدين أن يكون تأسيس هذه المدارس وفق الأصول التربوية والنفسية وليزيدوا نظام المدارس المذكورة إفادة واحكاما اسسوا رياض الأطفال

والمدارس النموذجية الابتدائية المتمشية تماما مع نظم التربية الى أقصى الحدود بل فكر المصلحون فى " مصر " فكرتين جاءتا كما تمنى المخلصون . أولاهما موالاة البحوث لانشاء مدارس ادق انطباقا على احدث التجارب ، وثانيتهما تقوية الدراسة الدينية فى المدارس المذكورة قبلا بمعاونة مجلس " الازهر " الاعلى ومن دواعي الغبطة اهتمام مديرية المعارف العامة وعلى رأسها سعادة الشيخ محمد بن مانع بهذه النواحي العلمية النافعة فهي دائبة ، على العمل على انشاء المدارس الابتدائية والاولية وامدادها بالمعلمين الاكفاء حسب المستطاع وقد عزمت كذلك على تأسيس رياض الاطفال والمدارس الابتدائية النموذجية ، ولتنفيذ مقاصدها التعليمية سلكت سبيل نهضة قوية الاركان فعطفت فى كل مناسبة على المعلمين بزيادة مرتباتهم وافتتحت لهم قريبا " دار المعلمين " فى مكة وفي المدينة ووسعت نطاق التعليم فى " دار التوحيد " وفى المعهد العلمى السعودي وزادت في عدد طلاب البعثات " الى الخارج وغير ذلك مما يضمن الظفر ان شاء الله برجال التربية الاكفاء لسد حاجتنا اليهم . . وما سفر سعادة مدير المعارف العام فضيلة الشيخ محمد بن مانع الى ) القاهرة ( لمفاوضة شيخ الازهر وغيره هناك الا لاخراج قرارات مجلس المعارف الذي يراسه فضيلته إلى حيز التنفيذ ، واذا أردت الاطلاع على برامج المعارف الاصلاحية فعليك بدراسة تقرير مجلس المعارف الذي نشر فى ) المنهل ( وفى " ام القرى " فإنه ينبئك عما تعتزم مديرية المعارف العامة تحقيقه من نهضة تعليمية تليق بماضى البلاد وحاضرها وفق ارشادات صقر الجزيرة جلالة مولانا الملك المعظم أيده الله تعالى وحقق له الآمال

اشترك في نشرتنا البريدية