الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "المنهل"

عناية ... وترتيب

Share

وعنيت بعد ذلك - ولما افرغ لهذا الجانب حتى الآن ببرنامج الاذاعة وهو النتاج الذى نقدمه الى المستمعين فالتفت الى مواقيت الاذاعة وفرضت على الاذاعة للمستمعين أكبر قسط من الوقت يطلبون منها ويسد حاجتهم لمدة عام على الاقل . فكانت اذاعة الظهر وجعلت اذاعتنا المسائية اثنتين فتم بذلك للاذاعة أربع فترات باللغة العربية - فى مواعيد مختلفة تمكن كل فرد من الجمهور من ان يستمع الى اذاعتنا ولو مرة واحدة فى اليوم .

ورجعت الى المواد التى ينبغى ان تقدم فى هذه الفترات فاذا انا لم أجد فى الاذاعة يوم تسليمي لها المادة التى تقدم خلال اسبوع ، كما كانت تفعل الاذاعة فى تقديم برنامجها اسبوعيا ، ولا أراني اذيع سرا حين أقول هذا الكلام فانه لا يعيب الاذاعة ان ذلك قد كان، مادام قد شرفها ما كان بعده من خطوات جعلت فى امكانيتها ان تقدم برنامجها شهريا . وحين وضع برنامج الاذاعة لشهر صفر وجد انه وان ظللنا ننشره فى

الصحف يوميا كما كنا نفعل - لم يفهم المستمعون من ذلك قيمة هذا الوضع ولم يشعروا به ، ثم ان ذلك يترك مجالا للتعديل من البرنامج متى شعر رجال الاذاعة انهم لم يلزموا بنشره واذا فتح هذا الباب لم يبق لوضع البرنابح شهريا أى معنى لان فائدة وضع البرنامج شهريا بالنسبة للاذاعة ضمان نتاجها لذلك الشهر واعطاؤها الفرصة خلاله لتقوية برنامجها للشهر القادم ، وبذلك يمكنها التحسين فى برامجها ؛ اما لو اشتغلت فى كل شهر ببرنامجها لكان عملا مرتجلا لا مجال فيه للتحسين ، والتحضير ، والتجهيز ؛ ومحاولة التجديد ، ثم ان المصلحة تقضى باعلام المستمعين فى الداخل والخارج فى اوسع مدى ممكن عن البرامج كما هو المتبع فى كل اذاعة عدى ما فى ذلك من دعاية حسنة ، واعلان طيب عن الاذاعة ؛ فطبع البرنامج الشهرى ووزع وهو كخطوة أولى قد اخرج فى .

احسن وضع ممكن ولا يعيبنا انه قد وزع بعد أن مضي من الشهر أسبوع أو اقل على الاصح لا كما حسب بعضهم انه لم يوزع الا حين وصلهم بعد ذلك لأن برنامج هذا الشهر كان الخطوة الأولى فى تنفيذ هذه الفكرة بالنسبة الى الاذاعة وبالنسبة الى المطبعة التى لم يترك لها الوقت الكافى للتحضير له .

ولم يجعل لهذا الجدول ثمن حتى الآن لأن طبعه هكذا كان للدعاية عن الاذاعة ولأن جعل اشتراك له بقضى أن تضاف اليه المواد التى تستهوى الناس بالاشتراك وعندئذ يكون مجلة لا تصدر الا باذن من الجهات المختصة وهذا اجراء فى النية اتخاذه بمشيئة الله ، ولكنه يحتاج الى وقت ليس من المصلحة تعطيل هذه الخطوة عليه

اما اذا كان لبعض الناس ملاحظة على البرنامج من حيث أن وضعه لشهر تحديد لأمكانية الاذاعة وحرمان للمستعمين من موافلتهم بمواد أجود ربما تصل الى الاذاعة خلال ذلك الشهر وتعطيل لحركة التجديد . فالجواب على هذه الناحية : أن وضع البرنامج فى ذاته هو موضع الدراسة ، فلو لاحظ هؤلاء على البرنامج فى ذات وضعه اية ملاحظة لكان هذا أجدر بالدرس ومشاركة الرأى أما وضع البرنامج شهريا فعمل اذاعي لا غبار عليه ومع ذلك فقد لوحظت فى وضع البرنامج الشهرى أمور . أولها - وضع سياسة اذاعية للبرنامج موضع

البرامج الثابتة التى لابد لها فى كل اذاعة ؛ على اختلاف التصميمات أسبوعيا اسبوعا بعد أسبوع واقل من ذلك واكثر بحسب قيمة البرامح الاجتماعية والحاجة اليه وبحسب امكانية الاذاعة فيه ؛ وهذا لا يعنى انها سوف لا تتغير ولا تعدل ولكن التعديل والتغيير سيكون على أساس التطور التدريجى مع هذه النظريات .

وثانيهما:- أنه لوحظ في وضع البرناج التخفيف عن القسم المختص فى طريقة الوضع بحيث يسهل عليه اداء عمله فى اسرع وقت ولئلا يشتغل بما ينبغى أن يكون مفروغا منه . فطبعت مسودات البرنامج لينسنى ذلك وليكون مطلوبا من القسم المختص اشغال الفراغات المتروكة وهذا نحوناه قد لا يكون متبعا فى الاذاعات الأخرى .

ثالثها: -انه قد ترك فراغات أسبوعية فى أصل البرنامج لشغلها بموضوعات منوعة تجدد رغبة المستمع ، وتلائم الظروف المرتقية فى كل شهر والاحداث الملابسة له .

رابعها: اختيار الخيرة من الكتاب والتعاون معهم على امداد الاذاعة بأجود المواد وهم النفر المعروفون في بلادنا بالتخصص في النواحي التى يمدوننا فيها وهذا رد على نظرية من يقول ان فى وضع البرنامج الشهرى تعطيلا للمواد الجيدة التى قد تقدم للاذاعة خلال ذلك الشهر وشئ آخر وهو ان هذه المواد ايضا ستأخذ مكانتها فى البرنامج بالنسبة للشهر القادم وهكذا لا يحرم منها.

خامسها:- هناك ملابسات وظروف ثابتة بالنسبة الى كل شهر كالاعياد والمواليد والمناسبات الملكية والشعبية والعالمية ، وهذه تلاحظ عند وضع كل شهر لانها أصبحت معروفة وفى حكم المقررة بالنسبة الى اذاعته ايضا اما الظروف الطارئة وهى قليلة نادرة مما لم يكن به سابق علم للاذاعه فهذه فى كل بلد وكل اذاعة تتخذ لها اجراءاتها الخاصة وتعدل برامج الاذاعة على ضوئها وتؤجل المواد المعينة فى البرنامج لتلك الايام الى أيام اخرى وقد فضلنا فى هذه الحال ان تؤجل تلك المواد الى الشهر التالي لئلا يحدث ارتباك فى البرنامج بالنسبة لبقية أيام الشهر اما الموضوعات المسلسلة فتوضع السلسلة حسب تدرجها الطبيعى فى كل موعد مقرر لها . وهذا اجراء اذاعي لا غبار عليه بل ان بعض الاذاعات لضرورة الاشعار تضع فى مقدمة برنامجها عادة (قابل للتعديل) وهو

مفهوم بالبداهة ونحن لا ينبغي ان تتبع خطى غيرنا فى كل شئ وطبقا لما يفعل، وانما علينا ان نأخذ من كل جهة ما يلائم وضعنا وما يصلح الاقتداء به.

اشترك في نشرتنا البريدية